291

0

وترجل فارس الإصلاح اليمني، العلامة الداعية المجاهد شيخنا الجليل عبد المجيد الزنداني، رحمة الله عليه.

محمد مصطفى حابس : جنيف /  سويسرا 

انتقل الى جوار ربه فارس الإصلاح اليمني الدولي، شيخنا  الداعية العلامة عبد المجيد الزنداني عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح ورئيس هيئة علماء اليمن، توفي في مدينة إسطنبول التركية عن عمر ناهز 82 عاما،  قبل ساعات من مساء نهار اليوم الاثنين 22 أفريل 2024 الموافق لـ 13 شوال 1445هـ.

ونقل الموقع الرسمي للإصلاح "الصحوة نت"، عن مصادر مقربة من أسرة الشيخ الزنداني تأكيدها، لوفاة الشيخ والعلامة الجليل رئيس هيئة علماء اليمن، بعد صراع مرير مع المرض، حيث أخرجته حرب  شقاء الاشقاء من بلده اليمن مهاجرا وباحثا عن مأوى وأمان و مشفى في أرض الله الواسعة ، رغم أمراضه المزمنة و تقدمه في السن، حيث  كان منذ أشهر يصارع المرض في أحد مستشفيات تركيا المضيافة..  

 

و قد كان قد وجه رسالة من إسطنبول طلبا للدعاء، نشرنا قطوفا منها منذ أيام، بعنوان :

رسالة إلى الشعب الجزائري و للمسلمين عامة ..

حيث كان – رحمه الله - يطلب فيها من رجال و نساء الأمة الإسلامية و الجزائرية خصوصا، بالدعاء له بالشفاء ، حيث كان الشيخ في مرحلة العناية المركزة في أواخر شهر رمضان  الفضيل في أحد المستشفيات التركية..

 

الشيخ و العلامة الموسوعي والقدوة من الذين تفتخر الدول باستضافتهم

 

وقد ذكرنا - حينها - بأن الشعب الجزائري في عمومه و أجيال الصحوة خصوصا تعرفه معرفة جيدة وتتلمذت على كتبه و دروسه العلمية والشرعية خاصة منها ما له علاقة بالإعجاز العلمي في القرآن الكريم والسنة المطهرة، وهذا منذ عقود، و لازلنا نتعلم من أشرطته و محاضراته و فيديوهاته وكتبه، وهو فعلا الشيخ و العلامة الموسوعي والقدوة من الذين تفتخر الجزائر باستضافتهم كل مرة في ندواتها الوطنية وملتقيات الفكر الإسلامي، فهو من طراز الكبار أمثال الشيخ محمد الغزالي و الدكتور الترابي و الدكتور محمد عمارة و الشيخ القرضاوي و الدكتور محمد المبارك و القائمة طويلة ، وقد تعرف عليه كاتب هذه السطور و قدمه في إحدى المحاضرات، لما كان ينزل ضيفا مبجلا على الجزائر في ملتقيات الفكر الإسلامي في ثمانينات القرن الماضي و بعده لما استضفناه في مساجدنا الطلابية في الجامعات الجزائرية و بالمركز الثقافي الإسلامي بالعاصمة وكذا في مساجدها، كمسجد الأرقم بحي شوفالي والشافعي بالحراش و غيرهم ..

 

فتاوى زواج فرند - زواج الصداقة، ما أثارته  في جامعاتنا !!

 

و في تلك الفترة من منتصف الثمانينات، كلنا نتذكر ما أثارته فتاوى زواج فرند - زواج الصداقة - التي أصدرها الشيخ عبد المجيد الزنداني ضجة كبيرة في الشارع العربي والإسلامي كما أثارت غضب بعض مشايخ الأزهر وغيرهم حتى في الجامعات الجزائرية ولدى بعض مشايخ الجزائر حيث استقبله الشيخ أحمد سحنون، في مسجد أسامة بن زيد و فاتحه في الموضوع، بحضور بعض إخواننا الافاضل منهم الدكتور محي الدين درويش  و كاتب هذه السطور!!

حيث كان تعليل الشيخ الزنداني، تصريحا لا تلميحا، و التسجيل متوفر لحد الساعة، بقوله لنا :"

" أنا لا أدعو إلى مصطلحات غير شرعية، وأرى أن يكون مسمى هذه الصورة: الزواج الميسر للمسلمين في الغرب، بدلاً من مصطلح: زواج فريند "

حيث وضح إنه يمكن أن يتزوج الشاب بالشابة بعقد شرعي صحيح مستوفٍ للشروط والأركان، من الولي والشاهدين والمهر، ولو لم يكن لهما سكن يأويان إليه، فيستمتع أحدهما بالآخر، ثم يأوي كل واحدٍ منهما إلى منزل والده، وقال إنه ليس زواج متعة مؤقت بمدة في العقد، ولا زواجا بلا ولي أو شهود أو مهر ..

