يرفع مرضى السيلياك التحدي عند حلول شهر رمضان من كل سنة، وهذا بالنظر للفائدة المتعددة للصيام مع إتباع عدد من التوجيهات الخاصة بتأمين عدد كاف من الأغذية الخالية من الغلوتين، ورغم أن الأغذية لا تسمن ولا تغني من جوع لعدم احتوائها على مصادر الطاقة الكافية إلى جانب ارتفاع تكاليفها وعدم وفرتها بالأسواق، إلا أن الصيام يفرض عليهم أداء هذا الواجب الديني كغيرهم.

بثينة ناصري

وأوضحت الدكتورة عائشة سرير طبيبة عامة مختصة في التغذية العلاجية بهذا الخصوص، أن مرضى السلياك لديهم مشكل في الزغبات المعوية التي تتحسس من الغلوتين وتسبب التهابات، فهو يحدث في المناعة الذاتية يتسبب في رد فعل في الجسم تجاه بروتين الغلوتين، ويسبب للمصاب به سوء تغذية وتأخر بالنمو.

وأكدت ذات المتحدثة أن هذا المرض يتجلى تأثيره من خلال تحفيز الغلوتين لجهاز المناعة في الجهاز الهضمي على إنتاج أجسام مضادة ضده، فتدمر الأجسام المضادة بطانة الأمعاء الدقيقة (الغشاء المخاطي)، مما يؤدي إلى تلف الغشاء المخاطي فيها، وبالتالي قدرتها على امتصاص العناصر الغذائية من الطعام مما يتسبب في نقص التغذية.

 وأشارت الدكتورة إلى أن شهر رمضان بالنسبة لمرضى السيلياك مفيد جدا لصحتهم لأنهم سيتجنبون الأكل لفترات طويلة وهذه فرصة لشفاء تلك الالتهابات في الأمعاء خلال اليوم بشرط أن يكون الافطار سليم يكون بماء مرفوق بالقليل من خل تفاح مع حبة تمر من بعد ذلك السلطة وحساء الخضار وتجنب كامل للقمح ومشتقاته وكل ما هو حنطة باعتباره مسبب للالتهابات.

 كما تحدثت سرير عن الأشخاص الذين يعانون من مشاكل في المعدة والذي يعد شكل من أشكال السيلياك  تطرأ عندهم التهابات على مستوى الأمعاء وبالتالي هي فرصة لهم أن يتجنبوا كل ما هو قمح، بكل من يعاني قولون العصبي، عسر في الهضم وكذا يتجنب الحليب في رمضان من أجل القضاء على كل هذه الأمراض فشهر الصيام فرصة عظيمة لتمديد خلايا جدار الأمعاء ويجد الإنسان راحته.