1067

0

ملحمة الحياة والموت في سجون الاحتلال

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم  عيسى قرقع

 

أن تكتب عن جثث متحركة ومحطمة وتعيش في وسطهم أربع سنوات وأكثر، تراقب موتهم البطيء وحياتهم المهدورة، أن تسمع أوجاعهم وصرخاتهم وأحلامهم المكسورة، أن ترى الموت وتلمسه وتحاول أن تصده بيديك وبقلبك وبدعائك، تارة تهزمه وتارة يهزمك، أن لا تجد نافذة تطل عليك، فوقك تراب وتحتك تراب، الصمت سيدك الوحيد في هذه المقبرة التي تسمى عيادة مستشفى الرملة، كل هذا وأكثر عاشه الأسير الفلسطيني راتب حريبات ابن دورا الخليل والمحكوم 22 عاماً، كيف استطاع ذلك؟ وأي قوة إنسانية أعطته القدرة أن يكون هناك؟ أسيراً وطبيباً ومرشداً وشاهداً ومعالجاً ومقاتلاً ويجمع كل هذه الصفات في مسيرة الصراع المستمر بين الموت والحياة. في ذلك المسلخ، جيتو عيادة الرملة المكان الذي يتجمع فيه الأسرى المرضى من ذوي الحالات الخطيرة والصعبة، كتب الأسير راتب حريبات تجربته الأسطورية التي تشبه المعجزة في إصداره الجديد بعنوان لماذا لا أرى الأبيض؟ وكيف يرى الأبيض وكل شيء مغلق ومعتم، الأطباء والممرضون لا يلبسون الأبيض ككل أطباء العالم، حتى الأجهزة الطبية والأدوات لونها أسود. كل شيء قاتم في ذلك المسلخ الذي خرج منه عشرات الأسرى شهداء ومقتولين داخل أكياس سوداء، لا أبيض في قلوب الممرضين والأطباء الذين يمارسون دور السجان، لباسهم عسكري، لغتهم حربية، أدواتهم وأدويتهم إما أن تكون مسكنات ومخدرات للجسد المنهك أو لإجراء التجارب الطبية، إنهم حراس جهنم، هم أنفسهم الذين يقيدون الأسير المريض، وهم أنفسهم الذين يغلقون عليه الأبواب، وهم أنفسهم الذين يشاركون محاكم الاحتلال برفض الإفراجات المبكرة عن الأسرى المرضى لأسباب صحية، وهم أنفسهم الذين يشاركون في تعذيب الأسرى نفسياً وجسدياً من خلال الاستهتار بتقديم العلاجات اللازمة لهم، هم أنفسهم الذين ينتهكون علناً كل المواثيق الطبية والأخلاقية والقانونية ويأخذون أوامرهم من جهاز المخابرات الإسرائيلي. لم ير راتب حريبات الأبيض في سلوك ومعاملة هؤلاء الأطباء الذين يصمتون عن الجرائم الطبية المنظمة، شركاء في ارتكابها، شركاء في العديد من الأخطاء الطبية المقصودة، شركاء بالسماح بنقل الأسرى المرضى في ما يسمى سيارة البوسطة الحديدية المغلقة وما تسببه من معاناة جسدية ونفسية للأسير المريض، شركاء في رفض الإفراج عن الأسرى المرضى وحتى عن جثثهم المحجوزة في الثلاثجات الباردة، وقد احتمل راتب حريبات هذا الوضع وهو يرى الموت يمشي بلا أقدام كما يقول، يرى السرطان ينهش أجساد زملائه شيئاً فشيئاً، يسمع وصاياهم وهلوساتهم وارتعاشات أجسادهم ليل نهار، ساهراً فوق رؤوسهم، يعطيهم الأمل ، يبكي معهم، يضحك معهم، يسرد لهم الحكايات، يأخذهم إلى عالم الأمنيات، يخرجهم نفسياً من شقوق الجدران إلى عالم الفضاء الواسع، يسرد القصص للأطفال المرضى، للجرحى والمصابين، يعطيهم الأدوية، يمسح دماءهم ويعالجهم، وكان عليه أن يكون الأسير والطبيب