 

 العلمي في القران الكريم

 

وحياة  العلامة الزنداني حافلة بالعطاء العلمي والديني و الاجتهاد الحضاري، وهو

أحد المناضلين الشرسين و المحاورين البارزين والعلماء الأشاوس في مجال الإعجاز العلمي في القران الكريم ، و قد أسس مشاريع تربوية عديدة مفردا ومع غيره داخل اليمن و خارجه، و ساهم عبرها في بناء المنظومة التعليمية والتربوية في العديد من دول عالمنا الإسلامي، وشغل العديد من المناصب السياسية والدينية، فهو سياسي وداعية ومؤسس كُلًا من جامعة الإيمان باليمن والهيئة العالمية للإعجاز العلمي في القرآن والسنة في مكة المكرمة ورئيس مجلس شورى حزب التجمع اليمني للإصلاح وكان أحد كبار مؤسسي جماعة الإخوان المسلمين في اليمن.

 

ودرس الزنداني في مصر، وحصل على إجازة في الشريعة الإسلامية من جامعة الأزهر، وعاد إلى اليمن بعد ثورة 1967 وشارك في العمل السياسي عقود في اليمن السعيد.

وقد ولد عبد المجيد الزنداني في قرية الظهبي في مديرية الشعر من محافظة إب إحدى محافظات الجمهورية اليمنية في عام 1942م، ولكن أصله من منطقة «زندان» في مديرية أرحب في محافظة صنعاء وينتمي لقبيلة أرحب، تلقى التعليم الأولي في الكتاب إبان الحكم الإمامي في اليمن ثم في عدن، أيام الإمام يحي المعروف بعلاقته بالعلامة الجزائري المرحوم الفضيل الورثلاني موفد جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لليمن، وأكمل الدراسة النظامية فيها

 

رحلته من مصر لأفغانستان، من المحبرة الى المعركة ..

خرج لمواصلة الدراسة الجامعية في جمهورية مصر العربية، وهناك التحق بكلية الصيدلة ودرس فيها لمدة سنتين ثم تركها، ثم أخذ يقرأ في علوم الشريعة، والتقى بعلماء في الأزهر الشريف، وطلاب يمنيين في مصر

وخلال وجوده في مصر كان له اتصال بجماعة الإخوان المسلمين وتأثر بهم، فاتصل بهم وبنشاطاتهم مما أدى إلى اعتقاله من قبل السلطات المصرية وفصله من الجامعة وخروجه من مصر، ليعود الى بلده اليمن لإكمال مشواره التربوي العلمي، ومن اليمن انتقل الى جل دول العالم محاورا بحججه العلمية و القرآنية لمدة عقود من عمره ..

شارك في الجهاد الأفغاني في الثمانينيات وذلك عن طريق دعوة الشباب اليمني للمشاركة في الجهاد ضد الشيوعية السوفيتية أيامها. وأتمته الحكومة الأمريكية بدعم الإرهاب وصلته بالعديد من المجاهدين بسبب مشاركته في توجيه الجهاد الأفغاني، و نصرة قضيتهم.

 

أثرى المكتبة الإسلامية بالعديد من المؤلفات العلمية النفية

 

أثرى العلامة عبد المجيد الزنداني المكتبة العربية والإسلامية بالعديد من المؤلفات، كما أن له العديد من الأشرطة و التسجيلات والمحاضرات التي فصل فيها مظاهر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. ومن أبرز كتبه :

 

تأصيل الإعجاز العلمي.

علم الإيمان.

طريق الإيمان.

نحو الإيمان.

التوحيد.

البينة العلمية في القرآن الكريم.

إننا لا نحزن على رجل نزل ضيفا على الرحمن..

 

و اليوم برحيله، إننا لا نحزن لموت شيخنا و أستاذ الأجيال، بل لا نبكي على رجل نزل ضيفا على الرحمن، برغم ألم الفراق، ولا نقول له وداعا، بل نقول له طاب مقامك عند الذي يجازي الناس بأحسن مما عملوا، مع الصدّيقين والصالحين والشهداء، وإلى الملتقى في جنة الرضوان إن شاء الله،

متضرعين إلى الله تعالى، بأن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يفسح له في جنته، ويلحقه بعباده الصالحين، ويفرغ صبره على أهله وأصحابه و طلابه عبر العالم أجمع العربي و الغربي، ويحسن عزاءهم، في أوروبا واليمن والجزائر وباقي ربوع أرض الله الواسعة، مصداقا لقوله تعالى :" يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتِي"، و الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجعون".

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services