194
0
استحضار سيرة ومكارم أخلاق العلامة الشيخ عبد الرحمن الثعالبي
أكد البروفيسور عصام طوالبي الثعالبي، رئيس جمعية سيدي عبد الرحمن الثعالبي لترقية التراث، اليوم في الملتقى الوطني الموسوم ب" عبد الرحمان الثعالبي و مكارم الأخلاق"، أن الطبعة الثامنة للملتقى تزامنت وما نعيشه من ضعف في الوازع الديني و تدني المستوى الأخلاقي لجيل اليوم والذي أثر بشكل بالغ في نمط الحياة الاجتماعية والثقافية الفكرية للأمة العربية.
شيماء منصور بوناب
واوضح طوالبي بالمناسبة، أن اختيار موضوع الملتقى "مكارم الاخلاق " يحضى حسب أهل العلم بمكانة جوهرية في الرسالة المحمدية التي ترادفت فيها النصوص الشرعية الدالة على أهميتها، أهمها قول النبي : "ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق"، كذلك بالنسبة للأدب، أو مراقبة الحركات والسكنات في حضرة المولى جل وعلا، الذي يعتبر أكثر من مجرد قيم أخلاقية مرتبطة بعصر من العصور، بل أصل كل الأخلاق ومنبعها."
ومن دار السلام بقصبة الجزائر، أفاد ذات المتحدث في مداخلته أن العلامة الجزائري الشيخ عبد الرحمن الثعالبي خصص جل مؤلفاته لخدمة موضوع الأدب والأخلاق، على غرار كتاب "النصائح"، و"إرشاء السالم"، و"المختار من الجوامع"، و"الأربعين حديثا في الوعظ"، دون أن ننسى كتابه النفيس "الجواهر الحسان في تفسير القرآن الذي تعرض في أكثر من موضع لملف الأدب والأخلاق.
وبالعودة لنشاط الجمعية، ركّز طوالبي ،انها تسعى لخدمة اعلام الفكر والفقه في ملتقياتها السنوية بما فيها الشيخ الثعالبي الذي تشهد سيرته ومسيرته العلمية محطات كبيرة من شانها احداث فوارق واضحة في حياة البشرية خاصة وانها تسلط الضوء على عدة محاور، على غرار مجالات التفسير وعلوم الحديث والتصوف....
مؤكدا على اهمية توثيق الاعمال و المؤلفات القيمة للعلامة الراحل ، مع مضاعفة الجهود العلمية للمحافظة عليها وجمعها خاصة وان ما تم طبعه منها لم يتعد 15مؤلف رغم ان ما كتبه طوال مسيرته تعدى التسعين كتاب تقريبا، وهو الامر الذي يفرض المباشرة في طبع ما تبقى من مؤلفات ونشرها وكذا محاولة اسقاط مبادئها في حياتنا اليومية وبالضبط عند شباب اليوم.
من جانبه ، أشار أحمد قريق أحسين، دكتور في علم الفلك، أن استحضار الأعمال الخاصة بسيدي عبد الرحمان من مختلف الثنايا و الزوايا و بمقاربات جديدة اصبح امرا ملزما، لأن واقع الادب و الأخلاق اليوم تغير كثيرا، بتغير العالم جذريا بعد ازمة كوفيد التي تسببت في انهيار المنظومة الاخلاقية بعد تسببها في انهيار شبه تام لمنظونة الصحة .
وتابع موضحا ان المحافظة على شخصيتنا يفرض استحضار اعلام الفكر للاستدلال بتجربتهم واستقاء القيم والمبادئ التي تعزز مسار الحفاظ على مقومات الهوية و الثقافة والوجدان الحقيقي الذي يبني النفس الطيبة داخل الانسان.
وبخصوص جائزة الجمعية التي تسلم سنويا لصاحب ارقى بحث يتناول سيرة العلامة الثعالبي، نوه طوالبي بانها اليوم في الطبعة الثامنة جاءت نصيب الدكتور اودني بلال تثمينا وعرفانا لجهوده العلمية والفكرية التي سطرت بالبند العريض على اهم النقاط والمحاور التي عايشها وقدمها العلامة الثعالبي.
