569

0

من باريس اصوات متناغمة مبحوحة في مسيرة سلمية بيضاء، للمطالبة بالقصاص للطبيب الجزائري الشاب المغتال

 

 

 

محمد مصطفى حابس : ليلا ـ باريس / بفرنسا

 

المسيرة البيضاء التي نظمتها جاليتنا المسلمة في ليلا جهة سان- سان دوني بضاحية العاصمة الفرنسية باريس، حضرها بالإضافة لعائلة الفقيد و منتخبي البلدية، والمتعاطفين مع الضحية وزملاء العائلة من جهات أوروبية شتى، كما حضرتها، وسائل الاعلام الفرنسية و العربية، و منها الجزائرية باحتشام..

 

معلوم أن عائلة الفقيد لموشي قادمة من الشرق الجزائري من ولايتي الوادي و سكيكدة و التي يعرف بعض أفرادها شخصيا كاتب هذه السطور منذ عقود خاصة في العشرية السوداء قبلها و بعدها، لما تعرضت له هذه العائلة المحتسبة!! حضرة المسيرة البيضاء مع العائلة المكلومة و المتراصة كأسنان المشط في الصفوف الأولى يتقدمهم العم الشيخ فؤاد لموشي المعروف و المقيم في جنيف بسويسرا، و اخوة المرحوم، كل من إدريس (مهندس)، آدم (عامل)، هناء(صيدلية) والطفل منيب (تلميذ)، و كل من الوالد شوقي طبيب استعجالي ووالدة المرحوم الدكتورة خيرة لعور لموشي أم ريان، طبيبة مختصة في الأمراض العقلية في تولوز بفرنسا، " لكل فرد من هذه العائلة المثقفة الملتزمة يحتاج صفحات و صفحات من سيرة كل واحد لكشف أسرار ثباتهم و نجاحهم و تفوقهم"، على حد تعبير الشيخ المفكر الجزائري الطيب برغوث في كلمة تعزية خاصة لعائلة الفقيد.. أما العبد لله فقد استوقفته شهامة أم وشجاعة سيدة محجبة ملتزمة، واقفة كالطود الأشم أمام إعصار أودى بأحد أركن أوتاد بيتها، بصبرها الأيوبي عند الصدمة الاولى وهي تتكلم برزانة و يقين و رباطة جئش أمام وسائل الاعلام بكلمات فرنسية راقية معبرة بصدق عن رزية الفقد والخطب وعظم المصيبة وجلل الموقف، محتسبة لله، مصرة على حقها في القبض على الجناة المجرمين، وهذه بعض قطوف من آخر كلمتها نترجمها عن الفرنسية باقتضاب، على أن نترك النص بالفرنسية أسفل المقال لمن يصعب عليه فهم القضية بالعربية خاصة شبابنا المقيم في فرنسا، الذي لولا فضل المساجد في فرنسا ما وجدت من يتكلم اليوم اللغة العربية هناك، ناهيد أن يكتب بها !!..

 

جريمة ريان لا بد لها من قصاص عادل و عاجل :

 

يوم السبت 20 ماي، كان يوما هادئا بالنسبة لريان، كان من الممكن أن يستمر في عطلة آخر أسبوع ظريف: راحة واطمئنان مع الأهل والأحبة بعد أسبوع مُضنٍ من العمل الشاق في معالجة المرضى، قصد التخفيف من معاناتهم، وتجميل ابتساماتهم.. ريان الشاب كان مولعا بتجميل الابتسامات، كان يريدها بيضاء مشرقة…..لم يكن هذا مجرد عمل بالنسبة له.. ريان كان شغوفا بعد تخرجه حديثا من كلية جراحة الاسنان، بل كان جد سعيد بالانتقال للعيش بباريس والعمل بين أقرانه !!

 

ريان كان شابا، ابنا، حفيدا، أخا، قريبا، وصديقا…..منذ صغره عرف تقبل حب وحنان أهله، ….

منذ خمسة عشر يوما، تصيدته مجموعة من الأفراد المجهولين، طعنوه وتركوه جثة على الرصيف غارقا في دمائه تحت لوحة شارع المساواة 

rue de l’Egalité

نزف دم ريان كاملا حتى الموت !! أمام رعب ابني خالته وعجزهما عن مساعدته بالرغم من محاولاتهما انقاذه واتصالهما بمصالح النجدة !!….

