2344

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة 96

 بقلم اسماعين تماووست

كادت المعارك التي خضتها بحماس و شجاعة  وبلا هوادة لعدة سنوات ضد  الإرهاب، أن تصبح شغفي اليومي، إذ كنت في كثير من الأحيان  أظهر للعدو أننا أيضًا قادرين على أن نكون أوغاداً تماماً  مثلهم، دون رحمة  ولا قانون يمنعنا من النيل من كيدهم والقضاء عليهم.


 في أوقات الأزمات  كتلك الحرب القذرة التي فرضوها بجهلهم وجشعهم  كان يجب علينا دومًا الاستعداد لما هو غير متوقع، لأن تصرفاتهم  الغير متوقعة والتي لا يمكن التنبؤ بها قد سببت لنا الكثير من الخسائر البشرية والمادية ونشر الفوضى.
في الحقيقة إن الأعداء في الحرب يصبحون أسوأ وأخطر، لذا كان ينبغي علينا أن نستخدم كل الوسائل الممكنة لسحقهم، وإلا فإن حرباً أكثر دموية كانت تنتظر وطننا وشعبه، وفي كل هجوم، كان الأطفال والأشخاص الأكثر ضعفاً أول الضحايا، ولا أحد يهتم لأمرهم 
 ومع ذلك، أؤكد أنه في كل مهمة قمت بها، كنت أضع خطة إحتياطية حتى  ألجأ من خلالها إلى أساليب جديدة. 
فكنت أتعامل مع الوضع  بشكل مختلف وإحترافي  لأتجنب الأخطاء و العثرات لضمان نجاح الخطط التي كنت أستعملها، وذالك من خلال تحدي كل المخاطر مع  الحرص على التغيير المستمر لإستراتيجية العمل  كلما تطلب الأمر وأمكن ذلك طبعاً.
وكثيراً ما كنت أرى ناراً جهنمية تتقدم، لا احد يمكنه ايقافها.. 
لذلك ان  لم نقم بواجبنا كما ينبغي، لتحول ذالك الجحيم  المدمر الذي نسجته الكراهية والجشع، لوضع أكثر ألماً وسوءاً مما كان عليه ليستمر ويتفاقم تدريجيا، ليدفع  بالوطن إلى الهاوية . 
حينها كنت مقتنعًا أنه رفقة زملائي و أصدقائي من الشرطة، يمكننا بالتأكيد تغيير الأمور والتحكم في زمامها من أجل أن تكون لنا اليد العليا والسيطرة  على الوضع و على العدو الغاشم.

لقد كان واضحًا  أنه لا يمكن لعقول المجرمين منافسة قوة وذكاء وتمرس رجال الشرطة، وباقي الأجهزة الأمنية والدفاعية  التي لا تقهر.
 وبفضل رجال شرطتنا تبقى القوة مع القانون  يضمنان النظام العام، و السلم و السلام ، ومنه يتحقق الرخاء ويزدهر إلى حد بلوغه و كماله.
فالدفاع و  القتال بشراسة وبإرادة غير مرنة و عزم صارم دفاعاً عن بلدنا، هو مبدأ راسخ بعمق  في أذهان ضباط الشرطة مما  أظهر  خبرتها وفعاليتها في الصمود في وجه كل من يتربص و يقف عدواً ضد أمتنا، كما أثبتت كذلك تفوقها  في شتى المجالات بشكل عام، و مواجهة كافة ألوان الصراعات والأزمات بشكل خاص ...

وأشير أيضًا إلى أنه كان لدي علاقات خاصة مع المخبرين وغيرهم من الأشخاص. ولهذا السبب كنت موضع تقدير من قبل السكان، لأنهم كانوا مقتنعين جدًا بأنني ضمنت سلامتهم تمامًا. لقد كنت في الواقع أحد ضباط الشرطة الذي أراد الموت بشرف، لأنني لا أستطيع العيش والعار يلاحقني.

لدينا في الواقع رؤى مختلفة للأشياء، بالتأكيد كان يملي علي ضميري  في كل مرة وشجاعتي ضرورة القيام بأعمال جريئة، بهدف وحيد، و هو الدفاع عن وطني، وكان ذلك على حساب حياتي.
 أما أولائك الذين لم يقاتلوا من أجل الوطن وتلك  القضية العادلة، فلقد حادوا عن الطريق الصحيح وتاهوا عن الصواب والحقيقة.
في النهاية،  أخشى بالفعل  أن لن يغفر  أبدًا وطننا مدى التقصير في حقه  وتقاعس البعض ومنهم  بعض المسؤولين ..

هناك بالفعل من خذل الوطن، وآخرون كانوا خائفين تمامًا من فكرة ان يكشف ضعفهم، وهناك من خشي ان يفضح أمرهم ، فالخيانة، بكل صورها لا تتجزأ، ومن ارتضى على نفسه ذل خيانة من يحيطون به من الأهل والأصدقاء، ارتضى على نفسه إثمٌا وعارٌا أكبر وهو خيانة الأرض والقضية والوطن، وقَسَم الحق والعدل، الذي أقسم عليه وهو في بداية طريقه وحياته المهنية، ليمثل انتحاراً لمبادئ  الرجولة والنخوة و كذالك  العدل والإنسانية  والكرامة....

يتبع...

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services