349

0

من ذاكرة التاريخ .. خفايا التجارب النووية الفرنسية في الجزائر

بقلم / محمد بوكريطة الحسني
منذ 63 سنة و بالتحديد صباح يوم الـ13 فبراير سنة 1960، استيقظ سكان منطقة رقان الواقعة بالجنوب الغربي الجزائري على بعد 1650م من الجزائر العاصمة، نحو الساعة السابعة وأربع دقائق على وقع انفجار ضخم ومريع جعل من سكان الجزائر حقلاً للتجارب النووية وحول آلاف المواطنين من منطقة رقان ومجاهدين، حكم عليهم بالإعدام، إلى فئران تجارب للخبراء الإسرائيليين ولجنرالات فرنسا، حيث فجّرت فرنسا القنبلة الأولى تحت اسم “اليربوع الأزرق”، تيمنًا باللون الذي تستخدمه “إسرائيل” لعلمها ولنجمة داوود وكذلك أول لون من العلم الفرنسي، بطاقة تفجيرية ضخمة.
وكان جنرال فرنسي عرفته صحف جزائرية باسم “لافو” قد صرح أن اختيار منطقة رقان لإجراء تجربة القنبلة الذرية، وقع في يونيو 1957 وبدأ التجهيز لها سنة 1958 وفي أقل من ثلاث سنوات وجدت مدينة حقيقية برقان يقطنها 6500 فرنسي و3500 صحراوي كلهم كانوا يعملون بشكل جنوني لإنجاح إجراء التجربة النووية في الوقت المحدد، وقد بلغت تكاليف أول قنبلة ذرية فرنسية مليار و260 مليون فرنك فرنسي، حصلت عليها فرنسا من الأموال الإسرائيلية بعد الاتفاقية المبرمة بين فرنسا و”إسرائيل” في المجال النووي……
أول وأكبر كارثة ننوية على وجه الكرة الأرضية
وللتذكير فإن اختيار الموقع لم يكن “عفويا” فإن اليهود  يقدسون تاريخهم ويولون اهتمام قد لا يتصوره عاقل عكس أغلبية المسلمين، فهذا البروفيسور  العراقي كاظم العبودي رحمه الله تعالى  من جامعة وهران يكشف عن حقائق جديدة للتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية، ففي مقابلة مع صحيفة إلكترونية بتاريخ 17.02.2013كشف عن حقائق جديدة للتفجيرات النووية بالصحراء الجزائرية حيث قال عنها إنها أول وأكبر كارثة نووية على وجه الكرة الأرضية .حدثت بناحية رڤان.
تفجيرات رقان كانت بطاقة تفجيرية تقدر بـ 70 كيلو طن أي 4 أضعاف هيروشيما وفاقت حصيلة التلوث الإشعاعي عن التفجير، ما مجموعه كلّ ملوثات القنابل النووية الأولى لأمريكا وبريطانيا والإتحاد  السوفيتي، وأضاف البروفيسور عبد الكاظم العبودي أن له الشرف أن يصرح بما يلي”أن ما أعتز به من البحوث هو الكشف عن قضيتين هامتين ،أولهما أن المشروع النووي الفرنسي ما كان ليتم وينجز لولا المساهمة الإسرائيلية التي هي وراء 70 بالمائة من نجاحها ،وذلك بتوفير إنتاج الماء الثقيل وتخصيب اليورانيوم ، واستخلاصه من الفوسفات ،ومن ثم إعادة استخلاص «البلوماتونيوم» من مفاعل «ديمونا» الذي أسهم مع بقية البلوتونيوم في بقية التفجيرات…
خبراء اسرائيليون أشرفو على تفجيرات رقان بحضور شمعون بيريز
ونقول بالأدلة أنه منذ عام 1965 ، تواجد الخبراء الإسرائيليون في «حماڤير» في قاعدة إطلاق الصواريخ وطوروا منظومات الإطلاق والتحكم والسيطرة للصواريخ الإسرائيلية و الفرنسية (مشروعا أريحا وإيريام) وقد حضر كل من مولثوديان ،وزير الدفاع الإسرائيلي وشمعون بيريز إلى قاعدة رڤان قبل وبعد وخلال التفجيرات ،وقد أشرت إلى ذلك في دراساتي التي تناولتها في مؤلف”يرابيع رڤان”.
أما الشق الثاني : من الذي اختار إقليم «توات» ومنطقة «رڤان» ساحة للتفجيرات ؟ فهم بلا شك الخبراء اليهود الذين أرادوا الانتقام بشكل ماحق من كل المنطقة ترابا و بشرا وبيئة استنكارا منهم للحقد على الإمام” سيدي محمد بن عبد الكريم المغيلي” الذي كان له الفضل الأول في الجهاد وإخراج اليهود من إقليم “تمنطيط” و أرض توات  كلية من المنطقة بدء من تيميمون حتى تمبوكتو ،وبانتقامهم من «توات» والجزائر فإنهم أعادوا ذات الانتقام من العراق بتدمير بابل بالمواد المشعة في الحرب والغزو الصهيوني الأخير وبذلك يؤكد اليهود حقدهم بدوافع تاريخية وانتقامية ضد الجزائريين والعراقيين مع بعض…
اسرائيل تختار منطقة رقان للانتقام من الامام المغيلي
والجدير بالذكر أن هناك أكثر من 50 دراسة بجامعة إسرائيل عن الإمام المغيلي ولازالت إسرائيل ترصد وتسجل كل ما يكتب عن «توات» والجزائر و مصير البيئة النووي…
إضافة إلى التجارب النووية، اقترفت فرنسا خلال فترة استعمارها للجزائر، العديد من المجازر والجرائم بحق آلاف الجزائريين التي ما زالت محفورة في الذاكرة الجماعية الوطنية، وعمدت إلى استخدام كل الإجراءات الممكنة والمتوفرة لديها، لقمع الجزائريين دون تمييز المدنيين العزل من أطفال ونساء وشيوخ، ففي الثامن من مايو 1945 في مدينة سطيف و قالمة و خراطة – مهد حرب التحرير (1954-1962) – سقط آلاف القتلى الجزائريين (45 ألفًا بحسب إحصاءات الذاكرة الوطنية الجزائرية) برصاص الشرطة والجيش ومليشيات المستوطنين، بسبب رفع الجزائريين لعلم بلادهم، في احتفالات نصر الحلفاء على ألمانيا النازية…
ولكن   على الرغم من هذه الأعمال الشريرة واللاأخلاقية والجرائم ضد الإنسانية، فإن المواطنين النبلاء في منطقة توات يعتمدون على عمل سامي وروحي يتمثل في إحباط الآثار الضارة للنشاط الإشعاعي من خلال الصلوات الدائمة والتحية على النبي الحبيب محمد صلى الله عليه وآله وسلم  وبمثل هذا الدواء الشافي والعلاج اليومي فقد أتى ثماره بالفعل…

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services