709

0

مختار سعيدي: مسيرة أدبية ومهنية تروي قصة إبداع وإصرار

رحلة من التعليم إلى الأدب ثم إلى عالم الصحافة

مختار سعيدي، الكاتب الجزائري المعروف، ابن مدينة سعيدة، هو مثال حي للتفاني والإبداع الذي يتجاوز الحدود التقليدية.

الحاج شريفي

مسيرته المهنية والأدبية تُجسد التحول من التعليم إلى الإدارة، ومن ثم إلى عالم الأدب والصحافة، مما يعكس شغفه اللامحدود بالمعرفة والإبداع.

البداية التعليمية والمهنية

بدأ مختار سعيدي رحلته التعليمية في دار المعلمين، حيث أظهر منذ البداية موهبة مميزة في الأدب العربي، شجعها أستاذه المصري الذي رأى فيه كاتباً مبدعاً.

تخرج سعيدي وبدأ مشواره المهني كمعلم في عام 1971، إلا أن طموحه لم يتوقف عند هذا الحد، فقد انتقل إلى الإدارة في الشركات الوطنية، حيث شغل مناصب عديدة بدءًا من عون إداري وصولاً إلى رئيس مصلحة الإدارة.

لم يكن مختار سعيدي مكتفياً بما حققه في مجال الإدارة، فلجأ إلى التكوين المهني وحصل على شهادة الكفاءة المهنية في المحاسبة، ثم شهادة المهارة في تقنيات المحاسبة، بالإضافة إلى ذلك، نال مستوى شهادة في الاقتصاد والحقوق، مما مكنه من شغل مناصب قيادية في شركات مثل "سونيك سعيدة" والمديرية العامة لسونلغاز بالجزائر العاصمة، ومؤسسة توزيع أجهزة المنازل والمكاتب بسعيدة.

البدايات الأدبية

رغم انشغالاته المهنية، لم يتخل مختار سعيدي عن شغفه بالكتابة، بدأ الكتابة والنشر في الجرائد في الثمانينيات، حيث كتب في جريدة الشعب، وجريدة الجمهورية الأسبوعية بإشراف الأستاذ أحمد نيار، بالإضافة إلى جريدة الخبر، وجريدة الصح آفة، وجريدة الشروق، وجريدة الأحرار بإشراف الأستاذ ابن الزيبان، وجريدة المساء.

الانتقال إلى الفضاء الإلكتروني

مع تطور التكنولوجيا، دخل سعيدي إلى الإنترنت وشارك في العديد من المنتديات العربية من مصر، وسوريا، والأردن.

تنوعت كتاباته بين الخاطرة، القصة، والرواية، وأصبح له حضور بارز على منصات التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك.

الأعمال الأدبية المنشورة

"صرخة الرفض" (2018): كانت روايته الأولى التي كتبت تقديمها الأديبة التونسية منوبية الغضباني، حظيت الرواية باهتمام نقدي واسع وأصبحت موضوع أطروحة ليسانس في جامعة خنشلة.

كما نالت عدة دراسات من نقاد وأدباء من العراق، مصر، والسعودية.

"مواجع امرأة" (2018): مجموعة خواطر لاقت استحسان القراء والنقاد.

"قطوف لامرأة من جنون" (2021): مجموعة خواطر أخرى، كتب تقديمها الأستاذ داود سليمان الشويلي من العراق.

"مآسي لحظة غياب" (2022): رواية أخرى نالت إعجاب النقاد، كتبت تقديمها الأديبة منوبية الغضباني.

المشاريع المستقبلية

لا يزال مختار سعيدي يواصل إبداعه، حيث يعمل حالياً على مشروع رواية جديدة في فصلها السابع، بالإضافة إلى عدة مشاريع لروايات ومجموعات قصصية قصيرة كانت قد نُشرت في الجرائد خلال الثمانينيات والتسعينيات.

تعبر كتاباته عن مخزون إبداعي كبير كان مسجوناً في درج مكتبه لسنوات، بسبب عدم توفر المال لطبعها.

مختار سعيدي هو نموذج للكفاح والإبداع، حيث جمع بين مسيرته المهنية الحافلة وعطائه الأدبي الغني.

 إسهاماته في الأدب والصحافة تستحق التقدير، وتعد إرثاً قيماً للأجيال القادمة، ورحلته من دار المعلمين إلى عالم الأدب تُظهر كيف يمكن للشغف والإصرار أن يتغلبا على التحديات، ويحققا النجاح في مختلف مجالات الحياة. 

 

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services