231
0
ربيقة "نقف على ثلاث محطات خالدة لأولئك الذين قدموا أرواحهم ليحيا الوطن"
أكد اليوم الثلاثاء، وزير المجاهدين و ذوي الحقوق العيد ربيقة، خلال إشرافه على فعاليات الندوة التاريخية الموسومة بـ : " محطات خالدة لذاكرة وطنية رائدة"، من أجل ثلاث محطات إيمانية بالوطن للوقوف وقفة إجلال وإكبار لأولئك الذين قدموا أنفسهم أرواحا ليحيا الوطن واستشهدوا ليهبوا لنا الحياة .
نزيهة سعودي
و في هذا الصدد اعتبر ربيقة أن معركة سيدي إبراهيم شكلت في السواحلية بتلمسان الموافقة ليوم 22 إلى ال25 من سبتمبر عام 1845 محطة لإدراك العبقرية والفلسفة الخاصة والاستثنائية للأمير عبد القادر الجزائري، في أول أشكال رفض المستعمر عبر الثورات الوطنية المسلحة.
و أضاف الوزير " إن الرجل سابق عصره لحنكته السياسية وخططه الاستراتيجية، بأن أَصَّلَ لمفهوم الدولة الجزائرية الحديثة مؤسسا، وقانونها الاجتماعي بالزمالة قائدًا، وإخاء العيش حركة التحرر العرب المشترك ، وإخضاع العدو لطاولة المفاوضات في اتفاقياته قوة وسلطانًا، في حروبه المشهودة في تاريخ بيعته وهو ابن الـ 24 ربيعًا.
و في سياق مغاير أوضح ربيقة أن البطولات تتكرر وتتابع الملاحم في تاريخ ثورتنا المجيدة التي نخلد ذكراها اليوم، لنحاكي ذكرى الأبطال الاشاوس، فالتاريخ يشهد أن الثورات العظيمة تصنع من فئة الرجال ثابتي العزم أباة في أفعالهم وأقوالهم، ومن طينة هؤلاء كان الشهيد الرمز العبقري الأيقوني، زيغود يوسف الرجل الفذ والقيادي المحنك المخطط الاستراتيجي والعقيد المنضبط والملتزم بالسرية .
و تابع ذات الوزير أنه عرف بثوريته الجامحة ومواقفه الوطنية المخلصة، مشيراً إلى أن ذكراه و ذكرى كل شهداء الجزائر ستظل حية وحاضرة في ذاكرتنا، وخالدة في وجدان الأجيال من بعدنا ، مشدداً على مضيهم نحو صون الوطن ، وكل الشرفاء البررة على قيم البذل والعطاء ومناصرة الحق ونصرة المظلوم، مثلما يؤكد على ذلك رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون دائما في كلماته وخطاباته بتجديد العهد مع الشهداء للسير على نهجهم في التضحية، ونكران الذات، ومن أجل بناء جزائر قوية منتصرة باقتصادها وجيشها، ثابتة على مواقفها الإنسانية الراسخة.
أمام هذه التضحيات الخالدة، دعا إلى شحن الضمير والوجدان، واستنفار العقول والأبدان وبرص الصفوف استمرارا لروح نوفمبر وحفاظا على وحدة الوطن وتجسيدا لمعاني الوفاء كي تبقى الجزائر دائما شامخة شموخ الجبال الراسيات ، وفية لذاكرتها عزيزة بكرامتها، قوية بطاقاتها، متحفزة بطموحاتها ومؤمنة بمستقبلها.
بعدما تم عرض فيديو تاريخي بعنوان " محطات" افتتحت جلسة المداخلات من طرف الدكتور حسين عبد الستار مدير المركز الوطني للدراسات و البحث في المقاومة الشعبية و ثورة اول نوفمبر ، حيث جاءت المداخلة الأولى للدكتورة فضيلة علاوي بجامعة الجزائر 02 " أبو القاسم سعد الله" بعنوان: معركة الجرف ( السياق، والمآلات).
أما المداخلة الثانية قدمها العقيد المتقاعد أحمد بوذراع، مختص في الدراسات العسكرية والاستراتيجية بعنوان : قراءة عسكرية واستراتيجية لمعركة الجرف، في حين عرفت المداخلة الثالثة للدكتور من تقديم توفيق بن زردة، أستاذ محاضر بجامعة العربي بن مهيدي، أم البواقي (عن بعد) بعنوان الشهيد الرمز زيغود يوسف سيرة ومسيرة.
للإشارة يأتي تنظيم هذه الندوة التاريخية، لتسليط الضوء على ملحمة معركة سيدي ابراهيم في القرن التاسع عشر، ومعركة الجرف في القرن العشرين وتداعيات هذين الحدثين على الجانب الجزائري والفرنسي، بالإضافة إلى إحياء ذكرى القائد الرمز الشهيد زيغود يوسف وتعداد إنجازاته الثورية، واستذكار مناقبه وخصاله .