299
0
موجات الحر.. تُلهب السجون وتُؤذي الأسرى الفلسطينيين

* بقلم:عبد الناصر عوني فروانة
عضو لجنة إدارة هيئة شؤون الأسرى والمحررين في قطاع غزة
لقد عانينا كثيراً خلال الأيام الماضية، جراء الارتفاع الكبير في درجات الحرارة. وما زلنا نُعاني من موجات الحر الشديد وقسوة الصيف هذا العام؛ بالرغم مما نَمتلكه من إمكانيات، وما يُمكن أن نُوفره من أدوات مساعدة، تُساهم في تخفيض درجات الحرارة وتبريد الجو وتساعد في تخفيف مخاطر موجة الحر وآثار الصيف وتداعياته الخطيرة على صحة الإنسان. لكننا وفي ظل هذه الأجواء الحارة جداً نضطر لأن نُعيد شريط ذكريات مريرة وثقيلة حملتها تلك السنوات التي قضيناها داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، وخاصة في السجون المقامة في صحراء النقب، جنوب فلسطين، لنستحضر معاً طبيعة المناخ هناك وتفاصيل الحياة القاسية التي وثقتها الذاكرة الجمعية للمعتقلين الذين مرّوا في التجربة، وهم كُثر. فنستشعر معاناة وآلام من لازالوا يقبعون في سجون الاحتلال ويقضون سنوات أعمارهم وزهرات شبابهم بين جدران السجون، وخاصة أولئك الذين يتواجدون اليوم في سجون النقب ونفحة ورامون وبئر السبع، التي تقع في عمق الصحراء ويتواجد فيها نصف إجمالي عدد الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين البالغ عددهم نحو خمسة آلاف أسير ومعتقل. إن دولة الاحتلال الإسرائيلي لم تكتفِ بما ورثته من سجون عن الانتداب البريطاني عام1948، وما تركته السلطات الأردنية والادارة المصرية من مراكز ومعسكرات بعد "نكسة" حزيران عام1967. كما ولم تكتفِ بما أقدمت عليه من توسيع وتعديل لبعضها وإدخال اضافات جديدة عليها، بما يتلاءم ورؤيتها القمعية وينسجم مع سياستها الاحتلالية. وإنما بدأت مطلع سبعينيات القرن الماضي في تشييد سجون جديدة بمواصفات أكثر قمعاً وتشديداً، وكان أول تلك السجون التي تم تشييدها إسرائيلياً، سجن بئر السبع، الذي تم افتتاحه في 3كانون الثاني/يناير عام1970، ومن ثم تم تقسيمه إلى عدة سجون منفصلة مثل أيشل و أوهلي كيدار. وتبعه سجن نفحة الذي تم افتتاحه في 1آيار/مايو عام1980، ويُعتبر ثاني تلك السجون. وفي 17آذار/مارس عام 1988، افتتح معتقل "أنصار3"، والذي كان بالأساس معسكراً للجيش الإسرائيلي، وتم إنشاء المعتقل بداخله، والذي يُعتبر من أكبر وأضخم السجون الإسرائيلية، من حيث مساحته الجغرافية، وفي عدد النزلاء أيضاً. وفي العام2006 افتتحت سلطات الاحتلال سجن "رامون"، بجوار سجن نفحة. وأربعتها تقع في عمق صحراء النقب جنوب فلسطين، ويعيش الأسرى فيها ظروفاً صعبة وقاسية، فيتحالف فيها سوء المناخ، صيفاً وشتاءاً، مع قسوة ظروف الاحتجاز وبشاعة السجان، فتتفاقم معاناة الأسرى هناك، ويزداد وجعهم مع ارتفاع درجات الحرارة وسخونة الأجواء. ومما لاشك فيه، بأن معاناة الأسرى والمعتقلين في كافة سجون الاحتلال تتفاقم مع قدوم فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة والرطوبة، خاصة في يونيو وتموز وآب، وهم الأكثر سخونة، وتزداد هذه الأيام مع ارتفاع معدلات الموجات الحارة وشدة وطول كل منها، حيث تتحول الغرف إلى جحيم، وزنازين التحقيق والعزل الانفرادي إلى أفران، فالصيف ضيفاً ثقيلاً على الأسرى والمعتقلين وأينما تواجدوا، في النقب وعوفر ومجدو أو في نفحة وعسقلان والدامون، أو في بئر السبع وجلبوع والرملة.. الخ، فيما تكون معاناة الأسرى داخل السجون الواقعة في قلب الصحراء أشد وأقسى، نظراً للطبيعة القاسية للمناخ الصحراوي في النقب، والحديث هنا