442
0
مشروع ضاية ... درونز مبتكرة بأيادي جزائرية كحل ناجع لمجابهة حرائق الغابات
تعتبر الدرونز أو الطائرات المسيرة بدون طيار، أجهزة جوية تُستخدم في العديد من الأغراض العسكرية والمدنية، حول العالم، وفي البداية كان التحكم في هذه الأجهزة يتم يدوياً عن بُعد، ثم أصبحت أغلبها تعمل من خلال الذكاء الاصطناعي وتستعمل في مجالات واسعة.
نزيهة سعودي
من بين أنواع الدرونز تطبيق "خدمات التوصيل" يستعمل خاصة في مجالات الرعاية الصحية والأغذية ونقل الطرود، حيث يتم استخدامه لنقل الطعام والطرود والمنتجات الطبية مثل منتجات الدم واللقاحات والأدوية والعينات الطبية من مكان لأخر.
منذ الجائحة إلى غاية اليوم أضحت العديد من الدول تسخر الدرونز لتحقيق مثل تلك المهام، و في هذا السياق أكد لبركة نيوز محمد بلعربي عادل مدير مكتب دراسات طاير للبحث و التطوير بسيدي بلعباس خلال لقاءنا معه في إحدى المعارض أن مشروعه عبارة عن حل جوي للعمل الفلاحي الغابي وهو درون بوزن 16 كغ مجهز بحاضنة بحمولة 8 كغ من الحمولة النافعة و يعد كذلك مكمل للعامل البشري و يعطي معلومات دقيقة أي يتكيف مع كل المهام الممكنة.
ضاية 16 .. درون مخصص للطوارئ و مهام فلاحية
لدى هذا المشروع مهام عديدة فهي مصممة للتدخل السريع عن طريق مراقبة و تصوير جوي و تحديد بؤر الحرائق عبر تطبيق gps و تعداد الحيوانات، إضافة إلى مهام التدخل عن طريق إلقاء حمولة التشجير و وسائل إستخراج النيران من جهة العمل الفلاحي الغابي.
كما يمكنه إلقاء العوامات الناعمة للغارقين و إلقاء مساعدات للناس التائهين في الصحراء مثل الماء و الأدوية و غيرها بحكم أنه درون ذو حمولة كبيرة و كل هذا في نسخته المصغرة ضاية 16.
أما بالنسبة لضاية في نسختها الجديدة و هي "ضاية 150" فيها حمولة تصل إلى 40 كلغ أي بمعدل ما تحمله النسخة القديمة مضروب في 5 مرات.
أوضح محدثنا أن سبب تسمية المشروع بضاية نسبة لمنطقة غابية جنوب سيدي بلعباس تعرضت لحرائق غابات سنوات 2017 و 2018 من هنا تم الانطلاق في هذا المشروع من أجل توفير حل جوي لمجابهة حرائق الغابات، المشروع حمل اسم المنطقة التي شهدت الحرائق بكثرة.
المشروع متحصل على المرتبة الأولى سنة 2023
في إطار عمل هذا المشروع للسنة الماضية يشرح محمد بلعربي أن ذلك كان تتويج لعدة سنوات من العمل في تخصص طيران لصاحب المشروع حيث قال " نعمل منذ 2006 في تطوير حلول جوية، إلى أن تحصلنا سنة 2023 على المرتبة الأولى بمهمة إلقاء تغذية المائيات في أقفاص عائمة من أجل إيصال الغذاء للمائيات عن طريق الدرون الذي يرمي 1 طن من الغذاء.
مشيرا إلى أن ضاية مشروع يمتد على مراحل عديدة بعضها بتمويل ذاتي نابع من طموحه وقناعته وشغفه لتجسيده وتقديم العديد من الحلول لمشاكل حقيقية وليس افتراضية.
السعي لإدراج المنتوج في السوق المحلية لتلبية حاجيات الوطن
تم تطوير درون جديد كليا في الأشهر الأخيرة لسنة 2023 بخصائص و معدات إلكترونية متطورة لتعزيز مهام الدرون الماضي من ضاية 10 إلى ضاية 16 الذي يحمل محركات و الكترونيات أحسن و استهلاكه أقل إضافة إلى ارتفاع معدل التكامل الذي أصبح حوالي 30% بعدما كان أقل من ذلك.
تابع محدثنا بالتطرق إلى التحديات التي واجهها المشروع معتبرا أن التحدي يكون خاصة عند تقديم منتج درون في بيئة لا تتقبل هذا النوع من المنتجات، و في هذا السياق يسعى مسؤولي المشروع إلى إدراجه كمنتج في السوق المحلية لتلبية الاحتياجات الموجود في الجزائر باعتبار الدرون جزء من هذه الاحتياجات.
أما من بين أهداف المشاركة في مثل هذه المعارض " مثل معرض سيبسا فلاحة" يؤكد صاحب المؤسسة الناشئة أن الهدف هو التعريف به و التحفيز و كسر الحواجز لأن الناس لا تأمن أنه هناك درونز منتجة محلية دائماً يفكرون في الاستيراد من هذا المنبر يقول " هناك مثل هذه الدرونات في سيدي بلعباس عليهم تجربتها ليرون تأثيرها في الحياة اليومية كمشروع الرش الفلاحي و تقنيات أخرى بإمكانهم ملاحظة الفرق ".
تكوين طلبة الجامعات في مجال تطوير المنتوجات
يضم المشروع 10 أعضاء منهم عمال في الشركة و آخرين متعاونين ينحدرون من مختلف ولايات الوطن ، حيث يأمل مستقبلا بعد الانطلاق في صنع المنتوج بكميات كبيرة لتسويقها بمشاركة 35 فرد عن طريق فتح مناصب شغل أخرى دائمة كل حسب تخصصه مثل البلاستيك و الإلكترونيك و غيرها.
و من جهة أخرى و بخصوص الدورات التكوينية الخاصة بالطلبة يقول محدثنا " حاليا نتعامل مع الطلبة نفتح الأبواب لهم من أجل التكوين في التطوير و الرسم الصناعي و تطوير المنتجات من المراوح الكاميرات و الهياكل بالتعاون مع عدة جامعات.
و في ختام كلمته وجه نصيحة لكل شاب حامل فكرة أو مشروع و لم يطوره على أرض الواقع قائلا "نحن في هذا الطريق منذ 18 سنة تقريبا بعد عدة عثرات و معيقات، فعليكم ألا ترموا بأسلحتهم بل الجد و المواضبة و الكفاح و تثبيت النفس مع الحرص على تطوير المشاريع التي لها تأثير آفاق 2030 و 2040" داعيا إياهم عدم السماح للمثبطين بتحطيم أهدافهم ،و الإيمان بأن المشروع سينجح و يتطور بمساهمة متعاونين و ممولين، و القيام بنموذج و إذا فشل إعادته مع المحاولة عدة مرات لكسب السوق فإذا لم ينجح يكفي شرف المحاولة.