والمعالج نفسياً في آن واحد، وهو يقول لم أر أحداً يأتي إلى هذا المسلخ، لا لجان أممية ولا لجان تحقيق ولا حتى مؤسسات صحية عالمية، ففي عيادة الرملة العلاجات التي تقدم هي في نطاق التجريب السريري، الحد الأدنى المطلوب من الطبابة والدواء التي تحافظ على الهيكل فارغاً، فتسلب الجسد عافيته وتدمر النفس والروح. الأسير راتب حريبات في وسط المعاقين والمشلولين والمبتورة أطرافهم، ولم تعد أمنية الأسير المعاق والمصاب منصور موقدة هي الإفراج ونيل الحرية، أمنيته أن يستطيع الذهاب إلى الحمام لقضاء حاجته، ويسمع راتب حديث تلك الهياكل العظمية بأنها تتمنى بعد الموت أن لا تحتجز في الثلاجات ومقابر الأرقام، إلى هذا الحد وصلت كل الأماني التي تقلصت بتقلص وتلاشي الجسد وغياب العدالة الإنسانية. الأسير راتب شاهد بأم عينيه كيف بترت أجساد الأسرى قطعة قطعة وانتشرت الدماء وتعلو الصرخات كما حصل مع الأسير ناهض الأقرع مبتور القدمين، ومع الأسير الطفل جلال شراونة، وشاهد كيف جرت عملية نزع البراغي الحديدية من أقدام الأسير الجريح ممدوح عمرو دون تخديره وإعطائه البنج حتى فقد الوعي، فعلى أجساد هؤلاء تجري مجزرة وتجارب جراحية وبأساليب متعددة، والأوجاع والآلام التي يحملها الأسرى المرضى في ما يسمى عيادة الرملة لو وضعتها على جبل لن يتحملها هذا الجبل كما يقول راتب. لماذا لا أرى الأبيض؟ دولة فاشية عنصرية تشرع قوانين لإعدام الأسرى ومنع تقديم العلاجات لهم، فالأسير خالد الشاويش المصاب بالشلل عبارة عن كتلة بشرية كبيرة مجبولة على المعاناة والصبر، تترجم بصرخات يومية مفزعة في هذه المقصلة الطبية التي غاب منها اللون الأبيض، وتحولت الجدران والقلوب إلى لون الرماد، وقد تحول راتب في هذه الأجواء إلى الأب والأم والصديق والطبيب والمدافع عن حقهم بالعلاج، المشتبك يومياً مع إدارة السجن ومع الأطباء من أجل وقف هذا النزيف وهذه المقصلة التي تغتال الأسرى بلا رحمة. كتاب لماذا لا أرى الأبيض، يروي تفاصيل التفاصيل عن حياة المئات من الأسرى المرضى والشهداء والأحياء، هو ليس فقط وثيقة ومرافعة طبية حية تدين جرائم الاحتلال، وإنما هو صرخة فلسطينية وطنية إنسانية لوضع حد لهذه المأساة التي تجري هناك في المكان الأشد ظلمة، حيث يذبح مناضلونا ببطء على يد حكومة الاحتلال، تستأصل أرواحهم وتحطم أجسادهم في ظل الصمت المريب والعجز الدولي وغياب التدخل الفعلي لإنقاذ أسرانا المرضى، ومحاكمة هؤلاء المجرمون الذين حولوا السجون إلى مكان لزراعة الموت في أجساد الأسرى وإزهاق أرواحهم دون أي رادع أو سؤال. الأسير راتب حريبات هو حارس الحياة، بذل جهوداً عظيمة لحماية الأسرى نفسياً وجسدياً، ودافع عن حقوقهم بكل ما يملك، ولو ملكنا ما يملكه هذا الأسير من إرادة وانتماء وتقديس للقيمة الإنسانية لاستطعنا أن نرى الأبيض ويرى الأسرى المرضى فجر الحرية والشفاء ولا يظلوا رهينة تحت رحمة هؤلاء الطغاة، فالموت الحقيقي هو موت الثقافة والإرادة. لماذا لا أرى الأبيض؟ هو سؤال الشاعر محمود درويش:

