723

0

مؤسسة شباب الجزائر... فرصة شبانية مميزة لنشر الوعي وخلق الثروة

وسط التطورات التي تشهدها الجزائر خاصة في القطاع الاقتصادي،  بات الاهتمام  بالنهوض بالجزائر وفق إستراتيجية حديثة بسواعد شبابها من خلال بعث المؤسسات الشبانية التي تعنى بالشباب.

بثينة ناصري

 فحرص رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، على الدفع بالنمط الاقتصادي والاجتماعي وجعله ضمن أولويات البرامج من خلال التركيز على المؤسسات الشبانية.

 وبهذا الشأن، كان لطاقم فريق "بركة نيوز" لقاء مع مدير مؤسسة شباب الجزائر، ياسين تاج الدين بوهريرة,الذي تطرق لمساره النظالي في المجتمع المدني لقرابة 14 سنة ناهيك عن المسار الاكاديمي بحكم أنه خريج الجامعة الجزائرية بحيث تخرج سنة 2020 في شهادة علوم التسيير من جامعة الجزائر 3، ناهيك عن الماستر في المحاسبة، وتعامله بعدها مع عدة قطاعات عمومية، مشيرا بذلك إلى أن هذه التجربة الاكاديمية والمهنية والجمعوية دفعت به رفقة عدد من رفاقه لخلق فضاء جديد للشباب من خلال مؤسسة شباب الجزائر، والتي تماشت وتزامنت مع الاصلاحات الدستورية التي بادرت بها البلاد والتي حرصت على أن تعطي المكانة الحقيقية للشباب في المجتمع.

مؤسسة ابتكارية تخدم الشباب وأفكارهم

وبالحديث عن أعمال المؤسسة أوضح بوهريرة أن مؤسسة الشباب الجزائر هي جمعية ذات طابع خاص حديثة النشأة تم اعتمادها بموجب عقد توثيقي في 02 جانفي 2024، ولكن رغم حداثة عهدها إلا أنها ثرية بنشاطاتها، مؤكدا أنها الآن متواجدة في قرابة 35 ولاية في انتظار تنصيب منسقين عن قريب.

وقال في ذات الصدد، "سطرنا من خلالها برنامجا وطنيا أردنا بموجبه ان نشرح ونقوم تسليط الضوء على مختلف المجالات التي لها علاقة بالشباب، وهذا الذي يدخل في هدفنا الأساسي المتمثل في إثراء وتنشيط وتنقية مختلف المجالات المتعلقة بالشباب، وهو برنامج الشباب والتنمية المحلية الذي يحظى برعاية ثلاثة قطاعات وزارية (وزارة الشباب والرياضة، وزارة البيئة والطاقات المتجددة، ووزارة المجاهدين وذوي الحقوق)".

محاور مدروسة وفق إستراتيجية محكمة تقوم عليها المؤسسة 

وأشار محدثنا لأربعة محاور أساسية تعتمد عليها مؤسسة شباب الجزائر المتمثلة في المحور الأول هو الشباب والذاكرة الوطنية، المحور الثاني الشباب والمشاركة السياسية، المحور الثالث الشباب والتنمية الاقتصادية، والمحور الرابع هو الشباب والبيئة والتنمية المستدامة، فكلها محاور إرتأت المؤسسة أن تكون في تواصل مباشر مع الشباب من خلالها في كل الولايات عبر تنظيم ملتقيات وأيام دراسية وتكوينات بالإضافة إلى عدة لقاءات جوارية والتعاون مع عدد من الفاعلين في المجتمع مدني أو السلطات محلية.

وعبَّر مسؤول المؤسسة عن صدق مؤسسة شباب الجزائر في إيصال الرسالة وكذلك إلى اعتماد أطر ووسائل عصرية جعلت الشباب متعطش للمشاركة والانضمام لفريق عائلة مؤسسة شباب الجزائر، مبرزا إلى تبني إطار مفاده "كيف للشباب أن يكون هو سفير الذاكرة الوطنية للبلاد"، وهذا ما جعل المؤسسة بالاعتماد على المنسقين الولائيين وكفاءات المؤسسة تنظم عدة ندوات يؤطرها الشباب، وهذا ما جعل الحوار سلس ومرن مع مختلف الفعاليات الشبابية، التي اهتمت بالموضوع وساهمت كذلك بنقل رسالة الذاكرة الوطنية لمختلف الفئات الشبانية. 