يطول. وإن تناولنا مخاطر الحياة هناك وآثارها على صحة وحياة الإنسان، صيفاً وشتاءً، فسنجد أمامنا الكثير من الحقائق المؤلمة. هذا بالإضافة إلى أنها تقع بالقرب من "مفاعل ديمونا" وفي منطقة تُستخدم لدفن مخلفات "المفاعل النووي" ومادة الأسبست التي تؤدي إلى الإصابة بأمراض مسرطنة، وهذا ما حذرت منه مراراً وزارة البيئة الإسرائيلية في تقارير سابقة، وأكدت وجود نفايات سامة في منطقة النقب قد تسبب الإصابة بأمراض خبيثة ومنها السرطان. لقد سقط الكثير من الأسرى شهداء في السجون الأربعة التي تقع في صحراء النقب، بالإضافة إلى آخرين توفوا بعد خروجهم من السجن، وآخرين تسببت لهم الحياة هناك بكثير من الأمراض أو الإعاقات الجسدية أو الحسية، فيما تؤكد العديد من الدراسات أن الأمراض المزمنة والمستعصية والتي ظهرت وبدأت تظهر على الأسرى المحررين لها علاقة بصورة دالة إحصائياً بخبرة السجن وجراء ما تعرض له المحررين خلال فترات سجنهم، لذا ننصح كافة الأسرى المحررين بضرورة إجراء الفحوصات اللازمة فور خروجهم من السجون للتأكد من خلوهم من الأمراض، أو لمعالجتهم من الأمراض التي قد تظهر عليهم قبل أن تستفحل في أجسادهم وتكون سببا لوفاتهم كما حصل مع المئات من رفاقهم. إن ما دفعني إلى الكتابة اليوم، هي تلك الكلمات والصرخات التي حملتها رسائل الأسرى التي وصلتني مؤخراً، والتي عكست صوراً فردية وجماعية موجعة لآلاف من الأسرى والمعتقلين، فالأسرى يشتكون من صعوبة الظروف وقسوة المعاملة واكتظاظ الغرف وقلة التهوية وسوء المناخ وانتشار الزواحف الخطيرة والسامة والحشرات الضارة والقوارض وسخونة الهواء وشدة الحرارة، وعذاب البوسطة، وتأثيرات الصاج الموجود على النوافذ في بعض الأقسام، في ظل شحة الأدوات المساعدة والمخففة لدرجة الحرارة، أو الواقية لأشعة الشمس ولهيب حرارة تموز. إن سوء الظروف المناخية وقسوتها في الصيف وموجات الحر الشديد، تفاقم من معاناة الأسرى، وتترك آثارا خطيرة على أوضاعهم الصحية وتسبب لهم العديد من الأمراض مثل:ضربات الشمس والجفاف وأمراض الجلد والإعياء الحراري ونزيف الأنف (الرعاف) وبعض متاعب القلب المفاجئة التي تحدث لأول مرة، وغيرها. وقد يزداد الخطر في ظل تدني الرعاية الصحية، ومع استمرار سياسة الإهمال الطبي، خاصة لدى المرضى ومن تظهر عليهم أعراض المرض. مما يزيد من درجة القلق لدى أهالي الأسرى والمؤسسات المختصة بهذا الشأن. كما وأن إحدى الدراسات تُفيد: بأن التعرض المباشر للشمس مع درجات حرارة أكبر من 30 مئوية، مع ارتفاع نسب الرطوبة لعدد من الساعات المتتالية قد يكون معيار خطورة شديدة، حيث يفشل الجسم في تبريد نفسه ذاتيًا مما قد يلحق الضرر بالدماغ والقلب والكلى والعضلات ويمكن أن يؤدي إلى الموت، خاصة في الحالات والفئات العمرية الهشّة. وهنا نُحذر من مخاطر الإجراءات الإسرائيلية التي تُفرض على الأسرى وتُجبرهم على البقاء تحت أشعة الشمس. في الختام، إن تلك الظروف القاسية ترفع من درجة القلق لدينا ولدى عائلات الأسرى والمؤسسات المختصة، وتدفعنا جميعاً لأن نرفع صوتنا ونُطالب المؤسسات الدولية، الحقوقية والإنسانية، لاسيما اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، بالتوجه إلى السجون الإسرائيلية وخاصة في صحراء النقب، والإطلاع على ظروف الاحتجاز وحجم المعاناة في فصل الصيف وموجات الحر الشديد التي تجتاح العالم هذه الأيام، والعمل على توفير الحماية للأسرى وخاصة المرضى والأطفال وكبار السن من مخاطر الصيف وتأثيرات ارتفاع درجات الحرارة ونسبة الرطوبة في الجو.
