179
0
ربيقة يؤكد "ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة محطة فارقة من محطات الثورة التحريرية"
كشف اليوم الخميس، وزير المجاهدين و ذوي الحقوق العيد ربيقة، أن ذكرى تأسيس الحكومة المؤقتة تعود من جديد، وهي فرصة أخرى تتاح للرجوع بذكرياتنا وذاكرتنا إلى تاريخنا المجيد، و الوقوف وقفة إجلال وإكبار عند محطة فارقة من محطات الثورة التحريرية.
نزيهة سعودي
جاء ذلك خلال إشرافه على ندوة تاريخية بمناسبة إحياء الذكرى ال66 لتأسيس الحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية 19 سبتمبر 1958، في هذا الصدد قال الوزير أن تأسيس الحكومة المؤقتة فرضها التطور المنطقي للعمل الثوري، واستجوبتها الضرورة لإدارة المعركة السياسية والدبلوماسية، ومواجهة الدعاية الاستعمارية الناكرة لحقوق الشعب الجزائري في الحرية والسيادة، ورفع تحدي إيصال القضية الجزائرية إلى جميع المحافل الدولية، وحشد تعاطف المؤسسات غير الحكومية مع الجزائر المكافحة والشخصيات المستقلة المؤثرة ورجال العلم والفكر والفن، بما في ذلك أحرار فرنسا نفسها وكل الشعوب المحبة للحرية في كافة القارات.
و في نفس السياق أوضح ربيقة أن القضية دُونَت في جدول الأمم المتحدة كقضية تصفية استعمار، رغم تعنت المحتلين، وفرضت عليهم الدبلوماسية الجزائرية، مبدأ الندية الكاملة.
و أضاف ذات الوزير " إن المزاوجة بين العمل العسكري الميداني للثورة، والعمل السياسي والدبلوماسي ، كانت هي الميسم لمنهج الثورة التحريرية بقيادة جبهة وجيش التحرير الوطني وهي المزاوجة التي أحسنت الحكومة المؤقتة إدارتها بمؤازرة المجلس الوطني للثورة الجزائرية، وتمكنت بفضل إرادة إطاراتها ومهاراتهم الديبلوماسية وحنكتهم السياسية وفي ظرف وجيز من حجز مكانها عند أحرار العالم، وسارت بثبات وعزم وكلها إيمان بعدالة القضية إلى أن تحققت الحرية واسترجعت الجزائر سيادتها الوطنية".
و بالنسبة لبرنامج رئيس الجمهورية و نهجه اليوم يقول المسؤول الأول عن القطاع "إن الجزائر المنتصرة اليوم بقيادة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في عهدته الجديدة، تسير ببرنامج على النهج القويم وفق تدبير مُتَبصر لشؤون الدولة والمجتمع، نهج جَوْهَرَهُ الحفاظ على الوحدة الوطنية في ظل ديمقراطية تشاركية، وحكم رشيد ووعي مستنير يعد المصالح الوطنية ومصالح الشعب الجزائري وأمنه ورقية من الأولويات، مع إدراك ما تواجه منطقتنا من تحديات كبرى، وما تتطلب من جهود لرفع تحديات الحاضر كسب رهانات المستقبل.
إحياء الذكرى لاستخلاص العبر و استنهاض الهمم
و في الأخير نوه ربيقة أن إحياء هذه الذكرى لاستخلاص العبر و استنهاض الهمم، مشيراً إلى أن الجزائر اليوم تحظى بمكانة متميزة في المحافل الدولية، وصورة مشرفة في الخارج التي جاءت نتاج تماسك قواها في الداخل، وعزة بنات وأبناء الشعب الجزائري بنفوسهم وثقتهم في مقدراتهم، وتمسكهم بالقيم العليا لثورة أول نوفمبر 1954 ونجاحهم في كل الاستحقاقات الوطنية الكبرى.
من أجل إثراء هذا الموضوع أكثر افتتح إلياس نايت قاسي المدير العام للمتحف الوطني المجاهد جلسة تاريخية تفاعلية، و وجه الكلمة للمجاهد عيسى نايت قاسي المثقف الوطني الذي أكد أنه بعد 66 سنة من ذكرى 19 سبتمبر 2024 هذا الوقت الذي هو بالنسبة للمجاهدين كأنه يوم أمس، قائلاً "عندما نحضر هذه اللقاءات تزيد سعادتنا لأننا بحاجة لتنوير الجيل الجديد برسالة الثورة لمواصلة رسالة الجهاد".
و أبرز أيضا، أن موضوع تأسيس الحكومة المؤقتة واسع و متشعب موجزاً بعض النقاط المهمة في هذا الموضوع أولها الجزائر من 1830 إلى 1965 وضعت تحت نظام الحراسة المشددة و التسويق المحكم.
و من جهة أخرى تطرق كل من الدكتور سيد على احمد مسعود من جامعة مسيلة عميد كلية العلوم الإنسانية و الاجتماعية و كذا البروفيسور أحمد ميزاب مختص في القضايا الأمنية و الإستراتيجية، عن مسألة و ظروف تأسيس الحكومة المؤقتة التي لم تكن وليدة ظروف معينة بقدر ما كانت تسير مرحلة بمرحلة وفق أهداف و غايات محققة.