تحتضن مدينة ياسمين الحمامات التونسية في الفترة من 18 إلى 22 نوفمبر الجاري فعاليات الطبعة 16 للمؤتمر العلمي الدولي لتطبيقات الجيوماتيك والذكاء الاصطناعي الجغرافي جيو تونس 2024.

التغطية من تونس: كريمة بندو/ صور: بختة بن يمينة

انطلقت فعاليات المؤتمر، يوم الاثنين، تحت اشراف الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي على تنظيم فعاليات المؤتمر وبرئاسة الدكتور محمد العياري.

  يأتي هذا المؤتمر استجابة لما تتطلبه الدراسات الجغرافية من مساحة كبيرة وحيزا هاما في الحقل العلمي والمعرفي ذو الطابع الأكاديمي والبحثي والميداني.

يشارك في فعاليات المؤتمر ثلة من الخبراء والمختصين والدكاترة الجامعيين، وأصحاب البحوث العلمية، والمخترعين، والمحللين الاقتصاديين والسياسيين، من عدة دول بما فيها البلد المنظم تونس والجزائر، ليبيا، السعودية، السودان، العراق، سلطنة عمان، قطر، مصر، تركيا، إيران، السويد، فرنسا، ألمانيا، إنجلترا، نيجيريا، ساحل العاج، وغيرها من الدول.

وشمل المؤتمر عدد من المحاضرات الهامة وناقش عدة ملفات وقضايا أبرزها على سبيل المثال لا الحصر: تداعيات الطوفان على دول حوض المتوسط، الأزمة السودانية وانعكاساتها على الأمن القومي للسودان ودول الجوار، دور الجامعات ومراكز البحث في تحقيق الأمن القومي العربي، الأمن السيبراني في عصر الذكاء الاصطناعي والتهديدات والتحديات، تأثير الذكاء الاصطناعي في الأمن القومي، أهمية نظم المعلومات الجغرافية والاستشعار عن بعد في الأمن القومي، تراجع سيادة الدول في ظل النظام العالمي الجديد، التنمية المستدامة كأساس للحكم الرشيد، التمدد الجغرافي وأثره على الزراعة، ترشيد استهلاك الكهرباء الكترونيا، غزة ـ فلسطين، وأثر بارامترات المناخ على إنتاجية الزيتون في الضفة الغربية/ فلسطين، حقوق المهاجرين غير الشرعيين في المجال الأورومتوسطي، الذكاء الإصطناعي والقانون، تقييم الآثار البيئية لصناعة الإسمنت، دور الجرد الأثري في إنشاء الخرائط الرقمية، كشف التغير باستعمالات الغطاْ الأرضي في قضاء المدائن باستخدام الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية، التمدد الجغرافي وأثره على الزراعة.

كما تم عرض ومناقشة هذه الملفات والقضايا من قبل مختصين ودكاترة وباحثين من مختلف البلدان، التي عرفت أهمية هذا الجانب وبدأت تنظر إلى هذه الدراسات من منظور أكثر شمولية وأكثر استراتيجية في ضوء التحديات التي تواجه العالم ككل.

 ولعل استخدام الذكاء الاصطناعي، والتقنيات الجغرافية الحديثة في مجالات التنمية المختلفة، والبيئات الطبيعية المتنوعة، ما هو إلا أحد أهم المؤشرات للتحول في الاتجاهات الجغرافية الحديثة التي شغلت بال الباحثين والمهتمين، وعلى أثره دأبت جميع المؤسسات البحثية والأكاديمية على مواكبة تلك المضامين العالمية بهدف تقديم دراسات علمية آخذة بعين الاعتبار أن العالم متغير وفيه العديد من المستجدات.

لذا يأتي هذا المؤتمر الدولي لدراسة الذكاء الاصطناعي وتداخله مع علوم الجغرافيا المختلفة، وأهميته في تحليل الصور الجوية والفضائية، ونظم المعلومات الجغرافية واستخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل بيانات الرصد الزمني، والتنبؤات، وتوجيه القرارات العملية للمستخدمين، مما يسمح بالاستفادة الأمثل من الموارد الطبيعية والبشرية، من خلال تبادل أفكار ووجهات العلماء والمفكرين والباحثين الجغرافيين، وإيجاد أرضية عبر الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي للتمازج الفكري الذي يساعد على الخروج بنظرة استباقية للعلاقة بين الجغرافيا والذكاء الاصطناعي، ومساعدة متخذي القرار في الدول العربية على سهولة وسرعة اتخاذ القرار في مختلف القضايا داخل مجتمعاتهم.

