الكاتبة خولة لدرع

ملاك طفلة فقيرة تقطن مع عائلتها في بيت قصديري صغير يكاد يحميهم من برد الشتاء وحر الصيف.

كانت ملاك تحب العلم والمدرسة وتتكبد يوميا مسافة طويلة لتصل الى مدرستها وهذا ما جعلها لا تقبل إلا ان تكون المتفوقة الأولى والحصول على نتائج ممتازة.

ونظرا للباسها القديم ومظهرها المتواضع بسبب الفقر والحاجة، كان  بعض زملائها يسخرون منها ويتنمرون عليها واصفين إياها بالفقيرة، فكانت تجلس وحيدة في وقت الإستراحة لانها لم تكن تملك ما تشتري به لمجة أو بعض الحلوى لتغري بها زميلاتها...

تأثرت ملاك بكلام  الزملاء وتدهورت حالتها النفسية، لكنها كانت تصر على الدراسة رغم الظروف وتصر كذلك على النجاح والتفوق واستطاعت أن تنهي المرحلة الإبتدائية وهي تتصدر قائمة الناجحين..

 واصلت مشوارها الدراسي وفي كل مرحلة تحقق النجاح الباهروتسعد عائلتها، لتحقق حلمها بان تكون المتفوقة الاولى في شهادة البكالوريا وكان لها ذلك بفضل اجتهادها وعملها المتواصل..

اختارت تخصص له علاقة بالتكنولوجيا فصارت بارعة في الجامعة مما أهلها لتعمل في إحدى الشركات الكبرى وهي لاتزال طالبة..

وبعد سنوات قليلة تخرجت بأعلى الشهادات متفوقة على الكثير ممن كانت ظروفهم مساعدة للنجاح، وأسست شركة صغيرة مستفيدة من خبرتها العملية، وهاهي اليوم تملك العلم والمال وتساعد الفقراء وتقدم إعانات للتلاميذ لتحثهم على أهمية العلم والدراسة، واستطاعت ان تجعل عائلتها تعيش في أحسن الظروف، وتقدم نصيحة مفادها "أن من يريد النجاح لا يتحجج بالظروف ، فالإرادة تصنع المعجزات  والنجاح لا يأتي إلا بالعمل والإجتهاد...