بقلم الدكتورة سميرة قنون
رائحة الكتاب التي تشبه مطرًا أولا على تراب الروح، وصوت الصفحات وهي تُقلب كأنها تنفس الزمن بين أصابعنا.
صالون الجزائر الدولي للكتاب ليس مجرد تظاهرة ثقافية، بل موسم للحياة،  حين تفتح أبوابه، تُفتح معها نوافذ الذاكرة والهوية والمعرفة،  هو عرس الحرف في بلد أنجب الثائر والمفكر والشاعر، وورّث الأجيال عشق الكلمة كوصية مقدسة.
في أروقة المعرض، تمشي وكأنك تتنقل بين عقولٍ نابضة، كتب قادمة من أقاصي الأرض، بلغاتٍ ولهجاتٍ، كلها تشهد أن الإنسان لا يزال يقاوم بالنصّ والنقطة والفكرة.

الناشرون كجنودٍ في معركة الوعي، والقرّاء كالعشاق، يتتبعون أثر الحروف كما يتتبع الصوفي نَفَس الحقيقة.
الصالون فضاءٌ يذكّرك أن الثقافة ليست ترفًا، بل مقاومة هادئة ضد القبح والسطحية والجهل. هنا تلتقي الأجيال: الكاتب المتمرّس الذي يحمل تجربة عمر، والقارئ الشاب الذي يحمل دهشة البداية،

وهنا تتلاقى القارات في كتابٍ واحد، وتذوب الحدود أمام جملةٍ تُقال بإتقان.
موعدي مع القراء في جناح دار ومضة للنشر والتوزيع والترجمة 
#الجناح_المركزي_B38