طالبت 30 منظمة دولية غير حكومية تنشط في اليمن، المجتمع الدولي بـ "التدخل العاجل" لتقديم المساعدة لملايين اليمنيين من الفئات الأشد ضعفا في مختلف أنحاء البلاد.
كريمة بندو
يأتي ذلك في ظل استمرار الأزمة الإنسانية في اليمن والتي تهدد بنسف ما تحقق من تقدم وتدفع بالملايين من الفئات الأشد ضعفا إلى حافة الانهيار في مختلف أنحاء البلاد، حيث ناشدت 29 منظمة غير حكومية, المجتمع الدولي بتجديد التزامه تجاه اليمن.
وأوضحت هذه المنظمات في بيان لها, نقلته وسائل إعلام دولية: "نوجه نداء إنسانيا عاجلا إلى الدول المانحة للتحرك الفوري والمنسق لإنقاذ ملايين الأرواح في اليمن من أضرار قد لا يمكن تداركها. لقد آن الأوان لترجمة التضامن إلى أفعال, من خلال التزام حقيقي بالمبادئ الإنسانية والحياد, وتوجيه التمويل إلى حيث تكمن الحاجة الأشد, دون تمييز أو تأخير".
كما أكدت المنظمات أنه "خلال الأشهر الماضية, شهد اليمن تدميرا متكررا للبنية التحتية المدنية جراء الغارات الجوية".
وأضافت ذات المنظمات أنه "في وقت تكافح فيه الخدمات العامة للصمود وسط انهيار شامل, فإنه وللأسف, لا تقتصر نتائج هذه الهجمات على الدمار المادي, بل تطول المدنيين في حياتهم وأمنهم وصحتهم النفسية, وتفاقم من معاناتهم اليومية.
كما أن استهداف المرافق الحيوية يعطل جهودنا الإنسانية ويمنعنا من إيصال الغذاء والدواء والرعاية الطبية إلى من يحتاج إليها بشدة".
وشددت على ضرورة حماية المدنيين, وتأمين وصول المساعدات, قائلة إن ذلك "ليس فقط مسؤولية قانونية, بل التزام أخلاقي لا يجوز التهاون فيه".
ولفتت في هذا السياق إلى أن العاملين في المجال الإنساني والملتزمين بتنفيذ المشاريع الممولة من المانحين يواجهون مخاطر وتهديدات تطول سلامتهم وأمنهم خلال أداء مهامهم, مضيفة : "نوجه نداء عاجلا إلى السلطات المعنية لتوفير بيئة آمنة للعاملين في المجال الإنساني, تمكنهم من أداء واجبهم النبيل دون خوف أو تهديد".
من جهة أخرى, أعربت المنظمات عن أسفها كون الأنظمة الواسعة للعقوبات والإجراءات التقييدية المعقدة المفروضة على اليمن تعرقل بشكل كبير تقديم الخدمات الأساسية للفئات الأكثر ضعفا, وجددت في هذا الصدد دعوتها العاجلة للمجتمع الدولي "لتقديم استثناءات إنسانية شاملة, باعتبارها ضرورية لضمان وصول المساعدات إلى من هم في أمس الحاجة إليها, وحماية المبادئ الأساسية للعمل الإنساني, والحفاظ على حيز العمل الإنساني".