وكشفت المنصة الإعلامية الرقمية "الفاراديو" أن الفيلم هو عمل استقصائي من إنتاج الهيئة الإذاعية والتلفزيونية لأستورياس, يسلط الضوء على الحصار الإعلامي الذي يفرضه الاحتلال المغربي على الأراضي الصحراوية المحتلة وعلى ظروف الطرد التعسفي الذي تعرض له فريق القناة خلال الربيع الماضي أثناء محاولته توثيق انتهاكات حقوق الإنسان في الصحراء الغربية.
المبادرة تنظمها منظمة "كانتابريا من أجل الصحراء" بمناسبة اليوم العالمي لحقوق الإنسان, وتهدف لكشف الكيفية التي تمت بها ملاحقة الفريق الصحفي ووضعه تحت رقابة لصيقة قبل احتجازه وطرده قسرا من الإقليم المحتل, في خطوة تعكس السياسة المغربية المستمرة في منع أي صحافة حرة من دخول الصحراء الغربية وإغلاق المنطقة أمام الشهود المستقلين.
ويمتد هذا الوثائقي لخمسين دقيقة, ويروي تفاصيل رحلة فريق تلفزيون أستورياس المكون من صحفيين اثنين وعضو من كانتابريا الذين كانوا بصدد جمع شهادات نشطاء صحراويين وتوثيق أعمال الفريق الإعلامي "إيكيب ميديا", المعروف بفضح الانتهاكات المغربية, قبل أن تتحول مهمتهم إلى مواجهة مباشرة مع آلة القمع المغربية التي لاحقتهم ومنعتهم من أداء عملهم.
وأكد أعضاء الفريق أن ما حدث لهم "ليس حادثا منفردا", بل جزءا من استراتيجية مغربية ممنهجة تهدف إلى إسكات الأصوات المستقلة وعرقلة الوصول إلى أي معلومة موثوقة حول الوضع في المدن المحتلة.
ويؤكد الفيلم الوثائقي أن الطرد القسري جاء ضمن سياسة حصار شاملة تمارس منذ عقود لإخفاء القمع والاعتقالات التعسفية والتعذيب وانتهاكات الحريات الأساسية التي يتعرض لها المدنيون الصحراويون.
وسيتبع العرض بنقاش مع الصحفيين ليونور سواريز و أوسكار أييندي والناشط راؤول كوندي, الذين تعرضوا للطرد من الإقليم المحتل, حيث سيقدمون شهادات مباشرة حول القيود القاسية المفروضة على العمل الصحفي تحت الاحتلال ودور الصحافة الاستقصائية في مقاومة سياسة التعتيم التي يعتمدها المغرب في الصحراء الغربية.
ويأتي هذا العمل كوثيقة جديدة تدين تعمد الاحتلال المغربي عرقلة حرية الإعلام وفرض رقابة على ما يجري داخل الصحراء الغربية, مؤكدا أن محاولات إسكات الشهود لن تمنع وصول الحقيقة إلى الرأي العام الدولي وأن الصحافة المستقلة ستظل أداة أساسية في فضح الانتهاكات والدفاع عن حقوق الشعب الصحراوي.