728
0
مشروع أنابيب الري بالتنقيط.. استراتيجية جديدة لتعزيز الإنتاج الزراعي
يساهم قطاع الزراعة بدرجة كبيرة في اقتصاد الجزائر حيث يعتمد هذا الأخير على وفرة الموارد المائية والمحافظة عليها باستعمال التكنولوجيات الحديثة في عمليات الري بغرض تحسين كفاءة استهلاك المياه في الزراعة وتعزيز التنمية الريفية من خلال تطبيق تقنيات متقدمة مثل الري بالتنقيط والري بالرش والذكاء الاصطناعي.
نزيهة سعودي
وبالنظر إلى عملية الري بالتنقيط فهي نظام ري حديث يسهّل وصول القطرات البطيئة للمياه إلى سطح التربة أو مباشرة إلى جذور المحاصيل.
ويُعرف عن هذه الطريقة بالري أنها من الأساليب الجديدة التي تساعد في الحفاظ على موارد المياه عن طريق تقليل إهدار المياه وتحسين الكفاءة الكلية باستخدامها في الأنشطة الزراعية، كما يساهم ذلك في تقليل خسائر المحاصيل ويؤدي في النهاية إلى تعزيز الإنتاج الزراعي.
في هذا السياق نجد مشروع السيد بلقاسم بن قرامز و هو مسير شركة "elegal smart system" متخصصة في إنتاج أنابيب الري بالتنقيط قديمة و حديثة في نفس الوقت هي عبارة عن مجمع لشركات بالتعاون بين إسبانيا و الجزائر الذي سيحقق شراكة في المستقبل.
اعتماد الجودة في الإنتاج
عن حيثيات الشركة يقول محدثنا " تم اعتماد الجودة أكثر في الإنتاج لأن السوق يتطلب كمية كبيرة و نوعية في المنتوج فالفلاح يواجه مشكل النوعية، لذلك نسعى لتوفير منتوج ذو جودة لضمان سقي مستمر بدون مشاكل ليحقق المحصول الوفرة و النوعية الجيدة".
تقدم الشركة خدمات أولية مثل البلاستيك الفلاحي حيث أشار إلى أن هذه المادة وصلت لجميع ولايات الوطن، أما بالنسبة لأنابيب الري بالتنقيط يضيف "فهو في بداياته و الشركة حاليا تختار نقاط البيع حسب المنطقة الزراعية لكل ولاية".
تتعامل الشركة بطريقة غير مباشرة مع الفلاح في الميدان في حالة وقوع مشكل، و التجار بطريقة مباشرة لتسويق المنتوج، أنشأت الشركة سنة 2011 و هي مختصة في إنتاج مواد فلاحية، ثم تم تأسيس شركة مختصة في أنابيب التنقيط سنة 2023 مقرها الرئيسي الجزائر العاصمة تحديدا في الدار البيضاء و لديها مقر آخر فرعي في سطيف.
وعن المادة الأولية للمنتوج و امكانية توفيرها يقول "اعتمدنا على أن تكون احسن المواد الأولية المتواجدة في العالم بتكنولوجيا أوروبية طبقاً لمعايير عالمية،أما بالنسبة لتكوين العمال تم اعتماد خبراء أجنبيين لتكوين العمال الجزائريين الذين يسهرون على هذا الإنتاج.
و بخصوص الهدف الأسمى من هذا المشروع أكد بن قرامز يتمثل في تصدير المنتوجات خارج الوطن، و الذي جرى من خلال هذا المعرض مع لقاء العديد من المستوردين من موريتانيا و ليبيا و تونس، حيث قرروا تجسيد شراكة مع ممثلي هذه الدول، مع إنشاء نقطة بيع في أوروبا لتسويق المنتوج.
الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في تطوير المنتج
أما بالحديث عن رقمنة المؤسسة، اعتبر مسير المشروع أن المؤسسة حاليا في بداياتها، سيتم لاحقاً تطويرها بالاعتماد على الذكاء الاصطناعي كهدف أساسي من خلال معالجة مشاكل الفلاح و حصرها و محاولة حلها باستعمال الذكاء الاصطناعي لتطوير المنتوج بما يتوافق مع ما يحتاجه الفلاح في أرض الواقع.
و بالنسبة لإقبال الفلاح على هذه التقنية نوه محدثنا أن مشكل الفلاح ليس في الكمية بل النوعية و مقارنتها بمنتجات أوروبية، دور مسيري الشركة ما يحتاجه الفلاح وتزويده بمنتوج وطني يمتثل لمعايير الجودة العالمية.
قدم السيد بن قرامز رسالة للفلاحين يشيد فيها بأهمية استعمال أنابيب السقي بالتنقيط في إطار الحفاظ على الموارد المائية في الجزائر يقول فيها "السنوات القادمة سيعرف العالم معانات في نقص المياه و الجزائر لها مياه جوفية في الصحراء، فمن أجل الحفاظ على هذه الموارد المائية و تحقيق تنمية مستدامة و الحفاظ عليها لجيل المستقبل، يتم استعمال هذه الانابيب لتقليل استهلاك المياه في الفلاحة و تحقيق منتوج أوفر و أكثر إنتاجية.
كما دعا السلطات المعنية بضرورة تقديم دورات تكوينية حول كيفية استعمال أنابيب السقي بالتنقيط لتوفير العناء و الماء للفلاح و تكوين معلومات عن هذه التقنية، مطالبا بضرورة اكتشاف هذه التقنيات و أخذ عينات لاستعمالها و تجريبها للتمكن من تجسيدها والاستفاده منها.