855
0
نورهان هدايات صياد ... طفلة أبدعت في عالم الرواية وموهبة تتطلع للنجاح والتميز
بين الموهبة والتميز يولد الإبداع الذي يرفع اسم صاحبه بين قامات الفكر و المعرفة ،وهو ما وجدته الطفلة هدايات نورهان صياد منبرا لاحتواء خلجات نفسها في الكتابات الأدبية والشعرية بين القصة و الرواية والشعر العربي الحر. ففي عمر الرابعة عشر خطت هدايات خطوتها الحاسمة في مجال الأدب الأصيل بين أروقة التأليف و الكتابة التي أهلتها بأن تكون سفيرة للتحدي و السلام و للطفولة العالمية .
منصور بوناب شيماء
الشغف باللغة العربية رغبة تخلق التميز،هذا ما أكسب هدايات منذ نعومة أضافرها التألق في الفصاحة دون زلات، فتروي والدتها قصة ابنتها مع اللغة العربية مشيرة لإتقانها لها منذ الصغر قبل تعلمها الكتابة و القراءة ،فمداولتها على الرسوم المتحركة واستماعها للقصص القصيرة قبل النوم روض لسانها على الفصيح المتقن ، وما زاده رونقا اهتمامها بكلام المولى عز وجل قراءة و تدبيرا..
.اللغة العربية ....خلفية التألق
أما هدايات فتعرج في حديثها معنا عن ذكرياتها الأولى مع القراءة والكتابة التي بدأت في السنة الثالثة ابتدائي حين شاركت في تحدي القراءة العربي بقراءة خمسين قصة ثم تلخيصها في ظرف وجيز ،احتسابا للقيمة المعرفية المستخلصة و الغاية الفكرية المنجزة التي شكلت لها قفزة نوعية في رصيدها المعرفي من كلمات جديدة ومعاني متنوعة .
وعن بداياتها الفعلية فتعود لعمر العاشرة، في السنة الأولى متوسط حين قررت تثبيت قدراتها في الكتابة بإنشاء "نادي الكتابة" مشترك مع زميلاتها للتنافس بالقلم ،فتقول هدايات" "ذات العينين الذهبيتين "قصتي الأولى التي جمعتني بالنادي حين قررت تشغيل وقتي بما يخدم موهبتي و يطورها على المنوال الصحيح ،متخذة من خربشات القلم سندي في التأليف حين ألفت روايتي "خربشات الهدهد" التي جمعت أفكاري و بلورت أهدافي في مجمع واحد رويت به فضولي وأرضيت غروري فيه.
التوجه للكتابة باللغة العربية وجدت فيه هدايات متنفس فكري تكتشف فيه قدراتها ، لكن القلم العربي لم يمنعها من الابداع باللغات الأجنبية التي اتخذت منها تحدي جديد فرض عليها المطالعة بلغات أخرى الأحب إليها "اللغة الإنجليزية "التي تسعى لإتقانها قراءة وكتابة ثم تأليفا...فتقول :"للغة الانجليزية نصيب أيضا من اهتماماتي التي أعززها بمطالعة الكتب الغير مترجمة، لأن الترجمة من وجهة نظري تغير المعاني وتفقد لمستها الفنية.."
التوجه للشعر الحر تحدي آخر في زمن الحجر
وتابعت مشيرة "للحجر الصحي" الذي كان المنطلق و الأساس خاصة حين قررت والدتها بناء موهبتها على ركيزة صحيحة تضمن استمرارها في عالم الكتابة والقلم ،فتوضح قائلة: انضمامي" لصوت المرأة الجزائرية للاستثمار" كان منفذي لتطوير ذاتي في عدة مجالات غذت تفكيري و فضولي ولعل أهمها" القصص القصيرة التي رغم محاولاتي فيها إلا أنها كانت بحاجة لتأطيروتصحيح يجمعها بتعلم أساسيات كتابة المقالات و الشعر الذي كان هاجسي في الكتابة.....