 

ماذا جنينا نحن يا أماه

حتى نموت مرتين

فمرة نموت في الحياة

ومرة نموت عند الموت.

 

 

أم أيلول.. زنزانة وكرسي متحرك

 

 

 

 

 

 

 

تقرير:  عزيزة ظاهر

 

 لا يكترث الاحتلال كثيرا لأمر طفلة لم تتجاوز الخامسة من عمرها بعد، لا تنفك تسأل عن والدتها في كل لحظة، تناديها حتى في أحلامها، تشتاق لحضنها وحنانها، فلا أحد بإمكانه أن يملأ الفراغ الذي تركته الأم الأسيرة. الحديث هنا عن الطفلة "أيلول" التي فرقها الاحتلال قسرا عن والدتها فاطمة إسماعيل عبد الرحمن شاهين (33 عاما) من مخيم الدهيشة قرب بيت لحم. ففي السابع عشر من أبريل/ نيسان الماضي، اطلق قناص من جنود الاحتلال بدافع شهوة القتل اكثر من اربع رصاصات باتجاه فاطمة اخترقت بطنها وعمودها الفقري، بينما كانت تسير بالقرب من مفرق "غوش عتصيون"، واعتقلوها بتهمة محاولتها تنفيذ عملية طعن، وخضعت قرابة شهر للعلاج مكبلة اليدين والرجلين في مستشفى "شعاري تسديك" حيث خضعت لأكثر من عملية جراحية قبل نقلها لاحقا إلى ما يعرف بـ"عيادة سجن الرملة"، وهي مثقلة بالأوجاع، لا تستطيع المشي، فأصبحت حبيسة جدران الزنزانة وكرسيها المتحرك بعد ان أصيبت بالشلل النصفي، الأمر الوحيد الذي يهون عليها أوجاعها انها برفقة الأسيرة عطاف جرادات التي سخرت نفسها لمساعدتها والاعتناء بها. وتحتجر الأسيرة ومرافقتها في غرفة صغيرة الحجم ما يمنع تنقلهن بحرية داخلها، إضافة إلى التهوية السيئة جدا لعدم وجود شباك فيها، وفي الغرفة سرير واحد للأسيرة فاطمة، أما الأسيرة عطاف فتنام على كرسي مثل الذي يوضع بالمستشفيات للمرافقين الأمر الذي سبب لها آلاما حادة بالظهر والرقبة، ويأتي ذلك كله وسط اهمال طبي متعمد وتكتفي إدارة سجن الرملة الاحتلالية بإعطائها المسكنات فقط والتي لا تسمن ولا تغني من جوع ولم تعد تؤثر في تسكين آلامها المستمرة. حالة من القلق والخوف تعيشه عائلة الأسيرة فاطمة، إسماعيل شاهين. والد الأسيرة يوضح لـ"الحياة الجديدة" ان ابنته فاطمة تعاني الأمرين منذ اعتقالها، حيث إن عدم وضعها مع الأسيرات يزيد من صعوبة أيامها وتواجدها مع المعتقلات الجنائيات بين الحين والآخر يضاعف من ضغطها النفسي ومن خوفنا عليها.

ويتابع: منذ اعتقالها لم يسمح لنا بزيارتها إلا مرة واحدة قبل أيام، وبعد معاناة طويلة سمحوا لطفلتها أيلول بالدخول لرؤية أمها، لحظات عصيبة عشناها خلال دقائق الزيارة، لم نحتمل رؤية فاطمة على كرسي متحرك لا تقوى على الحركة والمشي، وهي تئن خلال الحديث معنا من شدة الوجع، لم تحتمل أمها ذلك وانهرنا جميعا بالبكاء. وناشد شاهين مؤسسة الصليب الأحمر ومؤسسات الأسرى وحقوق الانسان والجهات الحقوقية والإنسانية، بالوقوف عند مسؤوليتها والمسارعة في العمل على الإفراج الفوري عن ابنته ومتابعة ملفها الطبي.

 

 

 

تجسّد "ندى" المخيم

 

 

 

 

 

تقرير:  بشار دراغمة

 

يسابق الموت نفسه في نابلس، لا شيء أسرع من الرصاص الذي يخترق أجسادا لا زالت تردد "على هذه الأرض ما يستحق الحياة".

في لحظة يتحول الهدوء إلى كتلة نار ملتهبة، يلقي بها المحتل على مخيم ما زال ساكنوه يعانون من احتلال أرضهم، دون أن يمنحهم اللجوء أمنا من خوف. كانت الأمور تبدو اعتيادة صباح أمس الأربعاء قبل أن تقتحم قوة خاصة مخيم عين بيت الماء غربي نابلس.

شبان يتناولون كأسا من الشاي، يتحدثون عن أحوال البلاد والعباد، فجأة تقتحم قوة خاصة المخيم، تتلوها عشرات الآليات العسكرية.

