ومن المثير للدهشة أننا نسينا جميعًا تقريبًا سبب بدء الحرب. وحتى اللذين أثاروها فقد تجاهلنا أو ربما تجاهلنا السبب والأسباب والمعاني. لا نعرف أبدًا السبب الحقيقي للحرب حتى يموت كل أو معظم من خاضوها. أما حروب الدين فهي فظيعة وإبادة جماعية لأن اللذين أعلنوها ظلاماً جهلة كافرين، وهم مجانين أصروا على جنون الإجرام والجبن. ومع ذلك، أعتقد أنه في عصرنا هذا، لم يعد هناك ما يسمى بالحرب الدينية. وما يبدأون به الصراع، ويستمرون فيه، سيكون فقط من أجل مصالحهم في الحرب التي يتكثف كل شيء فيها حول الدمار والعنف والنهب والاغتيالات والجوع والخوف وغيرها من المعاناة الرهيبة. ولتحقيق هذه الغاية، أود أن أقول إنه لا يوجد فائزون، بل هناك خاسرون فقط. ولذلك تسود أفكار سلام الحكماء على أفكار حرب السذج والجهلاء، ولذلك أؤكد أن كل الحروب هي تمردات يخوضها متمردون تمردوا على قوة قائمة. في النهاية، أعتقد أن كل الحروب دبرها قادة ضعفاء، لم يتمتعوا بكل قواهم العقلية. وفي كل الأحوال، فإن الحروب لن تأتي أبداً بالحلول الصحيحة لمشكلة البلد والشعب....