5355

0

مذكرات شاهد على سنوات الجمر الحلقة 34

 
بقلم اسماعين تماووست
في نفس مساء هذا الحادث ، كنت في منزلي في بن طلحة ، عندما زارني عمي فجأة ، الذي كان حينها منظمًا و رئيسا لجمعية المسجد المذكور (المتوفى الآن) ، ليبلغني بتدخل هذا الشخص الغريب ، الذي كان  غير طبيعي وهو يبدي مثل هذه التصريحات ضد الدولة.
عمي لم يأتي  ليبلغني  فحسب لا.!  فلقد طلب مني و بإصرار النظر في شأن هذا المتعصب وعن السبب الحقيقي لوجوده في مكان من المفروض هو  للعبادة و للصلاة. 
سررت بمعلومات عمي وأعتقد أن عمي لم يكن يعرف إطلاقا أنني أمقث وبشدة كل من  يقوض أمن الدولة، و على الفور  أصبح عدوًا شرسا له ، بل و  أكثر من ذلك ، سأقاتله بقدر ما أحارب جبنه  وأيضًا سأحارب نقاط الضعف في أيديولوجيته التي لا تزال لا أساس لها من الصحة، بالأحرى ايديولوجية مزعزعة للاستقرار مستوردة من الخارج ، و بشكل رئيسي من إسرائيل ، إن لم يكن من دول أخرى معادية  ، وما أكثرهم .
وتختار مخابرات الدول المعادية بشكل عام أضعف الناس ، وخاصة  أن للجزائر أبناء "الحركى" الذين ينقلبون على بلادهم في أول فرصة لهم اقتداءا بأوليائهم.
و نحن  في المسجد ، أخبرني عمي عن المعتدي الذي كان يستعد للتخلي عن المبنى على الفور ، كنت قد قبضت عليه وتحصلت على معلومات الخاصة به ، كان يعيش في وسط مدينة الحراش ، الجزائر العاصمة.
عندما كنت أستجوب ذاك الشخص تدخل في حديثنا  الكاتب ذو الأصل المغربي، والأسوأ من ذلك ، طلب مني إطلاق سراحه، و بعد أن تحصلت على معلومات تفيد تحقيقاتي، قمت بإطلاق سراحه محذرا إياه  بشدة  و مؤكدا أنني ساجعله يعاني من عواقب أخطائه الجسيمة  إن كرر فعلته وتجاوزه، حتى أنني ذهبت لمنعه من الصلاة في هذا المسجد.
كان هذا الشاب بلا شك جزءًا من عشيرة منافقة  لم تفرز إلا النفاق ، لذلك كان ضارًا و مضرا للغاية ، بل وخطيرًا.
لم يكن الشريك المغربي في منزله ولا في مكتبه في ذلك اليوم ، وكما علمت أن أحد أبنائه كان يعمل كطبيب متدرب في مستشفى  بالجزائر العاصمة.
 فذهبت على الفور إلى المستشفى،بمجرد وصولي  إلى هناك  دون إضاعة الوقت ، حدثته بعد أن تعرفت إليه  لأنني رأيته في السابق  مرتين أو ثلاث  في موقف الحافلات في منطقة بن طلحة ، علاوة على أن عائلته كانت جديدة ولم تستقر في بن طلحة.
 قدمت نفسي و وظيفتي وطلبت منه أن يتتبعني خارج المكتب، كضابط شرطة ، كنت قد قبضت ،بمجرد وصولنا إلى فناء هذا المستشفى ، أبلغته بالهدف من زيارتي في البداية ، رفض التعاون معي وحتى الإجابة على أسئلتي حول والده، كان سلوكه غريباً، مزيجا بين الخوف وعدم الثقة.
  ولكني كنت قد ذكرته أن هذه القضية تنطوي على مخاطر وأن والده كان متواطئًا في هذه القضية الجنائية.،وأريت عليه أن يذهب لمقابلة والده ، من أجل إقناعه بالذهاب إلى جهاز الأمن في ولاية الجزائر لأغراض تتعلق بالتحقيق الجنائي...
 
يتبع...
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services