755
0
من وعد بلفور إلى حرب الابادة.. الشعب الفلسطيني يواصل معركة الوجود
بقلم: سعيد بن عياد
صحفي رئيس تحرير سابق لجريدة الشعب الجزائرية
من وعد بلفور قبل 107 سنوات إلى حرب الابادة التي يواصلها الكيان الصهيوني ضد الشعب الفلسطيني منذ اكثر من 7 عقود في قطاع غزة والضفة الغربية من فلسطين المحتلة، لا يزال الشعب الفلسطيني يخوض معركة الوجود مقدما التضحيات الجسام لاسترجاع حقه في الحرية وإقامة دولته المستقلة.
ومع أن مشهد الابادة لم يتغيرالا ان ما يجري في غزة منذ اكثر من سنة لا يمكن وصفه بالنظر لحجم الدمار وفظاعة جرائم الإبادة التي ترتكبها عصابات كيان نازي لا تكبحه قوانين دولية وضعتها القوى المنتصرة في الحرب العالمية الثانية وهي نفس القوى التي ساهمت في اصدار قرار اممي يعترف بالكيان الصهيوني على أرض فلسطين مستكملين مخطط وعد بلفور المشؤوم.
نفس تلك الدول الكبرى تواصل اليوم ومنذ اكثر من سنة دعم ومساعدة الكيان الصهيوني والتغطية على جرائمه التي تفوق كل تصور. وفي هذا الصدد تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية ومعها كبار الغرب المتواطئ قائمة الدول الملطخ تاريخها بدماء أطفال ونساء فلسطين في غزة وذلك بعرقلة مجلس الأمن الدولي في اصدار قرار صريح يلزم الاحتلال الصهيوني بوقف حرب الابادة وإدخال المساعدات الإنسانية وتفعيل مسار حل الدولتين في إطار الأمم المتحدة التي تبدو عاجزة عن إنهاء الهمجية الصهيونية.
ولقد اشتغلت الجزائر بلا كلل ولا ملل عبر مندوبها بمجلس الامن الدولي منذ شغل مقعد غير دائم بداية العام 2024 على صياغة سلسلة من مشاريع قرارات تهدف إلى وقف الابادة وإدخال المساعدات وتنشيط الحل الدبلوماسي وفقا لقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة وبفضل المثابرة ووضوح الخطاب مدعوما بالحجج والدعائم القانونية،مكن بشأن عدد من القرارات كسب أصوات أغلب اعضاء مجلس الأمن الدولي بالتأكيد او الامتناع ما عدا الولايات المتحدة الأمريكية التي وضعت نفسها في عزلة خاصة على مستوى الجمعية العامة للأمم المتحدة التي سجلت موافقة غالبية الأعضاء على قبول عضوية دولة فلسطين.
وينبغي التنويه إلى أن حكومات الدول التي تمنح الغطاء للاحتلال الصهيوني ومواصلة تسويق سرديته المصطنعة والكاذبة دخلت في أزمة مصداقية أمام شعوبها التي انتفضت لادانة جرائم إبادة الفلسطينيين والمطالبة بوقف تصدير السلاح إلى الكيان الصهيوني وقد سجل العام الجاري ديناميكيات احتجاجية ضده وضد جرائمه التي تجاوزت جرائم النازية في الحرب العالمية الثانية وكان للطلبة في مختلف الجامعات الغربية والأمريكية الدور البارز في كسر جدار الصمت بالتنديد الصريح بالاحتلال وكشف تواطؤ حكوماتهم في حرب الابادة.
غير أن ما يستوجب ابرازه في هذه الذكرى هو أن الشعب الفلسطيني استطاع أن يعيد طرح القضية أمام العالم برمته باعتبارها قضية عادلة تتعلق بحق تقرير المصير ومكافحة الاحتلال وهذا بعد أن صمم على التمسك بأرضه ورفض التهجير مهما كلف ذلك من تضحيات جسام تعكسها اعداد الشهداء وفداحة الدمار في مشهد لمحرقة يندى لها جبين الإنسانية التي أي "الإنسانية " لم يبق منها سوى الاسم في وقت يتكرس فيه اتجاه لعودة الفكر الكولونيالي في أكثر من جهة في العالم، كما يعكسه موقف فرنسا من فلسطين بتمجيدها لجرائم الابادة الصهيونية ومن الصحراء الغربية بإعلان دعمها للاحتلال المغربي متجاوزة الشرعية الدولية وقرارات الأمم المتحدة بتصنيف النزاع المغربي الصحراوي قضية تصفية استعمار.