206

0

منذ 35 عاماً... قصة الرصاصة التي فتحت الجرح النازف

 بقلم : عصري فياض | فلسطين

خطواتك تسير بشغفٍ نحو البلدة القديمة في جنين، تسأل عن عنوانه، يجيبك الكثيرون، فالاسم حاضر في ذهن جيرانه وأهل حيّه ومدينته. تنعطف نحو مدخل البيت المظلّل بالأقواس القديمة الرطبة، تنادي بعد أن تَطرق الباب الحديدي القديم بيدك، فيخرج عليك الطفل الباقي عند والده من الأسرة، إنه أحمد ابن الثلاثة عشر ربيعاً، يصطحبك بابتسامة مؤدّبة، فتجد غرفة متواضعة جداً، فيها رجلٌ مُقعدٌ يجلس على كرسيّه المتحرك وأمامه سرير عتيق، وطاولة عليها أغراض كثيرة. رائحة الرطوبة تملأ المكان، والعينان اللتان ترحبان بك تنضحان بالأحزان، وعلى قسمات وجهه المنهكة من الأمراض ملخّص غبار قصة معركة صراع دائم مع المحتل، وجرح مفتوح لا زال ينزف من دون توقف منذ 35 عاماً، بدأ برصاصة، ولم يُغلق بفقدان فلذات الأكباد.

 

الرصاصة الأولى

عرَّف بنفسه فقال: أنا ناصر حسن عبد الفتاح صلاح، مواليد نهاية عام النكسة 1967 في قرية كفردان (خمسة كلم غرب جنين)، رحلنا إلى جنين قبل أن أبلغ سن السادسة، ومنذ ذلك الحين، ونحن نقطن في هذا البيت. وعن إصابته الأولى يقول، عندما اشتدت الانتفاضة الأولى، انتفاضة الحجارة، كانت سني 19 عاماً. جرت مواجهات في حيّنا هذا بين قوات الاحتلال والشبان من أبناء المدينة، فخرجت للمشاركة، وكانت مواجهات حامية وعنيفة، وغير بعيدة عن بيتنا. تعرّضت للإصابة برصاصة اخترقت صدري، واستقرّت في النخاع الشوكي في الظهر، أُغمي عليّ، ونُقلت إلى مستشفى جنين، ونظراً إلى خطورة حالتي، حُوِّلت إلى مستشفى رفيديا في نابلس، وبعد أسبوع إلى مستشفى الاتحاد في المدينة ذاتها. يضيف بصوته المتقطّع: مكثت هناك قرابة العام للعلاج، وقد فقدت الإحساس في أعضاء جسمي كافة، إلا اللسان. نُقلت لاحقاً إلى مقر «الجمعية العربية» في بيت لحم، وبقيت هناك مدة عام أيضاً، من أجل الخضوع لجلسات علاج طبيعي، وقد تعرّضت خلال نقلي لتعسف واستفزازات وتوقيف من قبل حواجز الجيش المحتل، وكان هذا يحدث طيلة فترة العلاج، والتنقل بين المدن الفلسطينية.

 

الزواج والأمل

يذكر ناصر، أنه أنهى العلاجين الطبي والطبيعي، والرصاصة ظلت «تسكن نخاعي الشوكي»، ويضيف: عدت إلى بيتي، وقرر أهلي تزويجي، فتزوجت في عام 1992، وعملت في بيع الدخان والأشياء البسيطة في كشك متواضع، وأحياناً على عربة متنقلة أقودها وأنا أجلس على كرسيّ متحرك، وقد منّ الله عليَّ بثمانية أولاد، خمسة ذكور، وثلاث بنات، وظننت أن هذه المعاناة التي سبّبها لي المحتل قد انتهت، وأن ما أصابني من شلل وأمراض في الجهاز العصبي، والضغط والحالة النفسيّة سيتوقف، وخلال الثلاثين السنة الفائتة، ومن خلال ما كان يشاهد أبنائي معاناتي وأوجاعي وقلة حيلتي أمام حاجاتهم وطلباتهم، وهم يقارنون أيضاً بين آباء أصدقائهم وزملائهم وحالي، فقد تراكم الحقد في نفوسهم على هذا المحتل، لكنني لم أكن أتوقع أن أخسر أبنائي الأربعة نتيجة هذه المعركة المتواصلة، وتتدهور حالتي الصحية بهذا الشكل، حيث تَرْحَلُ إلى جسمي الأمراض والأوجاع مع كل تفاعل من حدث وصدمة وتقدم في السن.