عن الكاتب:
عبد الناصر فروانة: أسير محرَّر، ومختص بشؤون الأسرى والمحررين، وعضو المجلس الوطني الفلسطيني، رئيس وحدة الدراسات والتوثيق في هيئة شؤون الأسرى والمحرَّرين، وعضو لجنة إدارة هيئة الأسرى في قطاع غزة. ولديه موقع شخصي اسمه: فلسطين خلف القضبان.
باقة شوك
* بقلم : على شكشك
شوكة في قلب العالم, وأكبر تهديد للسلام العالمي, وأبشع جريمة في العصر الحديث, بشهادة جمهور أوروبا البعيد عن الاستهداف المباشر من آثارها المباشرة على الأقل, فكيف لو كان مثلنا ومثلَ آبائنا وأجدادنا ومن سيأتي بعدنا, شهوداً شهداء, أمواتاً وأحياء, على المواصلة الملِحّة لقناعة الجريمة والإصرار عليها والاقتناع بها, شوكة هي في قلوبنا, شوكة لاشرعية, إنْ صحَّ التعبيرُ الذي يوحي بأنّ هناك إمكانيّة لتصورِ شوكةٍ في القلب شرعيّة في هذا المعمار البشري البديع والسيرورة الغريبة في العالم, ذلك الذي يلطّخ وجهَ الورد ويكادُ يصلُ إلى درجة الكابوس, كأنّه حلمٌ, وأكادُ أجزمُ أنّ الآتين فيما هو آتٍ من أيّام سيصدّقون بصعوبةٍ الروايةَ الأسطوريّة للمؤرّخين الذين سيخطّون سفرَ نهايةِ الإمبراطوريّة الإسرائيليّة, في الأعمال غير الكاملة لسلسلة "نهاية إمبراطوريّات" على غرار "نهايةِ الإمبراطوريّة الرومانيّة",هي شوكةٌ في قلب العالم, وهي تخضعُ للسنن الكونيّة التاريخيّة وليست استثناءً منها, وهي الآن في خدَرِ علوِّها, وسُكْرِ تجليها, ... وفسقوا فيها, "فحقَّ عليها القول",فماذا يثنيها عن التوسع والانتشار, وبناء المستوطنات, سيكون هذا ضدَّ منطق قوانين التاريخ والإنسان, إذ لو فعلت ذلك وهي على قمّةِ هرمِ الاستعلاء وهي لا ترى دونَها إلا أغياراً جوييم خدماً للمستوطنين الأوّلين والحاليين والمحتَملين, ولا ترى تحتها إلّا مَنْ هم تحتَها, لو فعلتْ ذلك وتوقفَتْ لحظةً عن مواصلة الجريمة, لاستفاقت برهةً لوصفِ حالتِها, ولكانَ عليها حينئذٍ أنْ تُلغيَ كلَّ ذاتها, لأنّها في نفس تلك البرهة لا تكون, فهي والجريمة سِيّانْ, شيءٌ واحدٌ لا شيئانْ, ونهايةُ أحدِهما يعني أنْ ينتهيَ الاثنانْ, قدرُها أن تزرعَ ذاتها, وتغرزَ رأسَها, شوكةً شوكة, منتصبةً صاخبة, جدراناً وبيوتاً غير آمنين, فالشوكةُ إنْ انثنتْ فقدَتْ "شوكيّتَها", والجريمةُ إنْ هجعت ونامتْ فقد تابتْ وانهارت, من هنا كلُّ هذا الاستنفار والاستفزاز مع كلِّ رائحة دعوةٍ للتوقّف عن بناء المستوطنات, ومن هنا كلُّ هذا الاندفاع لتوريط الذات أكثرَ في الذات, كأنّها