48
0
وضع حجر الأساس لإنجاز المركز الطبي والاجتماعي للفنانين بالعاصمة

أشرف وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، اليوم، على مراسم وضع حجر الأساس لإنجاز المركز الطبي والاجتماعي التابع للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، وذلك بحي المنظر الجميل في عين البنيان بالعاصمة.
نسرين بوزيان
تندرج هذه المبادرة ضمن الجهود المبذولة لتنفيذ الالتزام رقم 46 من برنامج السيد رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، وتحديدا في بنده الخامس، الذي ينص على تثمين مهنة الفنان، وكل الفاعلين في المجال الثقافي، وترقية دورهم الاجتماعي ومكانتهم القانونية، وخلق الآليات الكفيلة بضمان حياة كريمة تحفظ كرامتهم.
جرت مراسم وضع حجر الأساس بحضور الوالي المنتدب للمقاطعة الإدارية الشراقة، والمدير العام للديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إلى جانب إطارات من وزارة الثقافة ونخبة من الفنانين.
استهلت المراسم بالوقوف دقيقة صمت، ترحما على أرواح الفنانين الذين فقدتهم الساحة الجزائرية، وآخرهم الفنان مداني نعمون، وقبيل مراسم وضع حجر الأساس، قدم مكتب الدراسات، بمعية المدير العام للديوان، عرضا تقنيا مفصلا تناول فيه مكونات المركز، الذي سيضم خدمات طبية متعددة التخصصات، ووحدة للتصوير الطبي، ومخبرا للتحاليل، وفضاءات للعلاج والاستقبال، اضافة إلى خدمات التثقيف الصحي، والدعم النفسي، والتطبيب عن بعد.
زمن التهميش قد ولّى
بهذه المناسبة، أكد وزير الثقافة والفنون، زهير بللو، أن إطلاق هذا المشروع هو دليل واضح على أن زمن التهميش قد ولّى، وأن الدولة قررت أن تحصّن الثقافة من خلال حماية أهلها ومنتجيها، فالجزائر فنانوها ومبدعوها و مثقفوها.
وأوضح أن تجسيد هذا المشروع يندرج في إطار تنفيذ الالتزام الرئاسي المتعلق بتثمين مهنة الفنان وترقية مكانته، وأنه يمثل استجابة لمطالب مشروعة عبّر عنها الفنانون أنفسهم، من خلال خطة وضعتها وزارة الثقافة والفنون عبر الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.
كما أكد بللو أن المشروع يقدم نموذجًا متكاملًا للرعاية الصحية، إذ يضم تخصصات متعددة، تشمل الطب العام، أمراض القلب، السكري، العيون، طب الأعصاب، الطب المهني، الطب النفسي، بالإضافة إلى مخبر للتحاليل الطبية ومركز متطور للتصوير والتشخيص.
علاوة على ذلك يوفر المركز خدمات المرافقة والعلاج النفسي، وفضاءات مخصصة للإقامة والاستشفاء، مع اهتمام كبير بالوقاية والتوعية من خلال فضاءات للتثقيف الصحي، لترسيخ ثقافة العناية الذاتية لدى الفنان.
وسيكون هذا المركز - حسب بللو- منفتحا على العالم الرقمي، من خلال إدماج آليات التطبيب عن بُعد، تكريسًا لمبدأ العدالة الثقافية، حتى لا يُحرم الفنان في المناطق المعزولة من هذه الخدمة الأساسية.
كما كشف المسؤول الأول عن القطاع عن رغبة الوزارة في إنشاء مراكز مماثلة في شرق الوطن وغربه وجنوبه، ليكون مركز عين البنيان بداية لمسار وطني شامل.
وفي ختام كلمته، جدّد بللو التزام وزارة الثقافة والفنون بمرافقة المشروع حتى اكتماله، ضمن الآجال التعاقدية، وبالمستوى الذي يليق بمكانة الفنانين والمثقفين في الجزائر، داعيًا مكتب المقاولة والمهندسين ومكاتب المتابعة إلى احترام الآجال المحددة.
من جانبها، عبّرت الفنانة عتيقة طوبال، في تصريح لـ "بركة نيوز"،عن سعادتها الكبيرة بهذه المبادرة، ووصفتها بأنها جزء من مسار بناء منظومة متكاملة للعناية بالفنانين، تجمع بين التكفّل الطبي والعلمي، والدعم النفسي والاجتماعي، ضمن فضاء يراعي الخصوصيات المهنية والإنسانية لهذه الفئة، مشيدة بالاهتمام البالغ الذي يوليه رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون للفنان.
أما الفنان حسان كشاش، فقد اعتبر المشروع في حديثه لـ "بركة نيوز" مكسبا مهمًا للفنانين، لما يقدمه من رعاية ووقاية وتشخيص ومرافقة نفسية، معتبرا أن هذا المركز يمثل نقلة نوعية في التكفل الصحي والاجتماعي بالفنانين.
بدوره، عبر الفنان سيد علي بن سالم لـ "بركة نيوز" عن اعتزازه بهذا الإنجاز، قائلًا "هذا اليوم يخلد في التاريخ، وقد تحققت أمنية لطالما راودت الفنانين، خاصة أولئك الذين غادروا الساحة الفنية دون أن يشهدوا ولادة هذا المشروع الذي من المنتظر أن يدشن نهاية السنة المقبلة، فهنيئا لنا".
أما الفنان عبد الحميد رابية، فقد عبّر لـ "بركة نيوز" عن سعادته الكبيرة بوضع حجر الأساس لهذا المركز، الذي طالما طالب به الفنانون، مؤكدًا أنه يضم جميع المرافق الصحية الضرورية، مما يجعله بمثابة مركب صحي واجتماعي شامل، يوفر العناية الكاملة للفنانين.
جدير بالذكر أن هذا المشروع، الذي يرتقب تدشينه بعد 18 شهرا ببلدية عين البنيان بالعاصمة، يقام على بناية تمتد على مساحة 1280 مترًا مربعا، ضمن وعاء عقاري تبلغ مساحته الإجمالية 2600 متر مربع.
وقد قدرت تكلفة الدراسة بـ48.5 مليون د ج، في حين تقدر تكلفة الأشغال بـ912.6 مليون دج، وذلك دون احتساب تجهيزات المركز.