487

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "39"

بقلم اسماعين تماووست
 
ذاك المنزل  الذي كانت تسكن فيه أسر أو ما يشبه الأسر ، أصبح بالتأكيد وكرًا للوحوش الشرسة،.. بين الشرطي الذي رافقني وأنا ، كان هناك فرق واضح في الملابس التي نرتديها، كان يرتدي بدلة سهرة ، ولكن في مثل هذا المكان وفي هاته المهمة ، كان من المفروض دراسة الوضع حتى من ناحية اللباس لدفع الشبوهات .
باختصار كان ذلك خطأً ، لأننا  كنا ذاهبان إلى دوار فقير و من الواجب التنكر لحسن سير المهمة ،ومن ناحية أخرى ، كنا حقًا في حالة حرب مع هؤلاء الأعداء الذين ليس من السهل قهرهم ، سيكون من الضروري مراعاة خطرهم الوشيك ، لأنهم قد قتلوا بالفعل وسيواصلون القتل بجهل وغباء دون مبرر و دون معرفة السبب....
لقد أصبحوا مجرمين جبناء لن ينساهم التاريخ أبدًا بالنسبة لي ، فقد نشأت في دوار حيث كان التشابه في كل شيء تقريبًا أو (متطابقًا بعض الشيء)  في الواقع ، لذلك ، في مثل هذه المهام، كنت أرتدي دائمًا ملابس تشبه ملابس التسول ، والتي ظلت بالنسبة لي مظهرًا مناسبا و مفيدًا للغاية ، وأيضا آمنة لخداع يقظة العدو.
 
قبل فترة ، كنت قد حددت مكان مسكن المعني ، لذلك تمكنا من الوصول إليه بسهولة  في دوار العبزيز،كان هناك منزل و يجاوره مرأب ، كان جزء منه مرفوعا بعض الشيء ، لذا دخلنا دون حرج ، كان المكان فسيحًا نوعا ما ، لكنه مخرب و غير مرتب فيه أجهزة و معدات الحدادة و السباكة ،و بالداخل  كان رجلًا في الأربعين من عمره وطفلًا يبلغ من العمر حوالي العشر سنوات ، كان واضحا أن الرجل ذو الشعر الأحمر تفاجئ قليلا من وجودنا ، لكنه ظل واقفا وتظاهر بالحديث مع الطفل ، بينما كانت عيناه نحونا،لاحضت على الأرض بالقرب من قدميه حقيبة تسوق سوداء ظاهر أنها كانت محملة .
و بمجرد الترحيب ، اقترب زميلي من الرجل وأخبره أننا نبحث عن قطعة غيار للسيارة، قبل أن يجيبنا ، أمر الطفل الصغير الذي كان معه بأن يجلب له بعض الماء، فغادر طبعا تلبية للأمر،وبعد ذلك بدقائق قليلة عاد الطفل غاضبا قليلاً و طلب أن يرافقه الى المنزل ،وكما سبق وذكرت أن المنزل يجاور المحل الذي كنا فيه.
بدا الرجل غريباً حيث أخذ حقيبة التسوق التي كانت أمام قدميه بسرعة كبيرة و بمهارة غادر المرأب. ..في انتظار عودة هذا الرجل الغريب ، شعرت أنني تعرضت للصفع  ياللعار؟ بعدها إنتقلت إلى خارج وعينايا تتفحصان كل الجهات  . للأسف ، كان الشخص ذو الشعر الأحمر الذي يحمل الحقيبة بيده اليسرى قد إختفى كليا من المكان كم كان غريبًا ذاك الرجل .
وعندما توجه زميلي للتحدث إليه ،غادر من المفترض ليشرب بعض الماء ويعود،ثم ليختفى بعدها، طلبه للماء كان مجرد خدعة لمغادرة المكان بهدوء ، ثم للهروب. بسرعة .
أخبرت الضابط داخل المرآب أن الرجل الذي غادر لتوه مع الطفل من المحتمل أن يكون أحد الأفراد الذين نلاحقهم ، لذلك فر وهرب وكانت فكرة طلبه للماء مجرد حيلة للهروب ....
يتبع...

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services