شهدت السوق الجزائرية مؤخرا، قفزة نوعية في مجال وفرة  المنتجات المحلية، التي تقدمها المؤسسات الوطنية، بفضل  جودة منتجاتها التي اصبحت تنافس علامات تجارية كبيرة  لمؤسسات عالمية.

شيماء منصور بوناب

ومن بين تلك  المؤسسات الوطنية نذكر مؤسسة sarl revo food للمواد الدسمة التي اكتسبت مكانة وحضور قوي في الأسواق المحلية بفضل جودة منتجاتها ودقة استيراتيجيتها التسويقية.

Sarl revo food...عشرة سنوات من الجودة و الكفاءة

في لقائنا بحسين بوعيسى مسؤول التسويق لمؤسسة sarl revo foodالمختصة في  المواد الدسمة بما فيها السمن والمارغرين والزبدة منذ قرابة العشر سنوات، أكد أن المنتجات الدسمة التي تنتجها المؤسسة ، تعتمد في طبيعتها على مواد طبيعية صحية تلائم تطلعات المجتمع الجزائري بالدرجة الأولى.

 كما تسعى لخلق نوعية جديدة من المواد الغذائية التي تجمع بين الذوق الرفيع المستمد من بنة الزمن الجميل وكذا  الصحة لضمان سلامة المواطن ورضاه في الوقت آنه.

وبالعودة للمسار التأسيسي، أشار أن المؤسسة انطلقت في انتاجالسمن تحت العلامة المسجلة ب " الوليمة" لما يحمله اسمها من دلالات مجتمعية أسرية تعكس كرم الشعب الجزائري الذي يتسابق لإقامة الوليمات و التجمعات كنوع من أنواع الضيافة و الصدقة و الكرم الذي يعرف عنه.

ويضيف على ضوء ذلك ، قد  وقع الاختيار على تسمية السمن بالوليمة لترابطه مع تلك المناسبات التي تعتمد فيها المرأة الجزائرية على أرقى وأجود المواد الدسمة لصناعة مأكولاتها وحلوياتها بنفس الطريقة  القديمة والنكهة الفريدة التي تعد السر الذي انتجنا به السمن .

اذ ان بنة زمان كما يطلق عليها في العامية هي احد اهم اسرار نجاح سمن الوليمة، لان الذوق والرائحة الذي يحتوي عليها جعلت المرأة الحزائرية خاصة و المواطن عامة يتوافدون لاقتناء منتجنا لما يحمله من طابع قديم يرمز للذاكرة الجماعية التي اعتدنا عليها من امهاتنا وجداتنا ."حسب ذات المتحدث"

الاختصاص.... سر من اسرار النجاح و الاستمرارية

  وعن اهم خاصية تتميز بها المؤسسة ركز بوعيسى، على عامل الاختصاص  في المنتوج الذي تحافظ به على شعبيتها وصورتها امام الزبون الجزائري من خلال بقائها في دائرة المنتجات الدسمة.

 وعلى ذات المستوى اوضح ان المؤسسة اطلقت منتج جديد قبل ثلاثة اشهر تحت مسمى" الربيع" الذي يجمع ما بين ما  الزبدة النباتية والزبدة الحيوانية التي تصل نسبتها لثلاثين بالمئة، وقد باشرت الشركة بتوزيعها في المحلات الكبرى و اسواق البيع بالجملة كخطوة اولى، في انتضار العمل على التوزيع بالتجزئة لضمان التغطية الكاملة للمولود الجديد ل  arl revo food .

ولفت محدثنا ،إلى ان المؤسسة قبل اطلاقها لاي منتج تقوم بدراسات معمقة وواسعة للسوق المحلية من عدة زوايا تضمن بها الوصول للمعرفة الحقيقية لما يحتاجه الزبون الجزائري الذي يصعب ارضائه واقناعه بسبب فطنته ودرايته التامة بما يقتنيه، و هو الأمر الحافز الذي جعل المؤسسة تسعى لتطوير جهودها وتحسين منتجاتها في كل مرة، ولعل هذا هو السبب الذي مكنها من الصمود والاستمرارية في السوق المحلية لمدة عشر سنوات على التوالي.