 

استشهاد سعد ويوسف

يقول ناصر: سعد الابن الثاني لي من الذكور، كبر وأصبح عمره 21 عاماً، ابتاع لنفسه دراجة نارية ليعمل عليها «دليفري» لمساعدتي في نفقات الأسرة الكبيرة، توقف عن الكلام قليلاً، وهو يبلع غصة خرجت من قلبه، وتابع: في 12 تموز عام 2017، كان يقوم بإرسال طلب إلى المخيم في ساعات المساء، وفي تلك اللحظة اجتاحت قوات الاحتلال المخيّم، فجرت مواجهات بين الشبان والقوات المتوغلة، كان سعد يقود دراجته عائداً إلى البيت، فقام المحتل بإطلاق النار على ابني سعد من مسافة قريبة بشكل متعمّد، فارتقى شهيداً. كانت صدمة قاسية عليّ وعلى الأسرة، بل قلب استشهاده وضع الأسرة رأساً على عقب، فقد نكأت شهادته جرحاً لا زال يسكن فيّ، وعمّقت أوجاعاً لم تغادرني منذ عقود، وكان إخوته أكثر من تملّكهم الحزن والغضب، ما حدا بيوسف إلى حمل السلاح، والانتماء إلى التشكيلات المقاومة في جنين والمخيَّم. مرت السنوات الخمس بعد سعد، أمضيناها نمسك بقلوبنا خوفاً من المجهول، لتأتي الصدمة الثانية، حيث اغتيل يوسف مع مجموعة من المقاومين في حي الدبوس في المدينة بتاريخ 17 حزيران عام 2022، فتعاظم جبل الأحزان، ما دفع ابني الأكبر عنان والأصغر أسامة إلى الخروج الدائم لمواجهة المحتل بالرغم من أن عنان متزوج ويعيل أسرته، ثلاثة أطفال وزوجة.

 

اعتقال عنان وأسامة

ويضيف ناصر، أن الاحتلال جاء واعتقل عنان، وقام بتخريب البيت ومحتوياته بعنف وروَّع الأطفال والنساء، وما زال عنان قيد الاعتقال الإداري في سجن النقب منذ عام وأربعة أشهر، وهو مصاب بالأمراض منها العصبية والنفسية التي ظهرت عنده بعد استشهاد شقيقيه. أما أسامة فهو معتقل منذ سبعة أشهر في سجن جلبوع، ولم يقم أحد من الأسرة بزيارة أيٍّ منهما حتى قبل الحرب، لأن سلطات الاحتلال لم تمنحنا أي تصريح لزيارتهما. وتعيش أسرة ابني عنان في بيت قديم شديد الرطوبة آيل للسقوط، لا يصلح للسكن الآدمي. كما أن أخي الأكبر الشيخ عبد الرحمن (68 عاماً)، الذي فقد ابنه شهيداً أيضاً قبل أكثر من عام، معتقل ويقضي حكماً بالسجن 30 عاماً، وحالته الصحية سيئة، وقد أُفرج عنه في صفقة «وفاء الأحرار» في عام 2011، وأعيد اعتقاله في عام 2014، للتهمة نفسها التي اعتُقل بسببها قبل الصفقة.

 

