232
0
مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة "39"

بقلم اسماعين تماووست
ذاك المنزل الذي كانت تسكن فيه أسر أو ما يشبه الأسر ، أصبح بالتأكيد وكرًا للوحوش الشرسة،.. بين الشرطي الذي رافقني وأنا ، كان هناك فرق واضح في الملابس التي نرتديها، كان يرتدي بدلة سهرة ، ولكن في مثل هذا المكان وفي هاته المهمة ، كان من المفروض دراسة الوضع حتى من ناحية اللباس لدفع الشبوهات .
باختصار كان ذلك خطأً ، لأننا كنا ذاهبان إلى دوار فقير و من الواجب التنكر لحسن سير المهمة ،ومن ناحية أخرى ، كنا حقًا في حالة حرب مع هؤلاء الأعداء الذين ليس من السهل قهرهم ، سيكون من الضروري مراعاة خطرهم الوشيك ، لأنهم قد قتلوا بالفعل وسيواصلون القتل بجهل وغباء دون مبرر و دون معرفة السبب....
لقد أصبحوا مجرمين جبناء لن ينساهم التاريخ أبدًا بالنسبة لي ، فقد نشأت في دوار حيث كان التشابه في كل شيء تقريبًا أو (متطابقًا بعض الشيء) في الواقع ، لذلك ، في مثل هذه المهام، كنت أرتدي دائمًا ملابس تشبه ملابس التسول ، والتي ظلت بالنسبة لي مظهرًا مناسبا و مفيدًا للغاية ، وأيضا آمنة لخداع يقظة العدو.
قبل فترة ، كنت قد حددت مكان مسكن المعني ، لذلك تمكنا من الوصول إليه بسهولة في دوار العبزيز،كان هناك منزل و يجاوره مرأب ، كان جزء منه مرفوعا بعض الشيء ، لذا دخلنا دون حرج ، كان المكان فسيحًا نوعا ما ، لكنه مخرب و غير مرتب فيه أجهزة و معدات الحدادة و السباكة ،و بالداخل كان رجلًا في الأربعين من عمره وطفلًا يبلغ من العمر حوالي العشر سنوات ، كان واضحا أن الرجل ذو الشعر الأحمر تفاجئ قليلا من وجودنا ، لكنه ظل واقفا وتظاهر بالحديث مع الطفل ، بينما كانت عيناه نحونا،لاحضت على الأرض بالقرب من قدميه حقيبة تسوق سوداء ظاهر أنها كانت محملة .
و بمجرد الترحيب ، اقترب زميلي من الرجل وأخبره أننا نبحث عن قطعة غيار للسيارة، قبل أن يجيبنا ، أمر الطفل الصغير الذي كان معه بأن يجلب له بعض الماء، فغادر طبعا تلبية للأمر،وبعد ذلك بدقائق قليلة عاد الطفل غاضبا قليلاً و طلب أن يرافقه الى المنزل ،وكما سبق وذكرت أن المنزل يجاور المحل الذي كنا فيه.
بدا الرجل غريباً حيث أخذ حقيبة التسوق التي كانت أمام قدميه بسرعة كبيرة و بمهارة غادر المرأب. ..في انتظار عودة هذا الرجل الغريب ، شعرت أنني تعرضت للصفع ياللعار؟ بعدها إنتقلت إلى خارج وعينايا تتفحصان كل الجهات . للأسف ، كان الشخص ذو الشعر الأحمر الذي يحمل الحقيبة بيده اليسرى قد إختفى كليا من المكان كم كان غريبًا ذاك الرجل .
وعندما توجه زميلي للتحدث إليه ،غادر من المفترض ليشرب بعض الماء ويعود،ثم ليختفى بعدها، طلبه للماء كان مجرد خدعة لمغادرة المكان بهدوء ، ثم للهروب. بسرعة .
أخبرت الضابط داخل المرآب أن الرجل الذي غادر لتوه مع الطفل من المحتمل أن يكون أحد الأفراد الذين نلاحقهم ، لذلك فر وهرب وكانت فكرة طلبه للماء مجرد حيلة للهروب ....
يتبع...