144
0
صدى القضايا العربية الكبرى في المسرح العربي

صدى القضايا العربية الكبرى في المسرح العربي
في إطار العمل على تحديد و معالجة دور و أثر القضايا العربية في المسرح الجزائري، نظم المسرح الوطني الجزائري، ندوة ثقافية بعنوان “صدى القضايا العربية الكبرى في المسرح العربي”. تحت إشراف وزيرة الثقافة والفنون” صورية ملوجي”. وذلك بحضور قامات أكاديمية و فنية على رأسهم مخلوف بوكروح أستاذ جامعي و كاتب ، و محمد بوكراس المدير العام لمعهد فنون العرض السمعي البصري.
شيماء منصور بوناب
تضمن برنامج الندوة الثقافية، مراجعة المحاور الأساسية في القضايا العربية المدرجة في المسرح الوطني، بعد ذلك جاء التعقيب عنها، في إطار علاج القضايا فنيا و ثقافيا. كما تم إحصاء ركائز القضايا العربية المشتركة في المسرح، من خلال تنظيم مداخلات فنية تبرز واقع المسرح الوطني الجزائري بآفاق عربية مشتركة.
استعرض الناقد و الكاتب مخلوف بوكروح” في مداخلته ، القراءة النقدية لمضمون المسرح و عروضه أثناء حقبة الاستعمار الفرنسي و بعده، حيث أدرج دور التوجهات السياسية و الأحزاب في هندسة محتوى العروض و المسرحيات.
كما تناول بدايات المسرح التي عرفت توجها مشتركا تجاه القضايا العامة التي تستقبل الرأي العام و تأثر فيه، بما فيها مسرحية صلاح الدين التي ترتبط بالقضية الفلسطينية، كونها تحمل دلالة دعم و مساندة للشعب الفلسطيني.
وعلى هامش مداخلته، أفاد الأستاذ مخلوف “، أن المسرح الهاوي كان على طليعة بموضوعات المسرح الوطني، من خلال طرحه للقضايا العامة العربية و العالمية في عروضه “.
وتطرق في ذات السياق “محمد بوكراس”، للمسرح الثوري بأبعاده السوسيوثقافية، باعتبار المسرح قاعدة اجتماعية و فنية تلامس حالة الشعب و تعرض ظروفه بصورة فكاهية أو درامية، تحاكي آلامه و مآسيه. كما أكد في تصريح له “أن الخصوصية الجزائرية، فرضت نفسها من خلال العروض و المسرحيات لنفي مقولة الجزائر فرنسية”.
و تابع مؤكدا أنه لطالما أبدع الجزائريون في إخراج المسرحيات المحافظة للتراث الجزائري، منها مسرحية “لوحات إلى النور” التي تعد من بين أهم المسرحيات التي ترسخ الهوية الوطنية للجزائر يين و تحفظ ثقافتهم”. وفي حديثه عن مسار المسرح الوطني الجزائري أثناء الاستعمار، تطرق إلى دور عروض “القارقوز” التي كان لها صدى واسعا في عرضها للقضايا المحلية لواقع الاستعمار الفرنسي بطريقة ساخرة، قوبلت بالتوقيف و المراقبة من الحكومة الفرنسية.
وتوقف ذات المتحدث عند المسرح الوطني، حيث قال أنه عرف عدة مسرحيات ثمنت الفن الجزائري و أرجعت سيادته المنهوبة من طرف القوى الخارجية، وأبرزها مسرحيات باشطارزي التي عرفت بتوجهها السياسي الفذ في العرض و الإلقاء .
و في محاولة لإبراز الشأن العربي في العمل الفني، ذكر بوكروح قائلا: ” نجد عدة مسرحيات مشتركة مع الدول الشقيقة كالعمل المشترك بين الطلبة الجزائريين و التونسيين، تحت تسمية مسرحة “الحاكم الطيب” التي أعلنت عن أخوية الشعوب و دور المسرح في تبليغ رسالته الاجتماعية والسياسية …”
و في ختام الندوة الفنية، دعم الكاتب المسرحي “شريف لدرع” فحو الندوة بخبرته في الكتابة المسرحية التي تتطلب محاكاة الواقع بظروفه و التي تساعد على فهم العمل الفني، و تخلق التقبل الفني للعرض المسرحي . كما فتح باب النقاش أمام المهتمين بالفن المسرحي لتثمين نقاش الندوة بخبرتهم و معارفهم.