تقول تلك التي وقفت مذهولة على عتبات منزلها: "وصلت قوة خاصة بسيارة خضراء اللون نزل منها ثلاثة أو أربعة أشخاص، وبعدها مباشرة وصلت جيبات جيش الاحتلال".وتضيف: "كان شبان يشربون الشاي هربوا من المكان، وحاول أحدهم الإطلال برأسه لكن قناص إسرائيلي أطلق النار عليه وأصابه".لم تفلح صرخات النساء في فعل شيء، ظل الدم ينزف دون أن يتمكن الإسعاف من الوصول إلى المصاب محمد عبد الحكيم ندى، الذي نقل حسب شهود عيان متأخرا إلى مستشفى النجاح. في قسم الطوارئ يحاول الأطباء انعاش قلب يقترب أكثر من الموت، تبذل الجهود الحثيثة التي لم تفلح في النهاية بإنقاذ "ندى مخيم العين" لتعلن وزارة الصحة لاحقا استشهاده متأثرا بإصابته بالرصاص الحي بالصدر. وكأن الشهداء يعرفون طريقهم، فيخطون عبارات الوداع مسبقا، ومنهم محمد ندى الذي كتب على جدار "فيسبوك": "اللهم ارحمني إذا حان أجلي، واغفر لي إذا اقترب يومي، ولا تخرجني من الدنيا إلا وأنت راض عني".

هيام شرف زوجة الشهيد حمدي شرف الذي ارتقى برصاص الاحتلال قبل تسعة أشهر، تنعى الشهيد الجديد في نابلس لتؤكد خصالا مميزة لمحمد ندى، فكان أول من هب لاعادة افتتاح صالون الأغا الخاص بزوجها حمدي الذي كان يعمل حلاقا في نابلس. تكتب هيام على "فيسبوك": "ولا أصعب من هيك خبر لا حول ولا قوة الا بالله، الله يرحم روحك يارب.. لحقت حمدي، الشهيد محمد ندى أول شب اشتغل بالصالون مكان حمدي".يسير موكب التشييع في نابلس عارفا طريقه، بعد 24 ساعة على ارتقاء ثلاثة شبان لم يتمكن أهالي المدينة من تشييعهم بعد ان احتجز الاحتلال جثامينهم. يردد المشاركون عبارات الغضب ويدعون لوحدة وطنية قادرة على مواجهة كل هذا الاجرام الاحتلالي الذي يتزايد يوما بعد آخر. يوارى جثمان محمد ندى التراب، بينما تظل أبواب مقابر نابلس مفتوحة، فلا يعرف أهالي المدينة لمن سيكون التشييع التالي. صدحت سماعات المساجد في نعيها المعهود، معلنة شهيدا جديدا في نابلس، بينما ردت المدينة على نفسها ذات ثوب الحزن وأغلقت محال تجارية أبوابها.

 

 

 

 

سادية القتل الاحتلالي تخنق نابلس

 

 

 

 

 

 

 

تقرير:  بشار دراغمة

 

