251
0
ملتقى صناع المحتوى الهادف.... رسالة اصلاح وارتقاء بالوعي المجتمعي
اوضح رئيس جمعية العلماء المسلمين، بيرم عبد المجيد، في ملتقى صناع المحتوى الهادف، أن رفع منسوب الوعي في المجتمع كمشروع إصلاحي تربوي، يقع تحت مسؤولية شباب اليوم من خلال صناعة محتوى توعوي راقي يساهم في حماية المقومات المجتمعية العقائدية والثقافية بالموازاة مع تضييق رقعة الضرر المجتمعي بحد ذاته.
شيماءمنصور بوناب
وبمناسبة احياء الطبعة الثالثة للملتقى، أكد بيرم أن الملتقى يعد مبادرة قيمة من ناحية الرسالة الهادفة والأصيلة التي اجتمع فيها كوكبة من المؤثرين من شباب اليوم لمعالجة قضية كبيرة ثقلها ثقل القضايا العالمية، وتخص القضية الوطنية الجزائرية الثورية والقضية الفلسطينية من جانب الاقتداء والمرافعة والدعم.
ومن قاعة الأطلس-باب الوادي- أين اجتمع صناع المحتوى الراقي، أشار بيرم ، أن المحتوى الهادف الذي يسعى من خلاله المؤثرين الشباب لطرح القضايا الاجتماعية التي تخدم الصالح العام هو رؤية نوعية تعكس مدى مسؤوليتهم تجاه وطنهم و كذا تجاه اقرانهم، لأن التأثير العميق، يأخذ شكلا متبادلا متفاعلا بين الشباب في حلقة متكاملة.
منوها بان المعركة الثقافية اليوم لها دور في ابراز مسؤولية الشباب الواعي في ارساء معالم الإيجابية بين النشء الجديد وكذا في مجابهة هجمات الإحباط الذي يعاني منها الشباب وذلك من خلال خطاب الأمل و المصداقية التربوية التثقيفية التي تعزز الثقة فيهم كرواد فضيلة قيمية تساهم في بناء منظومة اجتماعية راقية.
من جهته افاد عز الدين الرنتيسي ممثل جبهة الرباط، أنه كان لمعركة الطوفان في عامها الثاني اوجه متعددة، أهمها ما تعلق بالإعلام والسردية الفلسطينية في ظل الهجمات الصهيونية المشوهة للحقائق.
مستطردا أهم ما حققه طوفان الأقصى في حرب السرديات من خلال هدم نظام الإنذار المسبق للكيان مع نقل المعركة لأرض العدو في إطار ردع هجماته التي تفرض ابراز صورة التضحيات والجهاد في حرب الابادة .
وتزامنا واحياء الذكرى السبعون لإندلاع الثورة التحريرية، اوضح ذات المتحدث، أن لقاء صناع المحتوى تزامن مع ذكرى تضحيات الشباب الذين اشعلوا فتيل الثورة التحريرية من رحم المعاناة والاضطهاد الذي حرمهم من ابسط حقوقهم؛ حيث ينعم شباب اليوم بكل امن وحرية، في حين نشأت ثورة متعلقة بمواقع التواصل الاجتماعي و الرقمنة، تحت مفهوم" الصراع الفكري".
من هذا المنطلق، تحدث عن أوجه الشبه بين نضال شباب اليوم والامس، والذي يظهر جليا في الشعور بالواجب تجاه حقهم و تجاه وطنهم، خاصة وان مجابهة ثورة فكرية يفرض مستوى كبير من الوعي و الفطنة العلمية و العقائدية.
ضبط بوصلة التربية السليمة بالثوابت والمتغيرات
وفي سياق عرض تجارب صناع المحتوى الهادف من جانب السيكولوجية النفسية، ركز الأستاذ سمير دهريب مستشار تربوي، على دور التربية الاسرية في غرس القضية الفلسطينية في الطفل، بداية من معرفة الغاية والهدف الذي تقوم عليه التربية، بالاستناد على الأسرة الفلسطينة كأنموذج حي يقتدى به.
مؤكدا أن صمودها ويقصد الاسرة الغزوية بالتحديد، راجع للتكوين الاسري السليم الذي يفرض اليوم دراسته اكاديميا وتربويا، في مقاربة متماثلة مع اساس التكوين التربوي للأسرة الجزائرية ابان الثورة التحريرية، والتي يظهر من خلالهما أن التربية الصحيحة تراعي الواقع الذي يعيش فيه الفرد بالاعتماد بالدرجة الأولى على السيرة النبوية.
وهو ما ثمنه نور الدين بكيس مختص في علم الإجتماع حين قال أن" الشباب منتوج اجتماعي ينشأ حسب السياق العام لبيئته التي تعكس حقيقة أن الألم و الضغط هي العامل الرئيسي الذي يبني الذات دون احتساب السن الذي يبقى مجرد رقم باعتبار أن المحن والسياقات العامة هي من تحدد السن".
تثمينا لذلك، كشف محمد عزروق صانع محتوى تربوي اجتماعي وعضو في لجنة الشباب و الطلبة، أن دور المؤثرين من اصحاب المحتوى الهادف يكمن في المناهضة من أجل القضاء على الحملات الزائفة الهادمة للقيم و العرف والتي يروج لها من قبل اشباه المؤثرين.
وتابع، ان الواقع اليوم يشهد مهزلة في التأثير بحكم أن صناع المحتوى التافه يحملون رسالة مادية الغاية منها تحصيل حاصل في عدد المشاهدات وارقام المتابعين، دون احتساب دورهم في الترويج للقضايا المهمة اجتماعيا والتي تخدم الصالح العام.
مؤكدا ان صناعة المحتوى الهادف تفرض تكثيف الجهود و الشعور بالمسؤولية تجاه ما نعيشه من هجمات وتهديدات تمس بالاخلاق والمبادئ التي يبنى عليها المجتمع الجزائري خاصة و العالم العربي والاسلامي عامة.
في الختام ، شدد زكرياء آغا صانع محتوى توعوي اجتماعي، أن التفاعل مع المحتوى الهادف كل من محله هو السبيل نحو بناء مجتمع واعي بمصيره وبقضايا امته، ناهيك عن معالجة المشاكل التي تهدد المنظومة الاجتماعية بناء على القدرات الخاصة دون احتساب عدد المشاهدات او الارقام الرقمية التي يعتمد عليها في قياس فعالية التأثير.