ثابتون

ينهي ناصر كلامه بتنهيدة عميقة موجعة، ويقول: رغم إصابتي بالرصاصة التي أقعدتني منذ 35 عاماً، وجلبت لي الأمراض والأوجاع والمعاناة، وفقداني لنجلَيَّ الشهيدين سعد ويوسف، وغياب نجليَّ عنان وأسامة في غياهب السجون، وبقاء طفلي الوحيد الآن أحمد الذي أشعر أنّي أسلبه طفولته بسبب بقائه معظم الوقت إلى جانبي، يساعدني في قضاء حوائجي وحوائج بيت أخيه عنان، وخوفي عليه من الفقدان على يد الاحتلال، والأمراض الكثيرة التي تتسلل إلى جسدي من ضغط وأعصاب وسكري وضعف في البصر، والتي تكلفني أدويتها ما بين 400 و450 دولاراً شهرياً، إلا أننا ما زلنا وسنظل ثابتين في أرضنا. وينهي ناصر كلامه: أقول لتلك الرصاصة التي تسكن نخاعي الشوكي إنك لن تهزميني، ولن يهزمنا المحتل الذي أسكنك جسدي، مهما نخرتِ فيه، ومهما أخذتِ من حولي أحبتي، فاليقين بالله أن النصر قادم بعون الله تعالى، وأن ساعة نصر تساوي كل هذه الجبال من المعاناة والأوجاع والأسقام مهما طال الزمن.

لن أسامح

بقلم: نسمة أمجد بشارات

أنا ابن النَّصرِ والعِزة، رفرفي أيتها الرايات عالياً ، حلّقي في سماء دولتي الحبيبة فلسطين ، سطّري الأمجاد وطهّري البلاد والعباد، وامزجي من دمي ما طال فيه حُلُمُ الفؤاد، وخُطّي بكلّ فخر واعتزاز ،أنا ابن النّصر والعزة ،أنا ابن غزّة الحرة. أنا هنا، أنا هناك، في كل شبرٍ تلقَني أتبع خطاك ..أيّتها الشعوب الحُرّة، أخاطبكم بعقل طفوليّ لا سياسي، أدنو منكم دُنُوَّ المؤمن لا المنافق، وبخطوة الإنسان الواثق ،اردع الظلم لا اقبل المظالم، أحيا بشرف لا أموت بفسق ،أقسم برب الجبر لا بشنع المجازر ،العب بدراجتي لا اهدم بمدفعيتي أطبّق ديني لا أحفظ مقعدي ،هل ضاقت عليكم الدّنيا بآمالي؟ أم تراها ألهبتكم نيرانُ أحلامي! أم هل أعجّزَتكم براءة الحروف في كلماتي ؟ أم أرهقتكم أصوات ضحكاتي ؟ أم مُزِّقت ضمائركم بأنّاتي وآهاتي !عذراً أيتها الشعوب، فأنا لا أدري أيّ رقمٍ في تعداد قوافل الشهداء أحمل !! ولا أدري إن كانت يدي على ما يرام ، فلربما فقدتها كما فقدت الكثير من جسدي تحت الركام ...ولا أدري أية مدفعية صبّت جام غضبها على جسدي فأحرقته !! ما عدتُ أدري إن كان أخي ما زال ينتظر في طابور المساعدات التي طالما قصدناها سويّة أمام مدارس الإيواء ...ولا أدري إن انتظرتني أمي على الفطور ذلك اليوم ، ولا أدري إن كان أبي قد طبع على جبيني قبلة الوداع الأخيرة !!في داخلي احلام هُدّمت في لحظة !! في داخلي ريحانة أشم عطرها كل يوم، في داخلي طبيبة تمنيت أن اكونها بعد بضع سنين، بربّ العزة أين أنتم! أظنّ أنّكم تجاوزتم كلّ هذا وذاك، لكنّ كل ما في داخلي من ألمٍ يقول لكم فاحفظوا :

شئتم أم أبيتم

لن أصالح ، لن أسامح ، لن أعفو ...

 داخلي يضجّ بالشفقة على أرواحكم

وأنتم تتخبطون في ذلّ خذلانكم ..فليس من المسلمين من يذَرُ أخاهُ جائعا تحت صليات الرصاص ...

حتماً ستقول جهنم هل من مزيد

أما أنا ابن غزة الأبيّة

ابن الحريّة والكرامة

منعمٌ عند الرّحمن أنتظر أحبّتي

 شئتم أم أبيتم !