لم يكن يوما عاديا في حي الطور بمدينة نابلس، كان يوما من القتل وتوثيق إعدام جديد يرتكبه الاحتلال بحق المواطنين. كان يوما شهد على جريمة جديدة أشهر بالدم مصير ثلاثة شبان لم يعرفوا ذنبهم سوى أنهم عاشوا في أرض تحتلها قوات لا تعرف الرحمة ولا الإنسانية، ليتلذذ جنود الاحتلال في ممارسة شهوة القتل، مسجلين رقما قياسيا في مستوى السادية وإراقة الدم والإعدام. ثلاثة شبان أعدمهم جيش الاحتلال بدم بارد في حي الطور بمدينة نابلس صباح أمس، وفق روايات شهود عيان، أكدوا أن الجنود كانوا يطلقون النار باتجاه سيارة تواجد فيها الشبان بشكل كثيف وبقصد قتلهم. وقال شاهد عيان: "إن شابا كان خارج السيارة وأطلق جنود الاحتلال نحو بشكل مباشر، وبعد أن أصابوه اقتربوا أكثر من السيارة وشرعوا في قتل من فيها".ويؤكد أن الاحتلال لم يشأ بأي حال اعتقال الشبان الثلاثة وإنما أراد قتلهم مع سبق الإصرار. وأضاف: "لو أراد الاحتلال اعتقالهم لفعل ذلك بسهولة، كنت أراقب المشهد من منزلي وشاهدت إصرار الجنود على تنفيذ جريمة إعدام".وكانت وزارة الصحة أعلنت أنها تبلغت من هيئة الشؤون المدنية باستشهاد الشبان الثلاثة: نور الدين تيسير العارضة (32 عاما)، والشهيد منتصر بهجت علي سلامة (33 عاما)، والشهيد سعد ماهر الخراز (43 عاما). وقال ماهر الخراز، والد سعد الذي تعرض للاعتقال مرات عديدة لدى الاحتلال هو ونجله: "لا نتوقع من الاحتلال إلا الجرائم والقتل بحق أبناء شعبنا"، مؤكدا أن كل فلسطيني مشروع شهادة في زمن احتلال يتلذذ بقتل وتعذيب الفلسطيني أينما وجد".لم تكتف قوات الاحتلال بجريمة الإعدام بل أصرت على منع الإسعاف الفلسطيني الذين تواجد في المكان من الاقتراب وفقا لما أكده أحمد جبريل مدير الإسعاف والطوارئ في الهلال الأحمر الفلسطيني. وأوضح جبريل أن سيارات الإسعاف الفلسطينية منعت تماما من الوصول للمصابين بعد إطلاق النار عليهم. واحتجزت سلطات الاحتلال جثامين الشهداء الثلاثة ونقلتها في سيارات إسعاف إسرائيلية بعد التأكد من استشهادهم ودون أي محاولات لإنقاذهم. ووفقا لرواية مواطنين راقبوا الإعدام من بيوتهم، فان الاحتلال انتظر أكثر من ساعتين لنقل الجثامين وهو ما يؤشر على إصراره على موتهم وعدم اتاحة أي فرصة لتقديم الإسعاف لهم. وعاشت نابلس أمس يوما جديدا من الحزن، وصدحت مآذن مساجدها بنعي الشهداء فيما أغلقت محال تجارية أبوابها بعد إعلان الحداد الشامل على أرواح شهداء "جبل النار".

 

 

أبـطـال غـيـبتهم القضـبان المناضل الكبير الأسير هيثم جمال علي جابر

(1974م - 2023م)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

بقلم:- سامي إبراهيم فودة

 

في حضرة القامات الشامخة جنرالات الصبر والصمود القابضين على الجمر والمتخندقه في قلاعها كالطود الشامخ, إنهم أسرانا البواسل الأبطال وأسيراتنا الماجدات القابعين في غياهب السجون وخلف زنازين الاحتلال الغاشم تنحني الهامات والرؤوس إجلالاً وإكباراً أمام عظمة صمودهم وتحمر الورود خجلاً من عظمة تضحياتهم, إخوتي الأماجد أخواتي الماجدات رفاق دربي الصامدين الصابرين الثابتين المتمرسين في قلاع الأسر, أعزائي القراء أحبتي الأفاضل فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على رجال أشداء صابرين على الشدائد والبلاء, رسموا بأوجاعهم ومعاناتهم وآلامهم طريق المجد والحرية واقفين وقوف أشجار الزيتون, شامخين شموخ جبال فلسطين, صابرين صبر سيدنا أيوب في سجنهم, فمهما غيبتهم غياهب سجون الاحتلال الصهيوني وظلمة الزنازين عن عيوننا, فلن تغيب أرواحهم الطاهرة التي تسكن أرواحنا فهم حاضرون بأفئدتنا وأبصارنا وعقولنا وفي مجري الدم في عروقنا مهما طال الزمن أم قصر, عندما نستحضر صور هؤلاء الأبطال البواسل جنرالات الصبر والصمود ونستذكر أسمائهم المنقوشة في قلوبنا والراسخة في عقولنا ووجداننا لا نستطيع إلا أن نقف إجلالاً وإكباراً لهؤلاء الابطال الذين ضحوا بأجمل سنين عمرهم ليعيش أفراد شعبهم كباقي شعوب الأرض في عزة وحرية وكرامة, فأسرانا تاج الفَخَار وفخَر الأمة هم من قهروا الاحتلال الصهيوني بصمودهم وثباتهم, وأمام عظمة تضحياتهم لا يمكن لأي كلام مهما عظم شأنه أن يوافيهم ولو جزء بسيط مما عانوه, فمن حقهم علينا أن نستذكرهم ونذكر تضحياتهم وأسيرنا هيثم جابر ابن (48 عاما وسبعة شهور و شهر و 15 يوم )والقابع حالياً في سجن النقب الصحراوي وقد أنـهـى 21 عامًا على التوالي في الأسـر ويدخل اليوم عامه الـ 22  في سـجـون الاحتلال الصهيوني.

