بمناسبة اليوم الوطني للفنان، وإحياءاً للذكرى الـ 67 لإستشهاد الفنان "علي معاشي"، تناول "منتدى الذاكرة" لجمعية مشعل الشهيد وجريدة المجاهد، موضوع مشاركة الفنان في التعريف بالثورة التحريرية ومساهمة الفنانين الشباب في الحفاظ على الذاكرة الوطنية.

بثينة ناصري

وفي مستهل اللقاء، ذكر الفنان الكاتب عبد القادر بن دعماش بمختلف العروض الفنية التي عرضت اعمال ثورية في الجزائر وخارجها لتعريف العالم وتوعيته بالقضية الوطنية التي خلفت صدى عالمي تاريخي مشوق،العديد من التضامات والاحتفالات حاملات في طياتها تكريمات لعدد من اعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني.

وأكد بن دعماش أن الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني تأسست بأمر من القيادة العليا للثورة في فيفري 1958، حيث ارتكز دورها ومهمتها الرئيسية في التعريف بمقاومة ونضال الشعب الجزائري وتراثه الثقافي العريق، وخصوصا من خلال المسرح.

وتطرق ذات المتحدث في حديثه إلى عدد من المبدعين الذين استشهدوا في ميدان الكفاح بعد التحاقهم بجيش التحرير الوطني على غرار علي معاشي، عبد المجيد رضا، كما استعرض أهم محطات الفرقة بعد الاستقلال، وخصوصا تأسيس المسرح الوطني الجزائري.

وأوضح الكاتب أنه منذ اندلاع الثورة التحريرية دائما الجزائريين وخاصة قادة الثورة يطلبون من كل شرائح المجتمع المشارك في الثورة التحريرية، مؤكدا أن العربي بلمهيدي شدد في العديد من المرات على مشاركة كل الفئات من الرياضيين، الطلبة والعمال وبدأت المسيطرة الثورية مع الفنانين بدأ في 1957 في فرنسا.

وأشاد بالدور الكبير لمشاركة الفنانين، أين وفر قادة الثورة لهم كامل الامكانيات ووصلت هذه الفرقة إلى تونس ثم تنقلت عبر العالم لتوضح وتقول للناس الرسالة الكبيرة للجزائر المناضلة والمحاربة ضد الإستعمار الفرنسي ونيل الاستقلال بجدارة تامة، موضحاً أن عمل الفنان تمحور في اقام مسرحيات وأغاني وقصائد التي توصل رسائل ثورية للعالم لتدعم قضايا التحرير.

وتحدث ذات الفنان عن المكاسب التي حققتها الجزائر من خلال قانون الفنان الذي اعطى قيمة مضافة للقانون الجزائري، قائلا "هذا هو المكسب حيث كانت البداية باليوم الوطني للفنان سنة 1997 أين قررت الدولة أن يكون لهذا الفنان يوم وطني، وانطلاقنا بأصعب الأشياء آن ذاك، حتى وصلنا لتأسيس المجلس الوطني للفنون والآداب في 2012، وبعدها تم اقرار الضمان الاجتماعي لفائدة الفنانين لأول مرة وهذا هو الأساس، نظرا للظروف البشعة للفنانين.

وأشار الكاتب عبد القادر بن دعماش إلى القانون العام للفنان الذي أقره رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، في ديسمبر 2024 الذي كنا ننتظره منذ الاستقلال وهذه الدفعة قوية في هذا المجال ومكسب كبير لعالم الفن الجزائري. 

كما استعرض بن دعماش، قائمة أعضاء الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، التي كانت تضم سياسيين مثل عبد المجيد غافة، محمد بوزيدي، ومغنون مثل بهية فرح، حليمة زرقاوي، حنبفة، خدوجة، صافية قواسمي، فطومة لميتي، ميسوم العمراوي، الهادي رجب، بوليفة، يوسف ابجاوي، و ملحنون مثل أحمد و هبي، عبد الرحمان عزيز، مصطفى تومي، مصطفى سحنون، رقية دري، ومليكة ابراهيمي.

أما بالنسبة للممثلون مثل إبراهيم دري، أحمد حليت، جعفر دمارجي، حسين بلحاج، حميد نمري، خليفة الطاهر و سيد علي كويرات، عبد الحليم رايس، عبد الرحمان بسطانجي، محي الدين بشطارزي، عبد القادر شروق، مجيد عبد اللاوي، محمد خليفي،محمد سواغ، يحى بن مبروك، و المسرحيون مثل وافية بلعربي، كاتب ياسين، محمد بودية، محمد زينات، مصطفى كاتب، و راقصون مثل الزهرة ابراهيم، حمو سعداوي.

وموسيقيون مثل بوعلام منصور، حسن فارس، سعيد سايح، الأزهر ثامر، علي دباح، محمد بن يحى، محمد العباس، الخياطون ميل صفية كواسي، و مصورون مثل محمد كواسي ، واعلى جحانب رجل الديكور، حسن شافعي، الذي كان يتكفل بتصميم واجهات العرض داخل وخارج الجزائر.

 ومن جهته أشاد محمد عباد، رئيس جمعية مشعل الشهيد بالانجازات والبحوث للفنان الكاتب عبد القادر بن دعماش معتبراً إياها "عمل مشرف يفتخر بها الجزائريين" خاصة من خلال عمله الأخير المتمثل في كتاب الفرقة الفنية لجبهة التحرير الوطني، والتي تشرف رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون لتقديم مقدمة لهذا الكتاب الذي يعد عرفان من رجل ثقافة إلى الفرقة الفنية.