102
0
مؤسسة فنون وثقافة تخلد رمزية الاستقلال بمحاضرة تاريخية

مؤسسة فنون وثقافة تخلد رمزية الاستقلال بمحاضرة تاريخية
تحت عنوان “مكانة ودور المنطقة المستقلة الجزائر العاصمة أثناء الثورة الوطنية”، نظمت مؤسسة فنون و ثقافة محاضرة تاريخية من تأطير الباحث في الحركة الوطنية الأستاذ “أحسن السعيد”، في فضاء متعدد الاعلام آغا . بحضور بعض المهتمين بالتاريخ و الذاكرة الجزائرية ،أهمهم الفنان ” رابيا بن حميد “.
شيماء منصور بوناب
تحت عنوان “ما أخذ بالقوة يسترد بالقوة ” باشر الأستاذ “أحسن السعيد” المحاضرة التاريخية بمجمل الأحداث التي أدت لإنشاء جبهة التحرير الوطني بصورتها القوية و القادرة على تأطير العمل الثوري، خاصة بعد تأزم الأوضاع الداخلية للجزائر وقاداتها فقد سبق إنشاء جيش التحرير الوطني و جبهته ، العديد من اللقاءات السرية الخاصة بالمناضلين و المجاهدين الذين قرروا تغير السياسة التحررية من جهاد سلمي غير منظم الى ثورة شاملة كل التراب الوطني. فقد عرف اللقاء الاخير للجنة الستة عدة قرارات ختمت ببيان رسمي لاندلاع الثورة و تفجيرها ، مع تقسيم الجزائر إلى ستة مناطق رئيسية تحت إشراف الأعضاء الستة أضيف لها لاحقا المنطقة السابعة في قلب باريس.
فرنسا تواصل سلسلة الاعتقالات
و أضاف ذات المتحدث في محاضرته جانبا مهما من الأحداث المجحفة في حق الجزائريين، و التي قامت بها فرنسا بعدما نكلت بوعودها في إعطاء الحرية للجزائر و شعبها عبر الحكم الذاتي، فعلى إثر تفاقم الأوضاع و زيادة الوعي الشعبي التحرري جاء رد فعل الجزائريين على شكل ثورة تحريرية رافضة لكل قرارات الحكومة الفرنسية و ضباطها .
في السياق ذاته لاقى العديد من المناضلين عقوبات صارمة نتيجة انضمامهم للعمل العسكري الثوري بما فيهم” آيت أحمد ،بن بلة، و خيضر” الذين أسندت لهم ثقل قضية بريد وهران التي كانت واجهة الثورة لتوفير الدعم المادي لاقتناء السلاح.
توالت بعدها الاعتقالات للعديد من المناضلين في إطار كبح زمام الحركة الثورية بما فيهم المجاهد “عبان رمضان ” الذي قبض عليه من طرف الحكومة الفرنسية التي قامت بسجنه و تعنيفه” 1950_1955 “. إضافة للمناضل والشهيد رابح بيطاط الذي تم القبض عليه سنة 1955 بسبب دفاعه عن الجزائر تحت شعار” الجزائر حرة مستقلة”.
من جهته أضاف السيد “رابيا بن حميد” في مداخلته ،الخلفية التاريخية الأولى في حرب الجزائر مع فرنسا منذ 1830، و التي عرفت مقاومات شعبية في مختلف ربوع الوطن بما فيها مقاومة الامير عبد القادر و أحمد باي و غيرهم من المقاومات التي كان لها وقع حاد في وجه الاستعمار الفرنسي معبرة عن رفضها لكل أساليب الاستبداد و الاحتكار.
وفي ذات السياق دعم “السيد رابيا” حديثه عن الثورة بالمؤتمرات التي كانت دافعا قويا في حصول الشعب الجزائري على حقه في تقرير المصير، الذي كان مطلبهم و غايتهم في فرض وجودهم كدولة مستقلة. فمن بين تلك المؤتمرات نجد مؤتمر الصومام الذي ساهم في رفع إرادة الشعب الجزائري بضرورة استقلاله ، كما جعل الثورة الجزائرية توجه عملها بشكل أكثر تنظيما لتحقيق الوحدة الوطنية .
في ختام المحاضرة التاريخية نوه الأستاذ المحاضر “أحسن السعيد” الى آخر مقولة لديغول حين زاد ضغط الثورة و المظاهرات على الحكومة الفرنسية ، حيث قال” لقد فهمتكم” جعل قوله هذا مبهما وغير واضح في نظر الجزائريين و الفرنسيين في حد ذاتهم .
عقب على هذه المقولة تم توقيع اتفاقيات تعطي للشعب الجزائري فرصته في تقرير مصيره الذي يصب بالدرجة الأولى في الاستقلال التام تحت عنوان المجد و الخلود لشهدائنا االأبرار.