وما النصر الا صبر ساعة

وهو قادم لا محال

خيمة

بقلم : حنين جمال ولد علي

كَسَرُوا سِراج النُّور، أُقلب عيني بين طَرفي أمي، مجهدة كأن السماء فيهما أظلمت، أنظر لدميتي مجددًا رأسها مبتور كعمري، فماله أن يطول وكلما أغمضت الكسيرتين نهبني الظلام فأشعر كأنما بثقل سمائها فوقي! هربت من رقعتي التي لا تأوي سوى فرشة رقيقة لا تكاد تقيني صلابة الأرض وبردها، هرعت لا أدري لأين فالموت والدم منثور في كل أرضي، وتحت تِينتنا الرّضيعة التي ما عاد لها نفس ألفعت رأس أخي وضمدته بالتراب، وما تَرَكتُ له سوى قُبلة لرَحْمه الجديد. هربت وما زال يلاحقني صوت العويل والدمار، صوت النار والقصف كأنه النازعات على روح عبد ما ركع يومًا لربه فتُغرَقُ، أزفر بقوة وأنسى الشهيق في جوف أختي حين بكتني أن البيت يقتلها! أَوَيقتل الحبيب حبيبه! فكم من مرات نظرت لنافذتنا وكم من العمر أخذ أبي ليزودك من عمره عمرًا، وكم من نحيب طَرَحَتهُ يوم نثر دم حبيبها عصفيحة وجنتها، كم من قُبلة زرعتها حتى تعيد له من روحه فيها. استدرت لخيمتي وإذ بها بلا أهل فأمي هرب طيفها فما عدت أقدر على نصبه، ولا بتلك خيمتي ولا لي فرشة ومالي سوى هذه الدمية المبتورة، كلهم رحلوا وبقيت أتلقطهم بعيني حتى أضاعني البصر، وما تلك سوى تينة أخي أنام على صدرها الذي حوى بقيته، هي شهيدة مثلهم لكن جثمانها يحرسني بظله حتى أُظل بِظِل ربي.

الشاي بس بالاسم

كتب: حسن عبادى- حيفا

نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوان "صفّرنا الدامون"... وخاب أملي. مباشرة بعد لقائي بديالا صباح اليوم في سجن الدامون الكرمليّ، أطلّت الأسيرة يسرى خليل محمد أبو علفة (مواليد 07.01.1993)، من قرية العوجا/ أريحا. أوصلتها بداية رسالة العائلة، بدأت ببكاء مرير حين شاهدت الرسالة الورقيّة (هذا خطّ أختي فاطمة) وقرأتها بتأنٍ، وطمأنتها أن الزيارة تطوعيّة استجابة لطلب صديقي عبد الكريم زيادة. حدّثتني عن السجن وغرفة 7؛ وزميلات الزنزانة، أسيل أبو خضر (شعفاط)، شروق (نابلسيّة)، شيماء (غزة) وسوزان أبو سالم (أسيرة جديدة من غزة، وصلت حافية وكلّ جسمها آثار ضرب وشخط، مريضة سكّري، ضاربينها وهي بغيبوبة). السجن حالة قمع مستمر، معاملة سيئة، ممنوع نطلّع صوت، ممنوع الحكي بين الغرف بالليل، شحّ بالملابس، "الأكل إسمه أكل، والشاي بس بالاسم"، والقهوة من المحرّمات. يسرى جامعيّة (خرّيجة سكرتاريا حديثة وأتمتة مكاتب). حدّثتني عن الاعتقال؛ الساعة خمسة الصبح، فتّشوا دور اخوتي كلهم، عصّبوني وكلبشوني، كلها قصة بوستات قديمة، تفتيش مهين بشكل متكرّر، مسبّات وشتائم، بس الحمد الله بدون ضرب. بدها محامي ع شان تعرف وضعها (ما فهمت شي بجلسة التمديد). طلبت إيصال رسائل لأهلها، ورسائل من أسيرات لأهاليهن، وسلامات للجميع. وحين افترقنا قالت مودّعة: "ديروا بالكم على إمي، خواتي يظلّوا عندها كل يوم".

