82

0

"نحر نظيف، عيد بلا أذى".. حملة تحسيسية لحماية الصرف الصحي في باتنة خلال عيد الأضحى

استعدادًا لاستقبال عيد الأضحى المبارك، أطلقت وحدة التطهير لولاية باتنة، حملة توعوية واسعة تهدف إلى ترسيخ سلوكيات بيئية مسؤولة لدى المواطنين، حفاظًا على سلامة قنوات ومرافق الصرف الصحي ومحطات معالجة المياه المستعملة، التي تشهد ضغطًا استثنائيًا خلال أيام العيد.

ضياء الدين سعداوي 

وجاءت هذه المبادرة استباقًا لما تعرفه شبكات تصريف المياه من نشاط مكثّف ناجم عن عمليات الذبح والتنظيف، خاصة في الساعات الأولى من يوم العيد، حيث تتدفق كميات كبيرة من المياه والمخلفات الحيوانية نحو البالوعات والقنوات، مما قد يتسبب في انسدادها وتدهور المنظومة البيئية في الأحياء السكنية.

"بالوعة ليست مذبحًا".. رسالة الحملة

في صميم هذه الحملة، تركز وحدة التطهير على رسالة مركزية: تفادي النحر فوق البالوعات والمشاعب، لتجنب انسداد القنوات نتيجة دخول النفايات الصلبة ومخلفات الأضاحي إليها، خصوصًا ما يتعلق بالقرون، الصوف، الأحشاء الداخلية، وبقايا الطعام، وهي عناصر يصعب تصريفها وتتراكم بسرعة داخل القنوات الضيقة أو المهترئة.

وتحذر الوحدة من أن هذه المخلفات تُعد عائقًا حقيقيًا أمام انسيابية المياه، ما يؤدي إلى تسربها وانتشار الروائح الكريهة وتلويث البيئة، ناهيك عن خطر تفشي الأمراض المتنقلة عن طريق المياه الراكدة أو المتسربة.

أنشطة ميدانية وإلكترونية لتوسيع الوعي

الحملة التي انطلقت تحت إشراف الديوان الوطني للتطهير، تعتمد على خطة توعوية متعددة الأبعاد، تشمل تعليق مناشير تحذيرية وإرشادية في مختلف التجمعات السكنية، المحلات والأسواق، إلى جانب توزيع مطويات ورقية تحتوي على تعليمات بيئية مبسطة موجهة مباشرة للمواطن.

ولم تكتف الوحدة بالتوعية الورقية، بل خصصت فرقًا ميدانية للتواصل المباشر مع المواطنين في فضاءات عامة، حيث يتم توجيه نصائح عملية حول كيفية التخلص من مخلفات النحر بطريقة سليمة. كما تم تنظيم لقاءات توجيهية مع مندوبي الأحياء وممثلي المجتمع المدني والبلديات، لتوسيع قاعدة الفعل التحسيسي.

وفي الجانب الرقمي، وظّفت وحدة التطهير منصات التواصل الاجتماعي لنشر الرسائل التوعوية، مدعومة بصور وفيديوهات توضح الأخطار البيئية المحتملة في حال عدم الالتزام بالسلوكيات البيئية المطلوبة.

دور المساجد في التوعية

ولأن الخطاب الديني يمثل رافعة فعالة في مثل هذه المناسبات، نسّقت الوحدة مع أئمة المساجد على مستوى ولاية باتنة، لتضمين رسائل توعوية بيئية ضمن خطب الجمعة والمواعظ الدينية، بهدف الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، وربط السلوك البيئي بالقيم الإسلامية الأصيلة التي تدعو إلى النظافة والحفاظ على النعمة والمحيط.

الوقاية مسؤولية جماعية

وتدعو وحدة التطهير، في بيانها الرسمي، جميع المواطنين إلى جمع مخلفات الأضاحي في أكياس محكمة الإغلاق، والتخلص منها في نقاط تجميع النفايات المعروفة أو في المكبات العمومية، بدلًا من رميها في الشوارع أو بالقرب من البالوعات، تجنبًا لأي ضرر قد يطال شبكة الصرف الصحي أو الصحة العامة.

خدمة المناوبة خلال العيد

حرصًا منها على ضمان انسيابية عمليات التطهير خلال أيام العيد، أعلنت الوحدة عن تسخير فرق مناوبة مجهّزة وشاحنات تدخل سريع، تبقى في الخدمة طيلة فترة العيد، للتكفل بأي طارئ أو انسداد محتمل قد يبلغ إلى مصالح المؤسسة عبر القنوات المعروفة.

"من أجل عيد نظيف وبيئة سليمة"

تُشكل هذه الحملة محطة مهمة في مسار تعزيز الثقافة البيئية في المجتمع المحلي، خاصة في مثل هذه المناسبات الدينية التي تعرف استهلاكًا مفرطًا للموارد، وإنتاجًا غير عادي للنفايات.

ويأمل القائمون على الحملة أن تتحول هذه السلوكيات الوقائية إلى ممارسة اعتيادية لدى المواطنين، لا تقتصر فقط على أيام العيد، بل تمتد لتصبح جزءًا من الوعي البيئي اليومي، حفاظًا على نظافة المدينة وسلامة البنية التحتية، وضمانًا لصحة الأفراد والمجتمع ككل.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services