1736

0

نبات البرواڨ، الخنثى...مدينة جزائرية أخذت إسمه

بقلم حسان جواد
 
Asphodelus ramosus
Asphodèle 
ينتمي إلى الفصيلة البرواڨية و ينتشر بكثرة و بشكل طبيعي في حوض البحر المتوسط و خصوصا في منطقة شمال إفريقيا، سميت مدينة بأكملها في الجزائر ب "البرواڨية" نسبة لكثرة نمو البرواڨ فيها، و هو نبات عشبي ساقه شمراخية الشكل مغطاة  بأوراق متتالية، لحماية النسيج، نصلها دقيق، مستطيلة، له أزهار عنقودية الشكل تجتمع مرتكزة بشل هامي،  ذات تركيب سداسي التركيب مقسمة بشكل موازي و منتظم، و ألوان زاهية، مما يكسبها جمالا كبيرا يجعل النحل يطوف عليها منذ بداية تفتح هاته الأزهار.
شماريخه المحروقة سريعة الإلتهاب و كانت تدخل قديما في صناعة البارود..
للنبات بصيلات صغيرة أو درنات رمادية اللون من الخارج عصارتها صفراء اللون تستعمل لصنع غراء خاص بخيوط الأحذية و هي مفيدة طبيا نظرا لخصائصه المعروفة منذ القدم  كملين، مضاد للسعال، مطهر للجروح و التقرحات الجلدية، إصابات الأذن (لكن قيل بأنه يثقل السمع قليلا)، جبر الكسور، مضاد لإلتهاب الكبد (البوصفير)، ..
قال عنه إبن سينا: الخنثى (البرواڨ) جلاء محلل و خصوصا أصله "بمعنى جذوره أو درناته" و إذا حرق صار مسخنا مجففا محللا ينفع من داء الثعلبا و الحية و خصوصا رماد أصله و إذا طلي برماده البهق الأبيض و جلس في الشمس نفع و أكثر ما يستعمل في علاج الأذن بتسخين جذموره و قطر في الأذن نفعها نفعا بليغا عن تجربة و يسمى زيت البرواق و إذا قطر طبيخه مع لبان و عسل في الأذن المخالف للضرس الوجيعة سكن وجعها و هو مدر للبول و الطمث ..
يحتوي نبات البرواڨ على الأسفودلين الذي أسميته شخصيا ب "البرواڨين" و الأسفوديلوز "البراڨوز"، الراتنج أو الصمغ و السكروز.
درنات النبات كانت تشوى تحت الجمر، في قديم الزمان، مثل البطاطا تماما و تؤكل كما هي أو على شكل سلطة، و يمكن غليها في الماء و الملح عدة مرات مع تبديل الماء في كل مرة ثم تستهلك لأنها غنية بالنشاء و الغلوسيدات كما يمكن تجفيفها بعد الغلي و طحنها كدقيق يصنع منه خبز، متوسط النوعية، و بعد خلطه بكمية من القمح اللين أو الصلب فإنه يؤكل رغم مرارته النسبية، لكنه ساعد أهل البوادي في مجابهة المجاعة كما جاء في أرشيف القاموس الفلاحي الصادر عام 1885.
أوراق النبات، الكبيرة منها خصوصا، كانت تستعمل في تغليف و تعليب الأجبان أما البراعم الفتية فكانت و لا تزال تستعمل في إيطاليا لتحضير أطباق غذائية دون الإفراط في تناولها بسبب سميتها المعروفة.
ثمار النبات المستديرة تؤكل نيئة أو مطبوخة لأن طعمها يشبه طعم "الجلبانة"، لكنه أكثر حلاوة غناها بالسكروز.
بذور البرواڨ نفسها تستعمل كبهار لتحسين مذاق الأطعمة سواءا كانت مرحية أو مغلية مع الوجبات.
لا يجب أن ننسى بأن البرواڨ الأبيض 
Asphodelus albums - Asphodèle Blanc
الذي أكتشف في الجزائر عام 1862م يعتبر من النباتات النادرة عالميا و من ثم فهو محمية من طرف بقانون فرنسي (...)..
و في الختام تجدر الإشارة بأن نبات البرواڨ كان مصدر إلهام كبير للكتاب و الشعراء و الممثلين و حسب لغة الأزهار و الورود فإن أزهار البرواڨ ترمز إلى "الحب الضائع", على أمل أن لا يضيع حب الطبيعة فيما بين زهرتي برواڨ خنثى و ٱخر أبيضا....

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services