343
0
مشروع الجسر بين كشيدة والنصر يرى النور أخيرًا بعد عقود من الانتظار

أعلنت مديرية الإدارة المحلية لولاية باتنة، رسميًا، عن إسناد مشروع إنجاز الجسر الرابط بين حي كشيدة وحي النصر إلى مؤسسة "SERO EST"، في إطار صفقة عمومية مؤقتة ، بعد فتح الأظرفة وتقييم العروض التقنية والمالية من طرف اللجنة المختصة.
ضياء الدين سعداوي
ويأتي هذا المشروع، الذي بلغت تكلفته المالية حوالي 18 مليار سنتيم (179.828.040,00 دج)، من ميزانية الولاية، ليستجيب لأحد أبرز المطالب الشعبية العالقة منذ سنوات طويلة في قلب مدينة باتنة.
جسر استراتيجي... ومطلب شعبي قديم
لم يكن مشروع الجسر بين حي كشيدة وحي النصر مجرد عملية عمرانية، بل ظل لسنوات يختزل أحد أعقد مظاهر الاختناق المروري، وصورة من صور المعاناة اليومية لسكان المدينة، خاصة بعد التوسع العمراني الذي عرفته الأحياء المجاورة كحي شيخي وحي كشيدة العريق. وقد طالب السكان، عبر سنوات، بضرورة تهيئة ممر حضري آمن يربط بين هذه الأحياء ويخفف الضغط عن المحاور الطرقية التقليدية، خاصة في أوقات الذروة، إلا أن المشروع ظل مؤجلاً بسبب تعقيدات إدارية وأخرى مالية.
"سيرو آست" تفوز بالمشروع بعد تقييم العروض
وحسب ما جاء في الإعلان المنشور بأحد الجرائد اليومية في تاريخ 9 جوان 2025، فإن مؤسسة "SERO EST" فازت بصفقة إنجاز هذا المشروع بعد حصولها على النقطة التقنية الكاملة (100/100) وتقديمها عرضًا ماليًا قدره 179.828.040,00 دج. ومن المنتظر أن تنطلق الأشغال في الأيام القليلة القادمة فور استكمال الإجراءات الإدارية، على أن يتم تسليم المشروع في ظرف أقصاه 06 أشهر.
وذكرت مديرية الإدارة المحلية أن دفتر الشروط قد أعد وفقًا لأحكام المرسوم الرئاسي رقم 15/247 المؤرخ في 16 سبتمبر 2015، والذي يضبط تنظيم الصفقات العمومية، مؤكدة أن كافة الإجراءات تمّت في شفافية ووفقًا للقانون.
آفاق عمرانية جديدة
ويُرتقب أن يُسهم هذا الجسر في تعزيز البنية التحتية الحضرية لمدينة باتنة، ويعيد رسم خريطة الحركة والتنقل بين عدد من الأحياء الكبرى، لاسيما حي كشيدة الذي يُعد مركزًا حيويًا، وحي النصر الذي يشهد توسعًا عمرانيا متزايدا. كما سيُسهّل هذا الممر الحضري الربط السلس نحو الطريق الوطني رقم 3 و المداخل الجنوبية للمدينة.
ارتياح شعبي... ومطالب بتوسيع المشروع
في الشارع الباتني، سادت حالة من الارتياح بعد إعلان الصفقة، وعبّر العديد من السكان عن أملهم في إنجاز الجسر في الآجال المحددة، دون تأخير أو تجاوزات. وقال المواطن عمار.ب، أحد سكان حي كشيدة: "ننتظر هذا المشروع منذ أكثر من 15 سنة... لقد عانينا من صعوبة التنقل، خاصة في فصل الشتاء. الآن نأمل أن يكون الإنجاز في مستوى التطلعات."
من جهته، دعا بعض ممثلي المجتمع المدني إلى ضرورة التفكير في مشاريع مرافقة، من قبيل ترميم شبكة الطرقات التي أصبحت تشكل هاجسا كبيرا للمواطنين، وتحسين الإنارة العمومية والتشجير في محيط الجسر، لتحسين الصورة العامة للمنطقة وإدماج المشروع في النسيج الحضري.
التحدي الأكبر.. احترام آجال الإنجاز
في ظل التجارب السابقة، يُبدي العديد من المواطنين تخوفهم من احتمال التأخر في تسليم المشروع، كما حدث في مشاريع مشابهة على مستوى الولاية. ويؤكد المختصون أن التحدي الأكبر لا يكمن فقط في الإنجاز التقني، بل في مدى التزام الجهات المتدخلة بالصرامة في المتابعة، وضمان مراقبة نوعية الأعمال في كل مرحلة.
ورغم هذه المخاوف، فإن إعلان الصفقة يمثّل خطوة كبيرة في طريق تنفيذ واحد من أبرز المشاريع الحضرية الحيوية التي كانت مؤجلة في مدينة باتنة، ويفتح المجال أمام تحسين الربط بين أحياء المدينة وتخفيف الضغط المروري عنها.