لك عزيزتي يسرى التحيّات، والحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة. ( حيفا 29 شباط 2024 )

- الواحد بتعلّق بقشّة

التقيته ظهر اليوم في سجن "مجيدو"، قابلني بنظرة حائرة، هو خلف محمد عبد الرحيم مخلوف من عصيرة القبليّة/ نابلس (مواليد 29.09.1990)، اعتقل يوم 21.10.2023، (هاي الحبسِة الأولى)، طلبت من السجّان فك الكلبشات قبل بدء اللقاء، وحين استفسرت عن سبب البغتة أجابني أنه للمرة الأولى منذ اعتقاله يزوره محام/ وفكّر أنّه "انتسى"، وفكّر أنّ التكلفة عالية كيف بسمع فطمأنته أنّي متطوّع فارتاح. بدأ بالنحيب حين شاهد صور حمود ويمنى، وهدأ من روعه حين أوصلته رسالة الأهل، وطمأنته عليهم وانقبض حين قرأت له "الأكلة اللي كنت تحبها ما انعملت من يوم ما أخذوك، ما النا نفس نعملها بدونك".حدّثني عن وضع السجن؛ غرفة 8 في قسم 8؛ زملاء الزنزانة: منتصر النورسي، عبد الله حويل، زيد غنام، علاء شرقاوي، مدحت أبو عمشة، عبد الحليم دغلس، علي معروف، حسين شتيتية، أحمد أبو طبخ وعمر، الوضع تصلّح قليلاً لكن ما زال سيئاً، الأكل تجويعي، بلوزة نص كُم وبنطلون فقط ما غسلهن من يوم الحبسِة، (آخر مرة غسلت الملابس الداخليّة قبل شهر)، بطانية واحدة بهالبرد. ورغم ذلك مقطوعين عن العالم والواحد بتعلّق بقشّة.

 

طلبت منه إيصال رسائل اطمئنان من الأهل لباسل شحادة، أسامة بعيرات، كفاح ويزن زاغة، محمد جلامنة، مصطفي أبو ريالة، رأفت بشير وآخرين. رغم ذلك ودّعني بابتسامة "الصحة بخير رغم الديسكات، خلّي أمي تطبخ منسف للولاد وكأني موجود وزيادة".لك عزيزي خلف أحلى التحيّات، على أمل أن نلتقي قريبًا بين أهلك. ( حيفا 28 شباط 2024 )

- ستيك عجل مع وايت صوص

نشرت يوم 29.11.2023 خاطرة بعنوان "صفّرنا الدامون"... وخاب أملي. التقيت صباح اليوم في سجن الدامون الكرمليّ بالأسيرة ديالا نادر إبراهيم عبدو (مواليد 12.12.1995)، لفتاويّة/ رام الله. أوصلتها بداية رسالة العائلة بعد طول انقطاع، ارتاحت جداً حين شاهدت خطّ والدها وحروفه المطمئنة، وحين أوصلتها رسالة زميلها مهند وسلامات ظافر ومتابعة أمر اعتقالها، وكذلك رسائل من أهالي فادية البرغوثي وفاطمة صقر وغيرهن. حدّثتني عن عودتهن لقسم 3؛ غرفة 4، وزميلات الزنزانة، فاطمة، أسيل، دانا، سجى، هديل. وعن الأسيرة الجديدة من غزة (سوزان) وصلت حافية وكلّ جسمها آثار ضرب وكدمات، ووضع الأسيرات، والعزل المتكرّر لأتفه الأمور، وجبروت السجان وعنجهيّته المفرطة، وفجأة قالت بحسرة: "في السجن باكيت الدخان سعره غالي" وحمدت الله أنها ليست بمدخّنة. تتوق للعودة لعيادتها في رام الله، لمتابعة أمور قضاياها و"عشتار"، وعن خلط الأوراق من جديد، فلديها فائض الوقت للتفكير بأمور لم تنتبه لها، فالسجن يلغي كل الناس الذي عرفتهم ويصفّي الذهن ويزداد حيّز العائلة والاهتمام بها. طلبت إيصال رسائل لأهلها، وكم تتوق لسماع صوت أخيها هادي "مين زعّلك؟ لازم تحكي لأخوك". ولمهند ولكلّ من يهتم بأمرها ويسأل عنها. وكذلك رسائل من الأسيرات لأهاليهن، وصبايا الداخل بدهن زيارة محامي. وحين افترقنا قالت بعفويّة: "قل للماما تحضّرلي ستيك عجل مع وايت صوص ع الترويحة".لك عزيزتي ديالا التحيّات، والحريّة لك ولجميع أسرى الحريّة.( حيفا 29 شباط 2024 )

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services