83

0

مقتطفات من الواقع.. تطوع مدعم بالشخشوخة والمحاجب؟ ..

بقلم: مسعود قادري

 في قرية من قرى ولاية سطيف وبالتحديد  في قرية الحمام  ببلدية الحامة، مررنا صدفة يوم عطلة بهدف زيارة الحمام المعدني للمنطقة، فوجدنا شباب القرية منهمكين في تنظيف الشارع الرئيسي للقرية قرب مدخل المحطة المعدني، وكان الوقت قريبا من منتصف النهار وإذا بالجيران يخرجون أطباقا من الشخشوخة التقليدية  بنوعيها " شخشوخة الكسرة  والبسكرية "  والمحاجب مع القهوة والشاي والمشروبات، تكريما للمتطوعين والمارة معا.

بهذا السلوك يكون للتطوع معنى لمساهمة الجميع فيه، كل حسب قدرته وطاقته وما ملك.. فحتى سيدات البيوت يساهمن  في العملية من خلال ما يحضرن للمتطوعين وما يقدمن من طعام حسب ما  توفر لهن " فالجود من الموجود "..

مثل هذه الأعمال تكون لها فوائد كثيرة لأنها تزرع في نفوس الأجيال ثقافة التضامن والتطوع والعمل الخيري، وتحافظ في نفس الوقت على جزء هام من ثقافتنا وتراثنا القائم على التماسك والتآخي والتواصل وإخراج الصدقات في كل المناسبات..

العاصمة تتزين  وبعض سكانها نائمون ..؟!

 المتنقل بين أحياء العاصمة يلاحظ الحركية والنشاط على مستوى الأحياء والشوارع الرئيسية خاصة لتزيين العاصمة وإعطائها المكانة التي تستحقها  بين العواصم العالمية، فعملية تبليط الأرصفة جارية على قدم وساق في العديد من البلديات بما فيها التي سبق لها التبليط  وغرس الأشجار في الممرات الفاصلة بين الأروقة وعلى جوانب الطرق  وكذا الإنارة العمومية التي تعرف هي الأخرى تحسنا وتنميقا ببعض الألوان المناسبة والمعبرة عن الألوان الوطنية  بالخصوص، تبقى المهمة الرئيسية التي ألح عليها دائما وهي اهتمام الوكالة الوطنية للطرق السريعة  بتحسين وإعادة تصليح الطرق الرئيسية،  التي تساهم في تنشيط الحركية الاقتصادية والاجتماعية  لأن تزيين العاصمة والمدن في غياب الشرايين الحقيقية للحركة لا معنى له، بل لا يقدم ولا يؤخر، خاصة إن كان  سكان الكثير من أحيائنا في العاصمة ومدننا الداخلية الصغيرة والكبيرة لا يعطون أية أهمية للبيئة عامة ونظافة  محيطهم الذي هو جزء من حياتهم اليومية ولا يقدرون  الجهود التي تبذلها المصالح العمومية لإعطاء صورة مضيئة عن مدننا، تعبر عن ثقافتنا وديننا الذي يحث على النظافة ويعتبرها جزءا مهما من شخصية المسلم المطالب بتحسين صورته وصوره محيطه أمام الناس.

ولنا في مدن الأندلس عبرة بما كانت تشتهر به من نمط حضاري متطورة جدا في هيكلتها وهندستها المعمارية ونظافة شوارعها وأبنيتها بدرجة لم تبلغها مدن غربية حتى الآن .. ولنعتبر بأمر مهم جدا وأساسي في ديننا وهو أن " إماطة الأذى عن الطريق من الإيمان .."

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2025.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services