الاسعار و المنافسة الحرة

وفيما  يتعلق بالاسعار، فيقف عليها مختصين وخبراء لتحديدها و دراستها ،من ناحية الملاءمة التي تشترط مراعاة الظروف العامة للمجتمع وكذا القدرة الشرائية للمواطن الجزائري، فضلا عن طلبات السوق و واقع المنافسة المحلية في ميدان المنتجات الدسمة، وذلك حسب ما ورد عن ذات المتحدث.

     وبالحديث عن رفع الأسعار لدى بعض المحلات بعد ضمان نجاح المنتج في السوق، قال بوعيسى انها ممارسات غير اخلاقية يتم انتهاجها، وهي سلوكات من طرف المتعاملين التجاريين أو أصحاب المحلات تضر بالدرجة الأولى بالمؤسسة الام وكذا الزبون.

وفي هذا السياق شدد على أهمية تعزيز الرقابة الداخلية للعمليات التجارية  بالاسواق و المحلات لتفادي مثل هذه الظواهر التي لا تمد بصلة لثقافة الاستهلاك.

 وأوضح محدثنا أن المؤسسات عندما تقوم بمراجعة الوزن الصافي لمنتجاتها من ناحية الكمية بعد اطلاقها للمنتج بسعر محدد ، أي انقاص الكمية مع المحافضة على السعر نفسه، هو استيراتجية خاصة تنتهجها الشركات في بعض الاحيان حين تزيد عمولة المواد الاولية التي غالبا ما تكون مستوردة، وعلى اثر ذلك تسعى للحفاظ على ثقة زبونها من خلال عدم المساس بالسعر على غرار كمية المنتج.

 ودعا إلى ضرورة العمل على توفير المادة الأساسية أو الاولية بصفة محلية لتفادي ضريبة الزيادة في المنتحات وكذا من أجل انتاج جزائري مئة بالمئة دون الحاجة للإستراد الذي يعد اهم عامل لزيادة أسعار المواد المستهلك.

التصدير .....خطوة ريادية تعكس كفاءة المؤسسات المحلية

 وعن التوجه نحو التصدر أضاف بوعيسى أنه علينا أولا تحقيق الإكتفاء الذاتي وتغطية كاملة متكاملة للسوق المحلية من خلال الوصول للزبون الجزائري في كل مكان اينما كان ،ذلك هو الرهان الحقيقي لأي مؤسسة.

وفي ذلك دعا السلطات الرسمية لتسهيل معاملات تصديرالمنتوجات المحلية و تعزيز استيراتجياتها الترويجية لولوج الاسواق الأجنبية ، خاصة وأن الجزائر مؤخرا عرفت وتيرة متنامية لأسواقها بفضل مؤسساتها التي تعمل على اعادة المنتوج الوطني لمكانته الحقيقة  تنافس بها المؤسسات العالمية الكبرى.

 منوها بأهمية تغطية كل القطر الوطني كخطوة ريادية تمكن المؤسسة من فرض نفسها ضمن سوق المنافسة المحلية التي بها تكسب ثقة الزبون الجزائري وتضع خططا لآفاقها المستقبلية بما يتماشى مع مستجدات العصر الراهن رغم كل الصعوبات والمطبات التي تحول بينها وبين ضمان الإنتشار.

 واثناء عرضه لبرنامج المؤسسة في مسار تغطية السوق الخارجية خاصة الإفريقية ، قال إن التعريف بالمنتوج الوطني امر ضروري لضمان تنمية الإقتصاد المحلي بعد بلوغ الذروة في تحقيق الإكتفاء الذاتي، ويأتي ذلك استجابة لتوصيات رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في تطوير بنية الاقتصاد من خلال ولوج الاسواق الإفريقية اولا ثم ما تبعها من الاسواق الخارجية.

وفي خطوة سابقة للمؤسسة لفت أنها عززت نشاطها التجاري بربط علاقات شراكة مع عدة دول في اطار اعطاء المنتوج الجزائري مكانته الحقيقية.