الطعنة الموجهة لريان لم تكن قصد إخافته أو ترهيبه، طعنة ريان كانت موجهة لتصفيته جسديا آنيا و نهائيا، دون مجال لاي ريب أو شك !!

ريان خسارة فادحة لا تعوض لأهله ،و أصدقائه، ومرضاه ومجموع زملائه الذين يفقدون جراحًا متفوقا وشابًا طموحًا، متحمسًا.

خسارة فادحة للحياة، لحياة العائلة الكبيرة التي كان يُجّملها بإيجابية وطيبته وتفانيه في إسعاد من حوله و الإحساس بحاجياتهم والقيام بها ..

 

!! أُغتيل الدكتور ريان لموشي بدم بارد دون أاي سبب أو ذريعة….

الألم قاتل، قاتل كلمة أقل بكثير أو أضعف مما نشعر به اليوم، عائلته سقطت في هاوية من الأحزان لا نهاية لها ، لا حد لها و لا عد !!

ريان سيعيش في قلوبنا، رغم الداء و الأعداء .. كلماته، ضحكاته، ابتساماته، حنانه الجارف سينير حياتنا بالرغم من الغياب الثقيل القاسي، لن ننساه ابدا…..

جريمة ريان لا بد لها من قصاص عادل و عاجل ، لكي لا تدحره جرافة النسيان ، المعروفة في الغرب، لما يكون الضحية من المهاحرين ، أو أبن المهاجرين ... لا بد من القصاص حتى لا يُتَخَطَف من بيوتكم "ريان" آخر ويُقتلع من حنانكم وحبكم كما أُقتُلِع "رياننا" منا !!

 

بشراك سيدتي ...أم ، لا كالأمهات !!

 

يا لهول الخطب و عظم الفجيعة للأم خاصة و للمرأة عامة !!

من هنا أقترب من مصرح الجريمة ، وجاء دوري لأقول كلمة، تعثر لساني وبح صوتي أنا أيضا، و من باب مكرها أخاك لا بطل،  أستعير هنا كلمات لأفسح المجال، لغيري من أصحاب البلاغة و الميزان البيان ليقول لكل أم مكلومة، و أم ضاع جزء منها، شتات بل كل من بعضها !!

 

أعلم – أيتها  الأم الصابرة – أن حروفي وكلماتي بل وحتى مداد الأدباء ومحترفي صناعة الحرف

لا يمكن أن تعبّر عن ما يعتلج في صدرك المفجوع بفقد حبيب أو حبيبة من فلذات كبدك وبعض من لحمك ودمك 

كيف أستطيع سبر أغوار النفس المتجذر فيها حب الولد والمتدفق مع كل وريد وشريان حتى فاق حب (الذات) ؟ 

وكيف أصف لوعة الفراق بعد هذا الحب الكبير ثم الفقد المروع والانتزاع الحارق لجزء من الكيان ؟

 

إنّ في داخل قلبك جرح غائر ينزف دماً ودموعاً وهموماً لو عرضت على جبل أشم لهدت أركانه، ولو عرضت على الأيام لصرنا ليلي !!

 

وكم هي مؤلمة نظراتك إلى أطراف المكان حواليك في شارع المساواة أو أي مساولة !! وأنتِ تشعرين أنه أصبح موحشاً مخيفاً

 

بل هو الأخر يسأل عن فقيدك ويشاركك اللوعة لفراقه

والشوق على عبثه وصراخه وتمرده ورائحته وظلاله 

لقد تحولت متع الحياة عندك إلى غصص ومرار

فلم يعد لذيذ الطعام يهناكِ ولولا خشية الانهيار لم تتذوقيه 

وأصبح الليل وراحة النوم كابوساً مزعجاً يجلب لكِ مزيداً من تذكر الحبيب والتوجد على المفقود

 

لكن – أيتها السيدة المؤمنة – ما يجلب السلوى ويخفف المصاب ويرقق الألم هو ما في قلبك من إيمان عظيم 

ونور مضيء وتعلق بالله العلي العظيم مقدّر الأقدار ومسبب الأسباب والفعال لما يريد

 

والذي وعد عباده الصابرين المحتسبين بالدرجات العلى والمنازل الكريمة واللقاء الذي لا فراق بعده (في مقعد صدق عند مليك مقتدر) وجنة عرضها السموات والأرض أعدت للمتقين!!

