119
0
نسرين شرفاوي فنانة تشكيلية تبدع في صنع التحف الفنية بتقنية الرسكلة الحديثة
شاع مؤخرا في مجال الفن و الفنون، تقنية إعادة التدوير او ما يطلق عليها "الرسكلة" كتقنية مستحدثة تقوم على إعادة استغلال المخلفات و النفايات لصناعة تحف إبداعية نادرة و حسب ما ينسجه ذهن الفنان او الحرفي، ببصمة فريدة تمزج بين الجمال والابداع من منظور طبيعي يبعث بالحياة على المادة الطبيعية المستعملة في إعادة الرسكلة الفنية.
شيماء منصور بوناب
وبالحديث عن واقع فن الرسكلة او التدوير، التقينا بالحرفية نسرين شرفاوي في احد المعارض الجماعية بالعاصمة، أين أفادت بأنها حرفية عصامية، تنشط في مجال الفن التشكيلي لقرابة عشرين سنة، تعتمد على رسكلة المواد الطبيعية لصناعة تحفة حية تستنطق الابداع بلمسة مبتكرة .
إعادة التدوير الفني... تقنية مستحدثة تبث الحياة علة المخلفات و المهمشات
وأوضحت شرفاوي أن تقنية إعادة التدوير الفني ، أصبحت منتشرة بين الفنانين اليوم لعدة اعتبارات أهمها ما تعلق بالبيئة و سبل الحفاظ عليها في ظل ازمة التلوث العالمية التي تخلفها المصانع واعمال الانسان المختلفة، وذلك بهدف جمالي فني يكمن في تنقية النظام البيئي من حمولته الزائدة.
فظهور الرسكلة في الفنون التشكيلية، ليس بالأمر الخاص أو الجديد بحكم أن هذا النشاط سبق للإنسان ممارسته بشكل عام في عدة ميادين على غرار الميدان اقتصادي الذي شهد عدة اعمال تدويريه، بحجة إعادة استخدام المخلفات وحماية الموارد الطبيعية، لإنتاج مواد جديدة من النفايات و المهملات لكن تكون أقل جودة من المفردات والعناصر الأصلية.
يستخدم الفنانين في هذا التقنية، عدة مواد من الطبيعة وغيرها، حسب ما يطلبه حسه الإبداعي، لكن غالبا ما نجد المبدع او الفنان يتخذ من قائمة النفايات والمخلفات كالعظام، الخردة، العلب الفارغة، أكياس البلاستيك، أوراق الشجر، الكراكيب المنزلية، قاعدة أساسية لتشكيل منحوتات و لوحات جديدة تكون كفرصة حياة ثانية للمواد المهمشة و الغير صالح للاستعمال اليومي للإنسان.
وفي هذا الصدد أكدت الفنانة، أن تقنية إعادة التدوير الفني ، تسمح للفنان بإطلاق العنان لحبل أفكاره و ابراز لمسته الابتكارية التي تظهر تلقائيا عند رؤية أي قطعة من المخلفات، التي تصبح بعد اضفاء اللمسات و الألوان عليها، تحفة فنية للتزيين والديكور العصري الذي يضاف عليه في بعض الأحيان تقنيات تكنولوجية حديثة.
الصعوبات و العراقيل... دافع جديد نحو الابداع و التألق
أما من ناحية الصعوبات، أفادت أن حبها للفن التشكيلي غير رؤيتها للعراقيل التي أصبحت كدافع و حافر للإبداع اكثر، اذ رغم ازمة كورونا التي أثرت على كل الميادين، إلا انها واصلت اعمالها في عدة معارض كانت المتنفس النفسي لضغوطاتها .
وفيما يتعلق بالترويج للأعمال الفنية ، شددت شرفاوي على المثابرة في تقديم الأفضل في كل مرة لان الشهرة لا تقتصر على عمل واحد او على انجاز فقط انما الاستثمار الدائم والعمل المكثف هو من يصنع الانجاز الحقيقي ذلك على غرار الايمان بالفكرة و القدرة على الابتكار بكل احترافية.
كما أن الترويج او التشهير بالفنان أعماله لا يكن من وحي الصدفة ، انما البصمة الفنية و الفريدة التي ينتهجها الفنان في اعماله المتراكمة هي من تحدد شهرته و تحدد استمراريته في عالم الفن و الابداع.
الابداع الفني.... في خدمة الهوية و الثقافة الجزائرية
وفي سياق ذو صلة، عبرت الحرفية عن رغبتها في خدمة الفن الجزائري الاصيل والمحافظة على الهوية الوطنية من خلال اعمالها و منجزاتها التي شاركت به في عدة معارض دولية.
مشيرة أن التركيز على معالم الهوية يضفي على العمل الفني طابع خاص يجده الأجانب امرا جماليا استثنائي، خاصة عند ابراز معالم الطبيعة الجزائرية كالطاسيلي و حتى الرموز التقليدية للثقافة الامازيغية التي تجذب الأنظار بألوانها و معانيها.