ولفت في حديثه إلى مساهمة المؤسسة في تنظيم عدة مبادرات أخرى على مستوى المدرسي، كندوة بمناسبة عيد المرأة والتي قامت من خلاله مؤسسة شباب الجزائر باستظافت مجاهدة تبلغ من العمر أكثر من 90 سنة، ونقلها إلى ثانوية بالعاصمة لنقل تجربتها كتلميذة وكطالبة، هذا ينطبق كذلك على المحاور الثلاثة الأخرى.

 بالنسبة لمحور الشباب والمشاركة السياسية فقد تطرق بوهريرة للعمل الكبير الذي ميز هذا المحور عن سابقه وهذا باعتبار أنه تزامن مع الانتخابات الرئاسية، أين اطلقت المؤسسة مبادرة عفوية شبابية بامتياز "مبادرات صوتي لبلادي"، وكان الهدف الأساسي منه هو عمل تحسيسي يندرج في إطار التسقيف الانتخابي وهذا تحت اشراف المجلس الأعلى للشباب والمرصد الوطني للمجتمع المدني، مشيرا إلى تنقل المؤسسة لأكثر من 23 ولاية لابراز ارادة البلاد لمشاركة الشباب في القضايا الوطنية في صناعة القرار والتي تعد أولويات رفعتها الدولة الجزائرية من خلال البرامج الحكومية والارادة السياسية الموجودة.

ونوه إلى أن هذه المبادرة جاءت لصناعة القرار من خلال العديد من المنابر الإنتخابية وكانت الفرصة في الإنتخابات الرئاسية أين كان للشباب كلمته هذه المرة، وهذا ما جعل نسبة معتبرة ومشاركة قطيعة النظير للشباب في العملية الإنتخابية، على غرار ما كانت عليه في السابق، مثمنا بذلك الالتفاف القوي للشباب اتجاه انجاح الاستحقاقات الرئاسية من خلال إيمانهم وقناعتهم انهم صناع القرار من خلال اختيار رئيسهم.

ويرى محدثنا أن المحور الثالث المتمثل في الشباب والتنمية الاقتصادية أنه مجال أمنت به الدولة تجاه الشباب وخلقت فرص نوعية للطلبة كفضاء المؤسسات الناشئة وحاضنات الأعمال ومراكز دعم مقاولاتية، وتوجهت أهداف المؤسسة إلى المجال الاستثماري، وجعل الشاب الجزائري مستثمر حقيقي في بلاده لتحقيق التنمية الإقتصادية المبنية على المؤسسات الصغيرة والمتوسطة.

توظيف 100 شاب.. مبادرة مميزة عززت الثقة لدى الشباب

  وفي ذات السياق، كشف بوهريرة عن تنظيم ملتقيات بخصوص تكوين مؤسسات صغيرة ومتوسطة والتي عرفت اقبال رهيب جدا، مشيرا إلى أن سعي المؤسسة في إدماج الشباب في الحياة الاقتصادية عن طريق عملية التوظيف والتي جرت بالتنسيق مع مؤسسة عمومية وطنية، أين تم توظيف أكثر من 100 عامل في مؤسسات وطنية، وهذا إيمانا من المؤسسة بضرورة ترسيخ مسائل الدولة تجاه الشباب ليكون مساهم حقيقي في التنمية.