التوجه للشعر الحر حسب ما أفادته أم هدايات كان تحدي بالنسبة لابنتها خاصة بعد الانتقادات التي تلقتها من أستاذها الذي اتخذ من الانتقاد البناء وسيلته في تصحيح منطلقاتها في الكتابة الشعرية ،وهو ما أكدته أيضا الطفلة هدايات حين وصفت كتاباتها الشعرية الاولى بالركيكة تفتقر للحس الابداعي ....
الولع الشعري لم يقتصرعلى تعلم الكتابة الشعرية انما اتخذ من القصائد العالمية للحفظ والتعلم منها "فصوت صفير البلبل" للأصمعي رغم تعقيداته الشعرية في النطق و الفهم إلا أن نورهان جعلته نغمة تتغنى بها رغم صغر سنها فأتقنته حق الاتقان لتستقي منه الخبرة و الدراية التي حولتها من هاوية في الشعر لكاتبة له.
الدعم والمساندة ...حافز الاستمرارية
في عمر الثانية عشر تسلقت نورهان سلم الصحافة و التنشيط حين حصدت لقب سفيرة الطفولة التي وجهتها مباشرة للأضواء و الاخراج بإنشاء برامج تثقيفية تدعم بها موهبتها و تشجع أقرانها عبر "برنامج هل تعلم؟ ثم أقوال الرسول و قصص الأنبياء وآخرها ورشة اعادة التدوير.
لعل التدرج الذاتي في تنمية الموهبة و تطويرها كان ملاذها في تكوين شخصيتها التي نشأت على الدعم و المساندة، فتؤكد هدايات قائلة:" عائلتي أكبر داعم لي صقلوا موهبتي بالتشجيع و المرافقة التي مكنتي من معرفة مكنوناتي و ما أرغب به و ما أسعى إليه ... فالوسط الذي تربيت فيه كان له الفضل في اكتشاف قدراتي التي حاولت في كل مرة تعديلها بما هو موجود من مسابقات و نشاطات وجدتها فرصة لإيصالي صوتي .
وكونها متحدثة رسمية باسم المهرجان الدولي لملوك التميز والابداع جعلها متفردة في المدرسة بين زملائها و أساتذتها الذين لم يبخلوا عليها بالدعم والتشجيع سواء كان بالهدايا أو المدح وهو ما استحسنته نورهان من خلال مشاركة اهتماماتها معهم في جو ملتحم يستقي من الموهبة عنوان للنجاح في الدراسة ،فرغم اهتمامها بالجانب الفني في التأليف و التنشيط إلا أنها حققت التوازن المطلوب بين الهواية و الدراسة محققة بذلك نجاحات وتألق.
بين الآفاق و الطموحات رسالة تحدي وعزيمة
هدايات اليوم بصدد التحضير لشهادة التعليم المتوسط،ولتحقيق النجاح سطرت برنامجا صارما تسعى به للتوفيق بين دراستها وطموحاتها التي تسعى من خلالها لإكتشاف مجالات الحياة في الفن والجماليات و الأدب....فجعلت الدورات المكثفة نصب أعينها لتعزيز قدراتها و تطوير مهاراتها في الكتابة من خلال تجهيز أفكارها و تنسيقها في كتاب آخر محكم التأليف تتخذ منه مشروع لها لتحقيق غاياتها في انشاء رأسمالها الخاص.
وعلى صعيد تثبيت الخطى نحو النجاح تركز هدايات على الدراسة والتحصيل الجيد لتتمكن من ولوج عالم الطب النفسي من أوسع أبوابه خاصة بعد اعتيادها على حل مشكلات صديقاتها اللواتي وجدنا فيها الملجأ والراحة ،التي دفعتها للبحث و التفسيرعن ما قد تمتلكه من ميزة جعلت من حولها ينجذبون اليها بشكل أكسبها قدرة على ادارة ما يعانيه البعض من تعقيدات نفسية كانت هوسها وحلمها المستقبلي ، مشيدة في ختام حديثها بدور التمسك بالحلم والأهداف كسبيل لارتقاء من خلال اتباع ما توصي به الشريعة الإسلامية بالصلاة والعبادة ثم قراءة القرآن الذي كان محطة مهمة في حياتها.