تجربة مميزة يرويها  صاحب المبادرة عبد القادر عزوز لبركة نيوز

 

تجربة إعلامية مميزة تفردت في الجزائر ودول المغرب العربي صاحبها الصحفي عبد القادر عزوز الذي أسس أول مجلة تعني بفئة ذوي الهمم.

استوحي التجربة من فرنسا وبالذات في  مجلة  "etre""آتر"، حيث تكوّن  في ذات المؤسسة الإعلامية لتفتح له الأفاق لتطبيق التجربة وفق الظروف القانونية والإجتماعية الجزائرية.

زهور بن عياد

يعود بنا الأستاذ عزوز إلى البدايات الآولى للعمل الخيري والتطوعي في مساره، مؤكدا أنه منذ الصغر وفي عمر جدّ مبكر مارس العمل الخيري دون الإنضمام الرسمي لجمعية، خاصة وأنه في فترة ماقبل تسعينات القرن الماضي لم يكن يسمح القانون بتأسيس جمعيات.

من جمعية إلى مجلة... مسار محفوف بالصعوبات

مع بداية التعددية الحزبية ووبداية الترخيص لتأسيس جمعيات، كانت جمعية الأنيس التي أسسها محدثنا من أولى التجارب في الجزائر، وفي تلك الظروف طفت للسطح فكرة إنشاء مجلة تهتم بذوي الإعاقة، ولكن قانون المجلات التابعة للجمعيات كانت محددة ب8 صفحات فقط،مما اضطر بالصحفي عزوز إلى التفكير في تأسيس مجلة قائمة بذاتها ، وهناك انغمس في مراطون من الإجراءات الإدارية للحصول على الإعتماد، واشترط في الملف تكوين  إعلامي باللغة العربية، بالإضافة إلى الشهادة التي تحصل عليها من مؤسسة "أتر"الفرنسية، على خلفية أن المجلة تصدر باللغتين،لذاحصل الإعلامي عزوز على تكوين من مدرسة الهلال للصحافة.

يتحدث الأستاذ عزوز عن نفسه وكيف تحول من هاوي الفن إلى الشغف بالمغامرة واقتحام الصعاب ليتوج مجهوده بالحصول على الإعتماد سنة 2003.

برنامج منسق بين الإعلام والعمل الخيري

طبع العدد الأول من مجلة "العزيمة" باللغتين  سنة 2004، وحاول صاحب المبادرة خلق نشاط متناسق بين العمل الإعلامي و العمل الخيري، ليتم تسيير قوافل كبرى إلى كافة أقاصي الجزائر، فالقلم والمساعدات الإنسانية لأكثر الفيئات الإجتماعية المحرومة كان الهدف الأول من إنشاء المجلة .

 كان برنامج منظم، عمل من خلاله  الإعلامي عزوز على توثيق هذه القوافل وكشف بها معانات فئة ذوي الإعاقة، فصارت العزيمة ملاذا للكثيرين وفسحة لذوي الهمم.

اللعب بدون كرة

عن سر الإستمرارية والتألق، أجابنا السيد عزوز بقوله "طالما لعبت بدون كرة"، هي كناية عن الصعوبات،رغم قلة الإمكانيات إلا أن إصدار المجلة كان بالنسبة له أكبر تحدي،إلا أن حافزه كان دائما ضرورة الإلتفات إلى فئة ذوي الهمم وتغطية نشاطاتها، بإعتبار المجلة  المنبر الوحيد لها،ومن جهة أخرى كانت هي نفسها الوسيلة الوحيدة  لطرق الأبواب والبحث عن متطوعيين ومحسنين سواء بالإشهار أو تقديم مساعدات طبية للمعاقين، خاصة ممن يقطن الولايات الداخلية.

تغطية 6 دورات للألعاب الأولمبية

ناهيك عن العمل الإعلامي والتطوعي،نظمت مجلة العزيمة عدة ملتقيات طبية تطرقت لمشاكل وأمراض نادرة يعاني أصحابها في صمت، كما تم تنظيم عدة مخيمات صيفية لذوي الإعاقة،

وعلى صعيد آخر شاركت مجلة العزيمة في مختلف التظاهرات الرياضية، حيث غطت ست دورات للألعاب الأولمبية فكانت لها فرصة لزيارة الكثير من الدول عبر العالم، وفي ذات الصدد يقول محدثنا"حضينا بالكثير من التقدير في مختلف دول العالم كما أعجبوا بفكرة مجلة تخصصت في فئة ذوي الهمم،فنشرت المجلة عدة حوارات مع سفراء ومسؤولين كبار،كما كانت لنا مشاركة في منافسات كأس العالم التي احتضنتها دولة قطر، ولعل تمكنني من الإنجليزية والفرنسية مايسر لنا مهامنا كإعلاميين".

قلة الإمكانيات أكبر التحديات

أما عن التحديات التي تواجهها المجلة اليوم، يقول السيد عزوز أنها كثيرة ولكن انعدام الإشهار وقلة الإمكانيات خاصة في ظل ارتفاع تكاليف الطبع أثر سلبا على نشر المجلة مما جعلها تعرف تذبذب في النشر، كما كشف السيد عزوز عن ما تعرض له من حجز على رصيد المؤسسة البنكي على خلفية الملتقى الذي تم تنظيمه سنة 2018 للمعاقين بالتنسيق  مع مؤسسة تابعة لوزارة التكوين المهني، كانت وعدته بالتكفل بالإطعام لفائدة أطفال ذوي الإحتياجات الخاصة الذين وفدوا من الجنوب، ليتم في النهاية التنصل من الوعود وتحميله تكاليف الإطعام التي تجاوزت 100 مليون سنتيم،ورفع عليه قضية التي تم بوجبها الحجز على الرصيد البنكي،ليختم كلامه برسالهة يوجهها للسلطات المعنية، بتوفير الدعم لإستكمال الرسالة الخيرية وتحقيق إعلام متخصص هادف يكون في مستوى تطلعات ذوي الهمم.