تخشى أن تفقدَ ملامحَها, فتسنَّ التشريعاتِ لتُحصِّنَ ذاتها من ذاتها, ولتضمنَ ألا تنهارَ في لحظة الاضطرار, فيكون أنّه لابدَّ مِن استفتاءٍ عامٍّ للبتِّ في موضوع الانسحاب من الجولان, ويكون إغراقُ القدس بأشواك المستوطنين, ذلك أن الجريمة في جوهرها هشَّةٌ ومتوارية, بطبعها وجبلّتها, التي تخضعُ رغماً عنها لسنن القهّار, ومهما اتّزرَتْ بالقوانين والنار, تظلّ رعديدةً مسكونةً بالنهاية, تراها رأيَ العين, دون غيرِها من العالمين, هي والمؤمنون, هي .. بما أنها تتحسّسُ حسَّها, وتفوحُ بفيحها, وتطوي على ذاتها, والمؤمنون .. بتلقائية البصر والبصيرة, بما أنّهم جدلُ الجريمة وانزياحُها واستحقاقُ عقابها, بما أنّهم حقُّ الحقِّ الذي استحقوه, وهم شهودُه وطالبوه, وهم وقودُه وعينُ يقينه فيما كابدوه من أشواك المحن وحكمة السنن, ويكون أنْ تأخذها العزة بالجريمة, وتسقط في المدار, فهاجس النهاية وتكريس الحكاية يستدعي مزيداً منها خمراً يقفز خلفه ويحرقُ الحيَّ من نبات الفلسطينيين ويضعُ شوكَه على حدود البحر الميت, ويعبرُ النهر المقدس يشترِ أراضيَ هناك في حركةٍ تطويقيةٍ شرقَه, لاحتمال أنْ تخامرَ النفْسَ شبهةٌ فيما هو غربَه, الشوكةُ تريد تأمين الشوكة, في ديناميةٍ تستحثُّ ذاتها وتستدعي هاجسَها في توالدٍ لا ينتهي إلا بانتهائها, حيثُ لا يأمن الخوفُ إلّا بتكاثره ولا يضيءُ الظلام, فالوجه الآخر للتأكيد دوماً أن القدس هي عاصمتهم الأبدية هو يقينهم أنها ليست كذلك ولن تكون, وإنما هو رهاب اليقظة, صراخ الخوف, وجسد الوهم, أمّا هوس عبرنة الأسماء فليس إلّا محاولة لتوسل الوهم وخداع المخيال, واختلاق عجلٍ افتراضيّ في فضاء الإنترنيت لعلهم يخدعون بشراً افتراضيين, لأنهم حتى أنفسهم في هذه لا يخدعون, وهم يركضون باجتهادهم وجدِّهم بحكم نفس السنن والقوانين إلى السجن الأخير بعد تجربة ستين عاماً لتكتملَ دائرةُ التكوين إلى استئناف النقطة الأولى "الجيتو الأخير" يدفنون أنفسهم فيه, بعد أن لم تحتملْهم الشمسُ ولا الفضاء, ولم يحتملوا هم الضياء, فقد حان وقت الانتحار والانطواء, وليكنْ الجيتو الأخير في قمّة الاقتدار على النفير, وليحتملْ فكرةَ يهودية الجيتو ونقاءه, وليكنْ قادراً على البطش من بعيد, ومحاطاً بما تُحاطُ به السجونُ من الأسلاك والجدران والأوهام والأشواك, ومترعاً بها وبنا, فقد نسُوا أنّنا باقةُ شوكٍ من هنا, لم يزرعونا, وأنّنا حين يَكتمِلُ المَعاد, .. يَحِقّ القولُ .. نقذفهم بنا.
