استنكرت منظمة "مراسلون بلا حدود" مجددا, اليوم الجمعة, سياسة نظام الاحتلال المغربي القائمة على طرد الصحفيين الأجانب من الصحراء الغربية بشكل منهجي, إلى جانب الاضطهاد المستمر للصحفيين الصحراويين.
كريمة بندو
وكشف فرع إسبانيا للمنظمة في تقريره الاخير المعنون بـ "الصحراء الغربية, صحراء للصحافة", أنه "خلال العقود الماضية, تم طرد أكثر من 100 صحفي دولي وما لا يقل عن 300 مراقب وناشط, بينما تعرض صحفيون محليون, من بينهم أعضاء في فريق إيكيب ميديا, لتهديدات وتعذيب ومحاكمات جائرة و أحكام بالسجن الطويل".
وقالت ذات المنظمة، أن من أبرز تلك الحالات, بشير خدة, المسجون منذ قرابة 15 عاما, والذي تعرض للعزل الانفرادي لفترات مطولة.
وأضافت أن عملية الطرد الأخيرة التي وقعت في 8 يوليو الماضي, والتي شملت الصحفية الإسبانية ليونور سواريز ومدير موقع "أل فراديو", الصحفي أوسكار أييندي, والناشط راؤول كوندي, "دليل على مدى التعتيم الإعلامي التام" الذي تفرضه سلطات الاحتلال المغربية.
وأكدت أنه في ظل هذا الواقع "يظل الصحفيون الصحراويون في فريق إيكيب ميديا, الصوت الوحيد الذي يوثق انتهاكات حقوق الإنسان, القمع والحياة اليومية تحت الاحتلال المغربي, حيث يعمل هؤلاء في ظروف صعبة, بإمكانات محدودة ومخاطر دائمة بالاعتقال".
و أفاد "مراسلون بلا حدود" أن حملة قمع الصحافة الصحراوية "تمثل جزء من استراتيجية مغربية شاملة تهدف إلى تثبيت السيطرة على الإقليم", مشيرة الى أنه بالموازاة مع الرقابة والتضييق, يعتمد المغرب سياسة دعائية قائمة على الترويج للسياحة في مدن مثل الداخلة المحتلة, و استخدامها كمنصات لمشاريع ثقافية عالمية, كما هو الحال مع قرار المخرج كريستوفر نولان المثير للجدل بتصوير فيلمه الجديد هناك.
وحسب تصريح إديث رودريغيز كاشيرا, نائبة رئيس فرع "مراسلون بلا حدود" في إسبانيا, فإن "الوضع في الصحراء الغربية لم يتغير منذ عقود : اعتقالات تعسفية, سوء معاملة, محاكمات صورية, تعذيب, سجون غير إنسانية ومضايقات يومية", مضيفة أن كل ذلك يأتي في ظل تسامح دولي متزايد مع الانتهاكات المغربية.
و أوضحت أن الطرد الممنهج للصحفيين الأجانب, بالتوازي مع الاضطهاد الوحشي للصحفيين المحليين, "يجعل من الصحراء الغربية واحدة من أخطر البيئات على حرية الصحافة في العالم, حيث يصعب اختراق جدار الصمت الإعلامي".