مصطفى محمد حابس : جينيف / سويسرا

بعد تأجيل ندوته في صائفة العام الماضي، ينظم فريق منارات جزائرية بالتعاون مع قناة الأنيس التلفازية، ندوة دراسية حول أحد الكتب المطبوعة أخيرا، للمفكر الجزائري الدكتور الطيب برغوث، بعنوان : " سؤال النهضة  والحاجة الى منظور السننية الشاملة "،

و الكتاب في طبعته الأولى (1443 هـ / 2021 م)، يقع في 315 صفحة، من منشورات دولة قطر، تحديدا بدار "جامعة حمد بن خليفة" للنشر بالدوحة.

 الكتاب الجديد هذا في نظر مؤلفه، يحاول التأكيد على " قضية محورية في الحياة الإنسانية، وهي كون النهضة الحضارية تشكل قدَر المجتمعات الإنسانية، ومحك المفاضلة فيما بينها، وشرط أمنها الفكري والثقافي والاجتماعي والحضاري الدنيوي، وشرط أمنها الأخروي المصيري كذلك." على حد تعبير الكاتب.

 

جازما بقوله، في افتتاحية الكتاب:" أنه من استطاع أن يحقق من المجتمعات الإنسانية نهضته الحضارية على وجهها الإنساني الصحيح المتوازن، فقد توفر له من الشروط ما به يستمتع بحياته الدنيوية، ويحضر حياته الأخروية، ويستشرف المقامات العالية فيها".." ومن عجز من هذه المجتمعات عن تحقيق نهضته الحضارية على وجهها الإنساني الصحيح المتوازن فقد غُبن في دنياه وآخرته بقدر ذلك، لما يلحقه من أضرار بالغة في كرامته وإنسانيته ومصالحه أولا، ثم في شروط تهيئة مصيره الأخروي الحاسم ثانيا".

كما حاول مؤلف الكتاب وضع خريطة فكرية ومنهجية كلية متكاملة، للإجابة عن الأسئلة الكبرى التي تطرحها ظاهرة النهضة الحضارية على كل المجتمعات الإنسانية بشكل مستمر، حسب فهمه، منها :

كيف تتأسس وتنطلق النهضات الحضارية الكبرى؟

وكيف تتوازن وتتكامل حركتها، وتتعاظم فعاليتها الإنجازية، وتزداد وتائر خيريتها وبركتها ورحمتها الكونية العامة؟

 وكيف تضمن استمرارية صعودها الحضاري وتطيل أمده التاريخي؟

 وكيف يتسرب إليها الضعف، ويختل توازنها، وتتراجع فعالية مدافعتها الثقافية والاجتماعية والحضارية، وتدفع بها النهضات الحضارية المنافسة أو الصاعدة أو المضادة، إلى الوراء لتدفع ثمن ضعفها وخروجها من مرحلة الحضارة إلى مرحلة ما بعد الحضارة؟

 

الكتاب هذا محاولة جادة للتعريف ” بمنظور السننية الشاملة “ التي كرس المؤلف حياته منذ عقود لفك شفرتها بمعادلات شبيهة بمعادلات العلوم الدقيقة، واضعا أمامنا خريطة طريق شاملة للإجابة عن أسئلة النهضة الكبرى من ناحية، تمكننا من التقييم الموضوعي الشامل المتوازن لجهود حركة النهضة أو الإصلاح والتجديد في العالم الإسلامي من ناحية أخرى، ويوقفنا على الدور المرجعي المحوري للقرآن الكريم في وضع معالم هذا المنظور السنني الكوني الكلي المتوازن من ناحية ثالثة، وعلى دور أطروحتي ” المقدمة ” لابن خلدون، و ” شروط النهضة ” لمالك بن نبي، وغيرهما من قبل ومن بعد، في الولوج في بعض تفاصيل هذا المنظور، ومحاولة تأسيس الوعي بالأهمية البالغة له في الحياة الإنسانية من ناحية رابعة، على حد تعبير المؤلف !!

 

و تبسيطا لمحتويات الكتاب الدسمة و مصطلحاته الأكاديمية الوعرة على العديد منا، تنظم هذه الندوة التي ينشطها فريق من أساتذة ودكاترة من جامعات جزائرية وعربية،

منهم السادة : د. مولود سعادة، أ. التهامي مجوري، د. محمد عوالمية، د. مراد بلخير، د. عمر مناصرية، د. عمار قاسمي، د. صحراوي مقلاتي، وغيرهم.    

و يدير الندوة من قطر: د. بدران بن لحسن، الذي كان من المشرفين على بعض مراحل الكتاب، بحكم عمله في الجامعة القطرية التي طبعت الكتاب.

وتتوزع مناقشات الندوة في أمسيات دراسية متوالية، يومي الجمعة و السبت 14 - 15 فيفري 2025، من الساعة 7 مساء الى 9 ليلا، بتوقيت الجزائر، على الشكل التالي، حسب منظميها بعد أن وصلتها أوراق المشاركين الثمانية، أين قسمت فصول الكتاب على  المتدخلين الأربع الأول في الأمسية الأولى ثم الأربع الآخرين في اليوم الموالي، بحيث يطلب من كل أستاذ مشارك، ما يلي :

تلخيص فصل محدد أو أكثر من الكتاب، تلخيصا مركزا وافيا محكما، يعتمد فيه الملخص على كلمات الكتاب نفسها دون أي تدخل منه في مرحلة العرض،

 ثم يتولى في المرحلة الثانية التعليق والتقييم للفصل بما يساهم في تأصيله وتعمقه وإبراز أهميته،

 ثم يبدي في المرحلة الثالثة والأخيرة ما لديه من ملاحظات واستدراكات ومقترحات وحتى انتقادات بشكل مركز واف، وهكذا لباقي فصول الكتاب.  

 

و حسب فريق العمل سينشر مستقبلا هذا الكتاب في مجلدين محتويا أوراق الندوة و نشاطاتها، كما يوزع الكترونيا و  ورقيا.

 تفاصيل برنامج ينشر لاحقا، كما يتم بث أشغال الندوة عن بعد وفق تطبيقات صفحات فيسبوك واليوتيوب، لكي يتسنى لأكبر عدد من المهتمين متابعتها عن بعد، عبر دول العالم .. والله ولي التوفيق.