وبخصوص مجريات التوظيف التي أطلقتها مؤسسة شباب الجزائر فقد كشف بوهريرة أن العملية قامت بالتنسيق مع الشركاء الاقتصاديين وبالتعاون مع أحد فروع المجمع الوطني "كوسيدار"، أين تم استقطاب 100 شاب في مجالات التلحين والانابيب، من خلال الاعلان عن اطلاق منصة لتوظيف الشباب الجزائري عبر الصفحة الرسمية، موضحا أن المؤسسة قامت بفتح الترشحات واستقبال أكثر من 260 طالب تقريبا، في حين تم تشكيل لجنة من الهيئة القيادية للمؤسسة للقيام بالدراسة الأولية للمترشحين.

وشرح ذات المتحدث أن الدراسة الأولية مبنية على أساسين، أولا اقليم الولاية التي يتواجد بها المترشح والأساس الثانية مدى توفره على التخصص المناسب لشغل الوظيفة المقترحة، حيث تم انتقاء ثلاث دفوعات واستقبلت الدفعات، وتم تقديم شرح لآليات العمل الذي تم موافات المؤسسة به من طرف الشريك الإقتصادي.

وأشاد بعمل مؤسسة شباب الجزائر، واصفا إياها بسفيرة المجتمع المدني الفاعل من خلال ابراز موقف أن "البلاد اليوم تمشي بشفافية مطلقة"، مؤكدا أن هذه العملية جاءت بهدف تعزيز ثقة الشباب بنفسه من خلال ادماجه في مناصب دائمة عبر قطاع من القطاعات ليبتعد عن خطاب اليأس وتغيير الذهنية أو النظرة السلبية التي خلقها أطراف أخرى في أوساطهم.

تجسيد فكرة انشاء المؤسسة.. نموذج حي للاصرار وترجمة الافكار الى مشاريع 

وبالحديث عن فكرة تأسيس مؤسسة تخدم الشباب بالدرجة الأولى أدلى مدير المؤسسة أنها انطلقت من فكرة وأصبحت حلما فتجسدت واقعا، وقال "حاولت من خلالها أولا أن نخلق فضاء للشباب يكون فضاء نوعي ونخبة، خاصة وأن البلاد اليوم في ظل الاصلاحات الدستورية التي جسدها التعديل الدستوري الذي بادر به رئيس الجمهورية، الشباب أصبح له مكانته الحقيقية، فحاولت نقل تجربتي المهنية والمجتمعية وهذا في إطار جديد يتماشى مع الآفاق الجديدة لبلادنا، من خلال فريق من الزملاء أعضاء الهيئة القيادية الذين دعموا هذه الفكرة".

وجاءت الفكرة -حسب مسؤول المؤسسة- لاحتضان الشباب المبدع والمعطاء وترسيخ ثقافة الدولة الجزائرية وثقافة أن يكون مواطن صالح يساهم في بناء المجتمع، في ظل كل ما وفرته البلاد من تسهيلات واجراءات وآليات قانونية ودستورية ومجتمعية لكي يكون الشباب في الواجهة شريكا حقيقيا في التنمية، مؤكدا أن هذه المؤسسة جاءت لتبيين ما يمكن أن يقدمه الشاب الجزائري من طاقات وابتكارات تخدم الوطن.

ولفت إلى أن المؤسسة جاءت بمقاربات حديثة وهذا لايصال رسالة الشباب بطرق جديدة ومبتكرة، مشيرا بذلك إلى الكفاءات القيادية التي تتميز بها المؤسسة، وهذا باعتبار أن القائمين عليها لهم نجاحات في مختلف المجالات فلهذا حققت المؤسسة في وقت وجيز صدى كبير لدى الشباب وفي مختلف الولايات.

رقمنة نشاطات مؤسسة شباب الجزائر... مبدأ أساسي لسير عملها 

ونوه إلى أن مؤسسة شباب الجزائر جاءت لمرافقة الإصلاحات الدستورية التي بادرت بها الدولة فمن الأكيد أنها تسعى إلى تسليط الضوء من خلال نشاطاتها وبرامجها واهدافها كذلك بما يتماشى مع ما تقوم به السلطات العليا في البلاد في مختلف المنابر على غرار المجال الرقمي، مؤكدا أن هذا الأخير تم تطبيقه في مختلف النشاطات، فالعضوية في مؤسسة شباب الجزائر انطلاقتها تكون رقمية، بحكم أن الانخراط على مستوى المؤسسة يكون بعد ملئ استمارة معلومات الموجودة في أرضية معطيات لمختلف الأعضاء والاطارات المنتمين والمنتسبين للمؤسسة.

