استقبلت أمس  ولاية قسنطينة وزيرة الثقافة والفنون في زيارة عمل حملت طابعًا مميزًا، ربط ما بين اللقاء بالمشهد الثقافي المحلي والوقوف على عدد من المرافق التابعة للقطاع.

ص دلومي

و رحب والي ولاية قسنطينة، عبد الخالق صيودة، بالوفد الوزاري بكلمة احتفت بتاريخ المدينة وبمكانتها في الوجدان الثقافي الجزائري، حيث قال: "حضوركم لعاصمة الشرق، قسنطينة، عاصمة الإبداع، مدينة الهواء ومبدعي الفن السابع، يسرنا ويشرفنا."

وامتدح الوالي روح المدينة التي تنبض بالفنانين والمسرحيين والموسيقيين والمبدعين في كل المجالات التي تشكل جزءًا من هوية سكانها.

ونوّه صيودة إلى أنّ دعم الفن الأصيل يظلّ ضرورة ملحّة، مستحضرًا ما تمثله قسنطينة من مرجعية في الموسيقى، خصوصًا المالوف، والمسرح والسينما والفنون التشكيلية.

وأكد أن اختيار المدينة عاصمة للفن والإبداع لم يكن قرارًا عابرًا، بل نتيجة رصيد تاريخي وثقافي جعل منها فضاءً طبيعيًا للمبدعين.

وتوقف الوالي عند التراث اللامادي الذي تزخر به المدينة، وبين أبرز رموزه القندورة القسنطينية التي نالت اعتراف اليونسكو ضمن قائمة التراث العالمي، معتبرًا أن هذا التصنيف ثمرة جهود متواصلة للحفاظ على هوية أصيلة تعكس عمق المدينة وثراءها الفني.

وأوضح أن هذا الاعتراف العالمي يأتي انسجامًا مع رؤية السلطات العليا للبلاد، وفي مقدمتها الرئيس عبد المجيد تبون، التي تولي أهمية كبيرة للبعد الثقافي كرافعة للتنمية وتعزيز الهوية الوطنية.

وأضاف الوالي أن قسنطينة تمتلك خصوصية تجعلها وجهة سياحية وثقافية بامتياز، بفضل مكوناتها الطبيعية وبصمتها الفنية الممتدة عبر الزمن، مشددًا على ضرورة الاستثمار في الطاقات الشابة ودعم المثقفين والفنانين في مختلف المجالات، حتى تظل المدينة منارة للإبداع ومرجعًا لباقي ولايات الوطن.

وجدد صيودة التأكيد على أن الولاية تحتاج إلى مزيد من الدعم لتعزيز الإنتاج الفني وحماية الذوق العام والحفاظ على الفن القسنطيني الأصيل، قائلًا إن الفن في قسنطينة "عابر للروح والحدود، يوحد بين الشعوب دون تأشيرة."

واختُتمت كلمة الوالي برسالة واضحة للوزيرة، حملت آمال الفنانين والمبدعين والمثقفين في ولاية قسنطينة لمواصلة مسار الدعم والاستثمار في القطاع، حتى تبقى المدينة عاصمة الفن والإبداع والثقافة ومرجعًا وطنيًا يحتفي به الجميع.