نال الشهادتين.. (الشهيد مجدي العرعراوي)
بقلم : جلال محمد حسين نشوان
هي شهادته وبكل تفوق ...لكن الاحتلال الصهيوني الإرهابي النازي الفاشي لم يُمهله أن يتأمل حروفها أمس مثل بقية زملائه وأن يعيش نشوة النجاح والفرح ..... يا الله.. مشهد مؤلم ، حيث فاضت دموع غزيرة، من عيون كل من شاهد أم مجدي وهى تقبل ضريح ابنها الشهيد ، حيث جلست الأم المكلومة أمام قبر ابنها الشهيد مجدي في مقبرة الشهداء بمخيم جنين، تنتظر تفوقه كما وعدها، فجاءت النتيجة بحصوله على معدل (90.4 %) في الفرع الصناعي.
حقا :
من ركام الألم ،ومن رحم المعاناة ،تشمخ سنابل فلسطين وقاماتها العملاقة ،لتنير درب الأحرار في كل بقاع الأرض، حقاً : تقف الحروف حيرى ، عاجزة على أن تنتظم بمديح يليق بمقامهم ، هم رجال عز نظيرهم ، هم نبض البطولة وانشودة التضحية والفداء ،حملوا الوطن في عقولهم وقلوبهم وحدقات عيونهم، ترجل الفارس وذهب الى عليين ، وبقيت سيرته العطرة تفوح في أرجاء الدنيا ،فمهما عبرنا عن تضحيته وفدائه لن نوفيه حقه ،لكن الكلمات تزاحمت على بوابة مجد فلسطين العظيم ،تاهت الحروف واختنقت الأصوات الماً وحزناً ،ووجعاً، ذرفت دموع العيون وشردت الأذهان علها تستذكر ماضى جميل غادرنا، تلعثم اللسان ، وذبلت المآقى، لكن ضوء الشمس أشرق وتوهج وجعلنا نقترب من الشهيد فادي وشحة، وبفرح ممزوج بالحزن، وصلت نتيجته على هاتف والدته ، ولم تدرِ هل تفرح أم تبكي؟!،أنها إرادة الله بأن ينال مجدي العرعراوي، وأن يكرمه الله بالتفوق في الشهادتين، الدنيا برصاصة قناص صهيوني ارهابي حاقد بحارة الدمج في المخيم، وكعادة أبناء شعبنا الذين الوقوف بجانب ذوي الشهداء، حيث احتفوا على مواقع التواصل الاجتماعي، بتفوق الشهيد مجدي، منوهين أنه نال الشهادتين في الدنيا والآخرة. ومقام الشهادة في سبيل الله , مقام اصطفاء واجتباء قال الله تعالى (وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ) فالشهادة في سبيل الله منحة ربانية, يختص بها من يشاء من عباده, وهبة إلهية, يمتن الله بها على أحب خلقه إليه بعد النبيين والصديقين , فالشهداء في المرتبة الثالثة بعد النبيين والصديقين قال الله تعالى (وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَٰئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِم مِّنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ ۚ وَحَسُنَ أُولَٰئِكَ رَفِيقًا) والشهادة هي الصفقة الرابحة دائماً وأبداً والثمن الغالي النفيس لهذه الصفقة هو الجنة, فهنيئا للشهداء بهذه المنزلة المباركة قال الله تعالى (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ ۚ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ ۖ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ ۚ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ ۚ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ ۚ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ، فهنيئاً لكِ أيتها الأرض لأن شهداء فلسطين ، يعطرون ثراك الغالي . وتفتخر به السماء التي اشتاقت إلى روحه الطاهرة التي صعدت إلى بارئها في العلياء لترفرف عالياً من حولنا في سماء الحرية والوطن . اليوم ثراكِ يا فلسطين الحبيبة يُعطر بدماء شهيدنا مثلما تَعطّر بشهدائنا الأبرار الذين سبقوه في التضحية بدمائهم الطاهرة ، وكما تعطّرتِ من قبل الشهداء الذين قضوا شامخين عظماء، هنيئاً لك أيتها الأرض الغالية لأننا جميعا سنُعطر ثراكِ الحبيب بدمائنا ونقدمها طواعيةً لأجل عزتك وكرامتك لتنالي حريتك الأبدية ، فهنيئاً لك فلسطين الحبيبة. نال الشهادة التي يحلم بها كل فلسطيني، دماؤك الطاهرة يامجدي ثورةً لاهبة لتحرق الأرض تحت أقدام الغاصب المحتل وبني صهيون أجمعين جراء ما اقترفته أيديهم، عهدنا لك أيها الشهيد البطل الكبير بأن نتبع خُطاك ونسير على دربك الطاهرة حتى نُكمل المسيرة الخالدة في التحرر وإنهاء الاحتلال وأن نكون الأوفياء لدمائك الطاهرة التي لن تضيع هدراً . عهدنا لك الإصرار ومواصلة معركتنا الكبرى مع الاحتلال الصهيوني الارهابي النازي الفاشي حتى إنهاء الاحتلال الغاشم وإقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف، نم قرير العين شهيدنا البطل مجدي العرعراوي ، بعد أن فزت بالشهادتين.