وأكد أن هذه العملية تسمح لنا في أي دقيقة تتبع مسارهم ونشاطاتهم وكل ما يقومون به وهذا بالنسبة لأعضاء المؤسسة، وأما فيما يخص في تعامل المؤسسة مع الغير فقد قامت بطرح عدة منصات للتقرب من الشباب، على غرار مواقع التواصل الإجتماعي وكذا البريد الإلكتروني للمؤسسة. 

وكشف ذات المتحدث عن تحضير المؤسسة للاطلاق الرسمي للموقع الالكتروني، أين يقوم فريق من كفاءة المؤسسة بالعمل عليه والذي سيكون أحد النقاط التي تنطلق منها المؤسسة في برنامجها خلال الطبعة الثانية من برنامج الشباب والتنمية المحلية للسنة المقبلة، وهذا لمواكبة الاصلاحات الرقمية أو الآليات التكنولوجية التي يمكن أن يستعملوها الشباب في مختلف المناطق، بالإضافة إلى الدورات التكوينية في الجانب الرقمي عن بعد، وفتح المجال للتعامل مع مؤسسة شباب الجزائر من خلال مختلف الوسائط الأخرى والتسجيل يكون عن طريق البوابات الإلكترونية.

غرس روح مقاولاتية لدى الشباب أساس تعهدت به مختلف الهيئات

 بالنسبة للمقاولاتية فقد أكد بوهريرة أنها تعتبر من أهم الأهداف الأساسية للمؤسسة خاصة وأنها تتماشى مع النمط الجديد للدولة في اشراك الشباب، ويعتمد هذا على التكوين في مجال المقاولاتي سواء على مستوى الحضوري أو الافتراضي عن بعد لمختلف الفئات الشبابية، مشيرا إلى أن المقاولاتية لها دور كبير في الابتكار، حيث قامت المؤسسة باستحداث هيكل خاص بالمقاولاتية وهي مديرية المقاولاتية والمؤسسات الناشئة والابتكار، التي يشرف عليها كفاءة شابة جزائرية بتعداد 20 شاب.

وتابع قائلا "شباب اليوم ملَّ من المحاضرات لأن الشاب اليوم بحاجة لمن يخاطبه بلغته، ولهذا نحن في مؤسسة شباب الجزائر من خلال هذه الكفاءات الشابة حاملي أفكار مشاريع أو أصحاب مؤسسات ناشئة أو من تحصل من خلال قرار وزاري مشترك على مشروع مؤسسة مذكرة على شكل مؤسسة ناشئة، هم من يقومون بتحفيز الشباب الآخرين لولوج على المقاولاتية، والذين يعدون نماذج ناجحة".

 وتحدث مدير مؤسسة شباب الجزائر عن خلق فضاءات تشاركية مع القطاعات الإقتصادية أو العمومية من أجل إعطاء هذا الشاب مساحة أكبر من التكوين والمبادئ من خلال زيارات ميدانية للمجمعات الاقتصادية لخلق مناصب شغل وتجسيد مشاريع في مجمعات كبرى.

وفي الأخير دعا بوهريرة الشباب الجزائري إلى الايمان بالنفس وعدم اتباع بعض الأطراف ممن يؤثرون سلبا على معنوياتهم و تطلعاتهم والشيء الثاني هو الايمان بالوطن لأن البلاد تحاول بكل مجهوداتها لتقديم الأفضل لشبابها. 

وقال متحدثنا "نسعى إلى أن نعزز بصمتنا بأفكار تنموية وراقية تتماشى وتطلعاتنا، ونزع خطاب اليأس والسلبية، فالسبيل لتحقيق النجاح هو الايمان و الارادة والإحتكاك بالطاقة الإيجابية وبالنماذج الناجحة.

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services