144
0
وإذا المَثْلُوجَةُ سُئلت،بأي ذنب قُتِلَتْ

بقلم محمد مراح
أفادت وزارة الصحة في غزة في تصريح صحفي تلقته "قدس برس" يوم الخميس18/12 بارتفاع عدد الوفيات التي وصلت المستشفيات نتيجة المنخفض الجوي والبرد الشديد في قطاع غزة إلى 13 حالة وفاة.
إذن كلّ المعطيات على الأرض تؤكد ترك الطقس يكمل مهمة الإبادة والتطهير. وكلّ المعطيات أيضا تؤكد أن العالم العربي والإسلامي، على المستويات الرسمية في معظمها،لا يُقْدِم ُعلى حملة " شتاء دافئ"و مأوى بشري لائق " كانت دول مترفة معروف دورها الحاسم في مأساة وسقوط دولة عربية شقيقة تتهادى بها عند مقدم كل شتاء، ما ينيف عن عقد من الزمن. إذن لا تُقْدِم باستخدام " خدمات الأطراف المحورية في "محفل العشق السريالي" للرئيس ترمب" الوحيد في العالم الذي بيده أن يقرر فورا ، دون مواربة ولا مراوغة الكيان ، وضعّ حد لإبادة البرد والجوع .
كيف تُحرك شعوبنا أو ما تبقى منها مستوفيا الصفة ، ضمير البشر لفعل ما يسع الشعوب فعله ؟ رغم الضآلة المتناهية للهامش كي تتحرك الضمائر الشعبية النقية الصادقة.
فالإسناد هنا أيضا، عرض الضمير العالمي في ساحة العري الإنساني،مجردا من إنسانيته ،على لحظات تساقط صبية غزة موتا من الصقيع والبرد الشديد .
فبديلا عن الصحائف، ندعو إلى مجسمات تحاكي مأساة أطفال غزة غارقين في الماء ، بين خِرَقِ خيامهم ، وهم يرتعدون ، ثم يتساقطون موتى . فتتألف المبادرة من مجسمات يصنعها الجزائريون ، كلّ بيت يصنع مجسما من خشب أو قماش أو سيلكون و غيرها من المواد الملائمة، لطفل/طفلة غزي/ غزية بهيئته/ها المأساوية ، يُعْطَى لكلٍّ اسم حقيقي من أسماء شهداء البرد والصقيع والجوع ،و جنسه. ثم تصور كل عائلة مجسمها، لاستخدام الذكاء الاصطناعي عبر
ووفق المثل الصيني الذائع : بدلا من لعن الظلام أشعل شمعة .
ونختم بفكرة عبقرية للأستاذ عباس محمود العقاد { 1889 ــــ 1964}، في كتابه المميز " مستقبل الإسلام في القرن العشرين " ، تستشرف للضعيف المقهور ، نصرا وغلبا بعدهما ، يقول :" وإبراز هذه المزية — مزية العقيدة الإسلامية التي أعانت أصحابها على الغلب وعلى الدفاع والصمود — هو الذي نستعين به على النظر في مصير الإسلام بعد هاتين الحالتين، ونريد بهما حالة القويِّ الغالب وحالة الضعيف الذي لم يسلبه الضعف قوة الصمود للأقوياء، إلى أن يحين الحين، ويتبدل من حالتي الغالب والمغلوب حالته التي يرجوها لغده المأمول، ولئن كانت حالة الصمود حسنى الحالتين في مواقف الضعف مع شمول العقيدة وبقائها صالحة للنفس الإنسانية في جملتها وللعالم الإنساني في جملته؛ ليكونن المصير في الغد المأمول أكرم ما يكون مع هذه القوة وهذا الشمول".

