لكن روح المسؤولية العالية التي يتمتع بها جهازنا و رجالنا كونهم خلفاء لشهداء ثورتنا المجيدة الذين عرفوا بتفانيهم في حب الجزائر، و أيّ حبّ للوطن كان يحمله جيل أول نوفمبر في قلبِه، وأيّ قوة إيمان تسلح بها لمواجهة أبشع مستعمر عرفته المعمورة كلها، وأيّ وعي وثبات كان يتحلى بِهما وهو الذي عاش استعمار استيطاني دام أكثر من قرن وثلاثين سنة، كان همه الأول طمس هوية هذا الشّعب وإبادتِه كلياً والاستيلاء على خيرات بلده، وأيّ شجاعة كانت لديه وهو من فجر أعظم ثورة في التاريخ بأبسط الوسائل، فضحى شبابه وشيوخه وأطفاله ونسائه بأرواحهم وبالغالي والنفيس لتصبح الجزائر حرّة مستقلة،مسلمة ذات سيادة فعذراً شهداء ثورتنا، فقد قدمتم أرواحكم من أجل حرية وديمقراطية لم تذوقوا طعمها، ولكن هناك من لم يحسن الوفاء لأرواحكم الطاهرة وحاول أن يتمرد على الدولة وشعبها، لكننا كنا خير خلف لخير سلف و بصفتي رجل شريف و سليل عائلة ثورية و واحد من خلفاء الشهداء على هذه الأرض الطيبة، ترعرعت على حب وطني وخدمته حفاظاً على أمانة شهداء عائلتي وجميع شهداء بلدنا الحبيب و وفاءاً للقسم الذي أديته، ولأجل كل هذا لم أدخر أي مجهودٍ وتقدمت خلال مشواري المهني الحافل بالمخاطر نحو تحقيق أهداف نبيلة في مجال أمن الوطن و المواطن وحماية الممتلكات العمومية والخاصة ، ولم يزدني ذالك سوى بذل المزيد من الجهد والعطاء و فخراً في تحمل هذه المسؤولية التي أعتبرها تكليفا لا تشريفا، و بقدر ما كنت شجاعاً منحني ذلك القدرة على تنظيم أفكاري من أجل تحديد ما هو ضروري ، وفهم الأساسي ، ومراعاة كل ما يتعلق بنجاح عملي وفق خطط مدروسة بعناية وفطنة عالية ويكفي أنني أول من أشعر بالخطر قبل حدوثه.....

يتبع...