- الأسير :- هيثم جمال علي جابر

- تاريخ الميلاد:- 10-12-1974م

- مكان الإقامة:- قرية حارس في الناحية الشمالية الشرقية من محافظة سلفيت،

- الحالة الاجتماعية:- أعزب

- العائلة الفاضلة: تتكون عائلة الأسير هيثم من والده ووالدته وله خمس اشقاء وشقيقتين

- المؤهل العلمي:-  تقلى الأسير هيثم تعليمه في مدرسة حارس الثانوية ، إلا أن الاحتلال اعتقله في منتصف دراسته للصف التاسع الثانوي وأكمل تعليمه وحصل على الثانوية العامة داخل سجون الاحتلال،ثم التحق بجامعة النجاح الوطنية في عام 1999م، ودرس الصحافة والإعلام، لكن الاعتقال منعه من إكمال عامه الدراسي الأخير، وأتمه داخل سجون الاحتلال، ثم التحق أثناء اعتقاله بجامعة الأقصى بغزة، وحصل على البكالوريوس في التاريخ، يتقن اللغة العبرية، ومختص في الشؤون الصهيونية.

يعد الأسير الصحافي من الأسرى المهتمين بالقراءة والكتابة، فأصدر العديد من المؤلفات، من أهمها ديوانه الشعري " زفرات في الحب والحرب " و رواية "الشهيدة" و" العرس الأبيض" و"الأسير 1578", أصدر العديد من المقالات المنشورة في جريدة القدس والصحيفة الجزائرية.

- تاريخ الاعتقال:- الثلاثاء 23 يوليو 2002

- مكان الاعتقال:- سجن النقب الصحراوي

- الحالة القانونية:- السجن (28 عاماً)

- التهمة الموجه إليه:- اتهمه الاحتلال بالضلوع في التنفيذ والتخطيط لعدد من العمليات التي أوقعت خسائر بشرية في صفوف الاحتلال، إضافة إلى انتمائه ونشاطه في سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي.

- مرحلة اعتقال الأسير:- هيثم جابر

اعتقل بتاريخ 17 /3 /1991، واقتاده إلى التحقيق، وحكمت المحكمة العسكرية آنذاك عليه بالسجن لمدة عامين ونصف بتهمة إلقاء الزجاجات الحارقة صوب الأليات العسكرية الإسرائيلية. أُفرج عن الأسير جابر من اعتقاله الأول  بتاريخ 7/9/1993، وعلى الرغم من ذلك إلا أن الاحتلال عاود اعتقاله مرة أخرى بتاريخ 20/2/1995 بتهمة محاولة تنفيذ عمليات ضد أهداف إسرائيلية، ليصدر عليه حكم  بالسجن لمدة 4 سنوات ونصف، وبعد قضاء محكوميته، تنسم الحرية بتاريخ 10/6/1999,ونجا من عدة محاولات لاغتياله عام 2001م، على يد قوات الاحتلال، أثناء فترة مطاردته وملاحقته بتهمة المشاركة في مقاومته العدو، والتخطيط لتنفيذ عمليات استشهادية، والمشاركة في عمليات إطلاق النار.

اعتقل للمرة الثالثة في 23-7-2002م، اقتحمت قوة خاصة مخبأه في  مخيم عسكر شرق مدينة نابلس، و اقتادته إلى التحقيق، ومن ثم إلى السجن بعد أن عرضت عليه اعترافات موجهة ضده،  لتصدر محكمة الاحتلال بعد عامين من سجنه، قرارا رادعا، فحكم عليه بالسجن لمدة 28 سنةعلى خلفية تنفيذ عمليات نوعية ضد قوات الاحتلال، شارك بالعديد من الإضرابات التي خاضتها الحركة الاسيرة ضد سياسة إدارة السجون، وكذلك عمل في خدمة الأسرى، حيث يقدم العديد من الدورات مثل "الكتابة والقراءة في اللغة العبرية".

الحالة الصحية للأسير :- هيتم جابر

يعاني الأسير جابر من عدة أمراض أبرزها القرحة في المعدة وأمراض جلدية، مما يزيد من مفاقمة معاناته داخل السجن.

 

الحرية كل الحرية لأسرانا البواسل وأسيراتنا الماجدات- والشفاء العاجل للمرضى المصابين بأمراض مختلفة.

 

 

 

 

 

 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services