 

فلأجل هذا الوعد الحق والقول الصادق وحتى تستمر قافلة الحياة في المسير 

داري قلبكِ الحزين وعينيك الذابلتين و أعيدي إليهما البهجة والسرور

وتناسي قدر المستطاع داهية الخطب فالنسيان لمثلها نعمة وفرجا و دواء !!

 

واستلهمي سير الأنبياء وعباد الله الصالحين الاتقياء الأنقياء وصبرهم ورضاهم عن مولاهم في كل حال و على كل حال !! عسى أن يتجدد الرضى في فؤادكِ ...و يعود الهناء إلى حياتكِ

 

عظم الله لكِ الأجر وحباكِ بالسلوى وجمّلكِ بالسكينة وأفاض عليكِ من رحمته ورضوانه حتى تكوني من السعداء الأوفياء لرب السموات و الاراضين العلى، و الله يقول الحق و هو يهدي السبيل ...

 

Intervention de Mme Lemmouchi ( Oum Rayane ) : Extraits

Mesdames Messieurs, frères et sœurs , …

Vous avez emprunté ce jour le même trajet que Rayane et ses deux jeunes cousins il y a 15 jours.

Un samedi 20 mai qui s’annonçait paisible, qui aurait pu se prolonger en un week-end de détente, repos, et repas en famille. Après une semaine de travail acharné debout à soigner des patients, les réconforter, les soulager ; à les embellir... Car Rayane était particulièrement heureux de rendre le sourire d’un blanc éclatant à ses patients... Ce n’était pas pour lui un travail, c’était une passion. Fraichement diplômé en chirurgie dentaire, il était particulièrement heureux d’emménager sur Paris et de travailler parmi vous.

Rayane était un jeune homme, un fils, un petit fils, un frère, un neveu, un cousin, un oncle, un ami qui depuis son plus jeune âge a su accepter l’offre d’amour, s’en imprégner pour le ressortir volontiers, le redistribuer sous forme de sourires, de chaleur, d’aide, d’empathie, de gratitude sans calculs sans jugement.

Il y a 15 jours un groupe d’individus l’ont désigné comme une proie, l’ont encerclé pour empêcher toute tentative de fuite et sans dire le moindre mot, l’ont poignardé et l’ont laissé là au pied de la plaque de la rue de l’égalité.

Si seulement ils lui avaient laissé une chance de s’exprimer, d’échanger, Rayane aurait pu établir un lien et peut être évité ce drame car il avait le tact, les mots, la gentillesse et à défaut de l’aimer ils auraient peut-être vu en lui la générosité, la beauté, l’humanité à préserver.

Au pied de la plaque (Rue de l’égalité), Rayane s’est rapidement vidé de son sang sous les yeux de ses jeunes cousins effrayés, impuissants qui ont quand même essayer de le sauver, d’alerter les secours, mais le coup porté à Rayane n’a pas été donné pour le blesser, le coup a été donné pour le tuer...

Rayane est une perte immense pour sa famille, ses amis, ses patients... La corporation des chirurgiens-dentistes qui perd un élément jeune, dynamique, heureux de travailler. Une perte pour la vie, pour nos vies qu’il enjolivait par sa positivité, sa détermination à vivre chaque instant heureux et efficace.

Rayane est tombé à cet endroit, prétendue rue de l’égalité.

 Pour tous ceux qui l’ont aimé, qui ont été touchés par sa mort, désormais c’est la rue où le docteur Rayane Lemmouchi a été assassiné de sang-froid sans aucune revendication, ou motif déclaré.

La douleur est immense, le mot immense reste en-deçà de ce que nous éprouvons aujourd’hui. Sa famille est plongée dans un gouffre de tristesse sans fin.

Rayane continuera à vivre dans nos cœurs. Ses mots, ses rires, ses sourires continueront à éclairer nos vies malgré la lourde absence, il ne tombera jamais dans l’oubli, son assassinat doit être élucidé afin que d’autres « Rayane », vos « Rayane » que vous chérissez aujourd’hui chez vous ne vous soient pas arrachés sauvagement comme le nôtre.

Nous remercions toute personne ayant fait le déplacement physique ou par la pensée ou par les messages de soutien. Merci à toute personne ayant dénoncé ce crime atroce et gratuit.

Merci à vous tous, qui êtes venus pour refuser cette injustice.

 Dr Kheira Laouar Lemmouchi.

Marche blanche, Les Lilas, Seine-Saint-Denis/ Paris : Juin 2023

 
 
 

 
 
 
 
 
 
 
 
 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services