377
1
مسرح سوق أهراس يوثق جريمة ساقية سيدي يوسف
احتضن المسرح الوطني الجزائري، امس السبت، عل العرض الشرفي لعمل تاريخي خاص.يتعلق بأحدث نتاجات مسرح سوق أهراس الجهوي تحت عنوان "الساقية ... العظماء لا يموتون".
استحضرت المسرحية، ما حدث يوم السبت الثامن فيفري 1958. حين اقدمت فرنسا على جريمة فة بشعة طالت قرية ساقية سيدي يوسف على حدود الجزائر وتونس.
حيث أدى القصف الوحشي إلى استشهاد 79 جزائرياً وتونسياً بينهم 20 طفلاً وإحدى عشرة امرأة، كما أصيب 130 بجروح.
وحرصت مسرحية على تخليد رمزية وتفاعلات الساقية. الذي ركز عليها مدير الإنتاج، الأستاذ الفنان محمد اسلام عباس على ابرازه.
وعلى وتر موسيقي وقّعه زكري بن صالح، نسج عباس على منوال ما كرّسه على مدار 33 عاماً من المراكحات.
وشهدت المسرحية ايضا عودة لافتة للكوريغراف رياض بروال الذي يتولى الإشراف الفني على التجربة.
واستذكرت المسرحية التي أخرجتها "سمية بوناب"، ما حدث قبل 66 عاماً، عبر عائلة جزائرية مكافحة واجهت مرارة الاستعمار بتضحيات بالغة.
وفي اشتغال للفنانة ليديا لعريني، وسينوغرافيا وأنفوغرافيا زين العابدين خطاب، جرى ابراز أنموذج المرأة الجزائرية التي لم تكن سنداً فقط لأخيها الرجل، بل كانت عنصراً فعّالاً على عدّة صُعُد.
وفي عمل كتبه الياس مازن فارح، تتجلى البطلة العظيمة "لالّة ربيحة" التي سطرت ملاحم نابضة بدُررٍ ستظلّ ملهمة.
"الساقية ... العظماء لا يموتون" هي صرخة ضدّ النسيان، ولوحات ترفض التعامي على إجرام فرنسي لا يسقط بالتقادم.
وتحيلنا المسرحية التي ستجوب مختلف حواضر الجزائر، على حيثيات ما خطّط له الفرنسيون تزامنًا مع يوم السوق الأسبوعية لسكان الساقية.
وبرّرت فرنسا جريمتها آنذاك بـ "حق ملاحقة ومتابعة وحدات جيش التحرير الوطني"! بينما اعتبرت الولايات المتحدة الأمريكية الاعتداء الفرنسي على الساقية "عملاً جنونيًا".
للإشارة تحيي الجزائر وتونس في الثامن فيفري من كل عام، ذكرى المجزرة التي امتزجت فيها الدماء الجزائرية والتونسية.
وتشكّل ذكرى الساقية محطة إضافية لتعزيز الإخاء والتضامن الجزائري التونسي. الذي يُجمع المؤرخون والباحثون على أنّ مجزرة الساقية جريمةً ضد الانسانية لا تسقط بالتقادم.