 

المحمود من قطر يؤكد أهمية مثل هذه المؤتمرات في تطوير البحث العلمي

أكد الدكتور محمود علي المحمود مشارك في المؤتمر من دولة قطر في تصريحات أدلى  بها لجريدة بركة نيوز، أن هذه الملتقيات تعد فرصة هامة للاطلاع على الجديد في عدة مجالات تخص الذكاء الاصطناعي، حيث تم تقديم عدة بحوث وأوراق ومداخلات، مضيرا إلى أن هذا المؤتمر يشهد زيادة في عدد المشاركين وفي كل سنة مشيرا إلى تحسن نوعية المشاركين ونوعية البحوث والقضايا التي يتم مناقشتها، خاصة وأنه شارك في عدة طبعات، متمنيا أن من هذه البحوث أكبر عدد من الجامعات في مختلف أنحاء العالم، حيث أنها تشمل عدة قطاعات اجتماعية، علمية، سياسية، واقتصادية، ومن ناحية الرؤية المستقبلية وإيجاد الحلول الملائمة للأزمات.

وأشار المحمود إلى أن عدد أوراق العمل والبحوث المقدمة خلال فعاليات هذه الطبعة جيوتونس بلغ 200 ورقة عمل، والتي سيناقش منها حوالي 180 بحث علمي، وهذا في حد ذاته يعد انجاز، مؤكدا أنه يبشر بالخير، متمنيا التوفيق لجميع المشاركين مضيفا أن الشباب هم أمل الأمة وهم من سيرفع المشعل لتنمية وتطوير بلدانهم وعليهم العمل والاجتهاد في مجال البحث العلمي.

   البروفيسور السنوسي: الاتحاد الأورو متوسطي للجيوماتيك يسعى لتقديم عدة مبادرات

أوضح البروفيسور حيدر السنوسي من السودان، باعتباره رئيس الاتحاد الأورو عربي للجيوماتيك في الشرق الأوسط وإفريقيا وجنوب الصحراء، بأن أهمية هذا المؤتمر تكمن في محاولة إيجاد حلول لعدة أزمات وقضايا عربية ودولية، وعن المنظمة التي يرأسها قال السنوسي أنها منظمة غير ربحية تضمن عدة دول من عدة مناطق، والاتحاد الاورومتوسطي لديه مقر في تونس وفي فرنسا، وقد الاتحاد عدة مبادرات من بينها مبادرة تقديم أكثر من 40000 كتاب للجامعات السودانية، قدمنا مبادرة اليوبيل الذهبي للتأمين وإعادة التأمين، حيث قمنا بمحاولة نشر ثقافة التأمين للسيارات وللبيوت وغيرها، كما قدمنا عدة دروات تدريبية خلال الثمانية أشهر الأخيرة من هذه السنة، حاولنا دفع المؤسسات الاقتصادية لتنظيم دورات تكوينية للشباب، ومن جهة أخرى تشجيع البنوك على دعم الشباب، وذلك بغية حل مشاكل الفئات الفقيرة في المجتمع.

أسسنا علاقة مع منظمة "الأحمدية" للتنمية والإرشاد في السودان، ونطمح للعمل معها في السودان خلال هذه السنة، خاصة وأنها منظمة تسعى لتقديم المساعدات الخيرية، كما أعلنا عن تقديم جائزة "للتميز الإبداعي" التي ستكون انطلاقتها الأولى سنة 2025، والذي سيكون أكبر حدث على المستوى العالمي والافريقي، وهذه الجائزة ستضاهي جائزة نوبل من حيث القيمة والمعايير والاختيار وشروط المشاركة.

المهندس فرج: مشاركة عدة دول تدل على أهمية المعلومات الجغرافية

قال المهندس محمد فرج، قسم نظم المعلومات الجغرافية والبحوث في ليبيا، أن المؤتمر يدور حول نظم المعلومات الجغرافية ودورها في الأمن القومي والموارد المائية، الصراعات العالمية، وغيرها من المواضيع الهامة.

مؤكدا أن هذه القضايا ليست حكرا على بلد معين كليبيا أو الجزائر أو تونس وغيرها لكنها ملفات عالمية تخص وتهم كل بلدان العالم، والدليل هو مشاركة عدة دول في هذا المؤتمر منها العربية الافريقية والأوروبية والآسيوية.

 ورقة بحث حول استخدامات الأرض

من جهتها، تحدثت أحلى محمد بشير، عضو هيئة التدريس بجامعة مصراتة، عن ورقة البحث التي شاركت بها في هذا المؤتمر، والتي جاءت تحت عنوان: استخدامات الأرض، مؤكدة أهمية الجلسات العلمية التي تم تناولها في المؤتمر، خاصة محور الأمن السيبرالي، والأمن الغذائي والمائي والذكاء الاصطناعي.

مؤكدة أهمية دعم البحث العلمي الذي سيسمح بحل العديد من المشاكل والأزمات في عدة دول.