احتضنت مكتبة دار الأنيس ببلدية عين (ولاية الجزائر ) يوم السبت 14 جوان 2025 المسابقة الوطنية للحساب الذهني (سوروبان) المؤهلة للمنافسة الدولية المجمع تنظيمها بتركيا والمملكة العربية السعودية هذا العام.

سعيد بن عياد 

وشهدت المسابقة التي تشرف على تنظيمها ادارة ذات المكتبة مع جمعية نور الإيمان للدويرة مشاركة 250 تلميذ تسابقوا في نشاطات الحساب الذهني والمكعب وفلاش انزاين(الحساب بالداتاشو)، هؤلاء البراعم الذين قدموا من مختلف ولايات الوطن يعدون أبطال المسابقة على مستوى ولاياتهم.

وتتوج المسابقة الوطنية التي صنعت الحدث هذا اليوم ببلدية عين البنيان وما جاورها بتأهيل البراعم أصحاب المراتب الأولى لخوض المسابقة الدولية.

وسهر على تأطير المنافسة مدربون دوليون متخصصين في هذه المسابقة الذهنية التي تمنح الأطفال من الطورين الإبتدائي والمتوسط فرصة التعبير عن قدراتهم وكفاءتهم في حل العمليات الحسابية المعقدة في زمن قياسي، كما أوضحه لنا مدير مكتبة الأنيس عبد القادر بلحوت موضحا أن للجزائر سجل حافل في احتلال المراتب الأولى دوليا.

وقد وضعت المكتبة تحت تصرف المتنافسين كافة الوسائل والامكانيات المادية والبشرية بهدف إنجاح هذه الدورة. وبالفعل تم تخصيص القاعة الكبرى وقسمين للورشات ومكتبين للتصحيح. وتتمثل المسابقة في أن يقوم التلميذ المتنافس بانجاز عمليات حسابية معقدة تصل الى مائة عملية في أقل وقت قياسي لا يتعدى سبع دقائق. 

وعقب مجريات المسابقة التي تدوم يوما كاملا مع وقت مستقطع للاستراحة والغداء تعلن النتائج وتحديد من يتأهل عن جدارة إلى الموعد الدولي لتشريف البلاد.

وبالمناسبة صرح مدير المكتبة أن النشاط لن يتوقف طيلة أيام فصل الصيف بحيث تبادر ببرمجة ورشات مجانية لتكوين في الحساب الذهني لفائدة أطفال بلدية عين البنيان والأحياء المجاورة لها وسوف يتم الإعلان عن الموعد والإجراءات لاحقا.

نشاطات تربوية لا تتوقف

وعلى صعيد أخر تسجل مكتبة الأنيس مع نهاية الموسم الدراسي تنظيم عدة نشاطات من بينها ما يخص تكريم التلاميذ المتفوقين(ابتدائي ومتوسط) من مختلف المؤسسات التربوية وذلك بالتنسيق مع مديري المدارس ومسؤولي الجمعيات المحلية ذات الصلة. وللاشارة ساهمت هذه المكتبة طيلة الموسم الدراسي، الذي يتوج بامتحانات شهادة البكالوريا المقرر انطلاقها غدا الأحد، في مرافقة تلاميذ نهاية الطورين المتوسط والثانوي بتقديم دروس دعم مجانية وتضاعف هذا الجهد في الفصل الأخير بمشاركة أساتذة متطوعين خاصة في مواد الرياضيات والفيزياء والعلوم واللغتين الفرنسية والإنجليزية. 

كما تستقبل المكتبة عددا معتبرا من الأطباء المقبلين على اجتياز امتحانات التخصص بحيث توفر لهم على مستوى قاعة مخصصة المناخ المحفز على المراجعة والبحث.

وعملا بالرسالة التي تؤديها تفتح مكتبة الأنيس أبوابها على مدار السنة أمام التلاميذ والطلبة والجمهور بما في ذلك خلال فصل الصيف حيث يمكن لهم مزاولة المطالعة والبحث والاستفادة من مراجع علمية متنوعة واعارتها.

ويسهر طاقم المكتبة المكون من 12 موظفا وعونا على السير الحسن للمرفق التربوي والتعليمي الوحيد على مستوى بلدية عين البنيان وقد أحصت خلال الفترة 2020 إلى منتصف 2025 تسجيل 4982 منخرط ببطاقة على مستوى قاعة المطالعة والى غاية بداية جوان من هذا العام تم تسجيل 570 تلميذ مما يبرز أهمية هذا الفضاء الذي يستقطب الشباب بشكل متزايد، لذلك يتطلب هذا المرفق الذي يتبع الديوان الوطني للثقافة والإعلام مزيدا من الدعم لضمان ديمومة وظيفته وسط بيئة تعاني من قلة الفضاءات الفعالة وكذا زيادة الطلب عليه لاشباع الرغبة في المطالعة.

حماية المكتبة مسؤولية الجميع

ولدى الحديث إليه أثار مدير مكتبة الأنيس تخوفه ومنتسبي المؤسسة من مصير المكتبة عقب زيارة لجنة من مديرية الصحة لولاية الجزائر بتاريخ 10 جوان 2025 لمعاينة امكانية تحويلها إلى مركز لمرضى السرطان بينما توجد مواقع أخرى بالمنطقة يمكن استغلالها بدل المكتبة. وبالفعل كما اوضحه قدم محدثنا لاعضاء اللجنة اقتراحات بديلة مثل مواقع كائنة بحي المنظر الجميل وكوبيماد وحي 11 ديسمبر 1960.

وفي مراسلة اخطار إلى مدير الديوان الوطني للثقافة والإعلام أشار مدير المكتبة إلى أنه مع التأكيد على أهمية مراكز معالجة مرضى السرطان بالإمكان اختيار العديد من المواقع على مستوى بلدية عين البنيان عوضا عن ضياع فرصة الدراسة لألاف التلاميذ والطلبة. ودعا إلى الحفاظ على موقع هذه المكتبة التي تنشط منذ 2006 ولديها اليوم ارتباط وثيق بالتلاميذ كبوصلة دراسية لهم مما يفرض على لجنة الصحة المعنية والمسؤولين المحليينو اعتماد اختيار يضمن التوازن بين الحق في الصحة والحق في التعلم والمطالعة.