28 أسيرة في سجن الدامون يعشن ظروفا حياتية صعبة
دعت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، المؤسسات الإنسانية والحقوقية والنسوية إلى التدخل الفوري لوقف الانتهاكات والمضايقات اليومية بحق الأسيرات في سجن الدامون. وأوضحت الهيئة وفقاً لزيارة محاميتها حنان الخطيب لعدد من الأسيرات في السجن، أن الواقع الحياتي يزداد سوءاً وتعقيداً، تحديداً أن الوضع النفسي لعدد منهن أصبح ينعكس على تفاصيل الحياة اليومية، ولا يوجد هناك أي تدخلات من إدارة السجن للتعامل بخصوصية مع الأسيرات المريضات، أو تقديم العلاج اللازم والمناسب لهن.
وأضافت الهيئة أنه على صعيد المطالب، فإن المماطلة واللامبالاة حاضرتان عند إدارة السجن، إذ هناك عدد من الأمور والمستلزمات قُدمت طلبات لإدخالها إليهن، ولكن الإدارة تتجاهل ذلك. وأشارت الهيئة إلى أن الأسيرات في سجن الدامون 28 أسيرة، إضافة إلى أسيرتين في ما تسمى عيادة سجن الرملة، وأسيرتين في "أبو كبير"، ليكون العدد الإجمالي للأسيرات 32 أسيرة.
أسرى "شطة" يعانون ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية
حذرت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، اليوم الأحد، من تداعيات ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة العالية على الأسرى في سجن شطة، وعلى وجه الخصوص الأسرى المرضى، وكبار السن. وبينت الهيئة في بيان لها، بأن سجن "شطة" هو واحد من السجون التي يعاني بها الأسرى من موجة الحر في ظل ارتفاع درجات الحرارة بأعلى من معدلها الطبيعي من كل عام، خاصة في كل من شهر تموز وآب وهم الأكثر سخونة، حيث تتحول الغرف إلى جحيم، وزنازين التحقيق والعزل الانفرادي إلى أفران لا تطاق. وأوضحت الهيئة، فإن ما يعيشه الأسرى حالياً داخل السجن وتحديداً في فصل الصيف وسط ظروف تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الانسانية، يفاقم من الأوضاع الصحية للأسرى المرضى، ويزيد من معاناتهم لا سيما في ظل تعنت إدارة السجن في ممارسة سياسة الإهمال الطبي والقتل البطيء بحقهم. ومن بين هؤلاء الأسرى الأسير توفيق جبارين (70 عاماً) من بلدة أم الفحم، والمحكوم بالسجن المؤبد ثلاث مرات و 16 عاماً، والذي يعاني من مشاكل في الأسنان حيث لا يوجد في الفك العلوي أي أسنان، وهو بحاجة ماسة إلى زراعة وتركيب أسنان حتى يتمكن من مضغ وهضم الطعام بشكل جيد. الجدير ذكره أن الأسير جبارين والمعتقل منذ تاريخ 3/3/1992 واحد من الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية أوسلوا، وكان من المفترض أن يتم الافراج عنه في الدفعة الرابعة، ولكن تنصلت سلطات الاحتلال من الالتزام بالإفراج عنه في آذار 2014. وأكدت الهيئة، أن إدارة سجون الاحتلال لا تكترث لحالة الأسرى في مثل هذه الظروف، بل تصادر في كثير من الأحيان أجهزة المراوح التي لديهم، وتمنع إدخالها في العديد من الأقسام كإجراءات عقابية.