1435

0

مديرة دار الشباب القبة لبركة نيوز"شباب الجزائر رائع، لا يشبه شباب العالم، من واجبنا مساعدته ومرافقته "

 

إمراة سخرت جهدها للشباب وعملت بلا كلّل من أجل توفير لهم فضاءا رحبا يستوعب اهتمامهم وشغفهم وإبداعهم، من خلال دار الشباب الذي أصبحت بفضل جهودها وإرادتها الفلاذية منارة تستقطب شباب مدينة القبة العريقة وحتى ممن يقطنون  المدن المجاورة.

السيدة عواطف عرفي مديرة "دار الشباب القبة" خصت بركة نيوز بحوار هادف، تطرقنا فيه لمختلف التحديات والإنجازات التي ساهمت في تحقيقها بفضل إدارتها الرشيدة لهذا الصرح الشباني الذي بات يستقطب مئات الشباب.

حاورتها زهور بن عياد

بداية هل يمكنك الحديث عن مسارك وما الأسباب التي جعلتك تختارين العمل الشباني؟

عرفي عواطف مستشارة شباب خريجة المعهد العالي لتكوين إطارات الشباب دفعة 1989-1991، مربية مختصة  في الشباب، وقبل ذلك كنت رياضية لاعبة في كرة اليد لمولودية الجزائر، وفنانة في الفنون التشكيلية. أحب كل ماهو جميل، وقدعملت كمنشطة للفنون التشكيلية في الكثير من المؤسسات الشبانية.

التحقت بقطاع الشباب والرياضة وعمري 18 سنة برخصة من الوظيف العمومي،بدأت العمل وعمري 21 سنة  بتشجيع كبير من والدي، وكانت أول محطة مستشفى "محمد لمين دباغين" "مايو" بباب الواد، في مصلحة الترفيه التربوي.

 عملنا مع الأطفال المرضى، وهناك استخلصت الكثير من الدروس، و تعلمت أموراكثيرة، كان عملي انساني أكثر منه وظيفة. ، يمكنني القول أن شبابي أعطيته لقطاع الشباب والرياضة،30 سنة عمل كمنشطة  ومسيرة شاركت في عدة تكوينات داخل وخاج الوطن ومكونة مكونين ومنشطين.

وفي 2006، أصبحت مسيرة دار الشباب القبة،حاولت أن أفرض خبرتي التي تجاوزت 30 سنة.

دار الشباب القبة من المؤسسات الشبانية الرائدة، حديثنا عن إنشائها وما تقدمه للشباب من تكوينات ونشاطات؟

مؤسسة دار الشباب القبة، تابعة لوزارة الشباب والرياضة وديوان مؤسسات الشباب تأسست سنة 1956، كانت لديها سمعة ومصداقية منذ سنين،بسبب كفاءة الزملاء الذين تداولوا على إدارتها، الذين أحييهم بالمناسبة.

المؤسسة تحتوي على 5 قاعات، وهناك  قاعة للرياضة وقاعات للعروض،وهي بناء استعماري، تزينه حديقة في المدخل، فيما يخص الرياضة تستقطب عددا كبيرا من الشباب، لذا خصصنا قاعة لخمسة اختصاصات في الفنون القتالية، خاصة وأن بلدية القبة تعرف نقصا في المنشئات الرياضية، ونحصي اليوم أكثر من 300 شاب يمارسون الرياضة بشكل يومي، لذا  تفتح دار الشباب أبوابها بشكل يومي من 9 صباحا إلى غاية 9 ليلا.

 قاعات العروض تضم نشاطات ثقافية و تربوية، لدينا نشاطات لكل شرائح المجتمع، للشباب والأطفال وأخرى خاصة بالنساء وكبار السنة.

 لدينا مجموعة صوتية نسوية من نساء متقاعدات،يمارسن الفنون العلاجية خصصنا لهن فضاءا، وأصبحن متخصصات في الأغاني التراثية،

فرؤيتهن وهن يغنين يشكل  لوحات فنية رائعة، ولدينا أيضا قسم محو الأمية وهناك من النساء من يقدمن على تعلم اللغات، وتم تكريمهن من قبل أطفال المؤسسة، لأن فكرتنا  تكمن في ربط علاقة تواصل واستمرارية بين جيل الأمس واليوم.

وفيما يخص النشاطات العلمية لدينا الإعلام الالي، ونادي الصحافة الرقمية، الذي أعتبره نشاط علمي لأن فيه عدة اختصاصات كالتصوير والإعلام الآلي والمونتاج.
كما يوجد نادي البيئة والفنون التشكيلية النحت والرسم والكاريكاتور الاشغال اليدوية،رسومات المانجا وهي ثقافة صينية، تم إدراجها لأني لمست مواهب شبانية وأردت استغلالها، وقد اكتشفنا قدرات ومواهب رائعة، في السينما والمسرح الإرتجالي والفنون الغنائية.

 كما نرافق الشباب لإنشاء مشاريع وشركات ناشئة من خلال تقديم ورشات تكوينية يؤطرها مختصين، وذلك  في إطار مواكبة توجهات الدولة الجزائرية.

  ليس لدينا صلاحية لتقديم شهادات مهنية ولكننا فتحنا عملنا بالتنسيق مع التكوين المهني لفتح فضاءات ومنح شهات تأهيل.

من خلال ما تقومون به من نشاطات اكتشفنا اهتمامكم  بذوي الهمم،كيف استطعتم إدماج هذه الفئة في نشاطاتكم؟

الإهتمام بفئة ذوي الإحتياجات الخاصة يمنحنا الشعور بالرضا، إحساس لا مثيل له، تعلمت منهم أشياءا كثيرة،ومن مبدأ حق الترفيه للجميع، بادرنا    بإدماج ذوي الهمم في بعض النشاطات وذلك كان في البداية بالتنسيق مع جمعية شمس للفنون العلاجية.

بدأنا عملنا بطريقة محتشمة وكنت اقترح على المنشطين إدماج طفل أو طفلين من ذوي الهمم وكان ردهم إيجابي، وهذا ما فتح الباب وشجعني على إدماج شباب أخرون، وكان ذلك في فترة العطل المدرسية، والهدف لم يكن الإدماج فقط بل جعل الطفل العادي يتقبل الآخر المعاق ويتعايش معه.

الآن نعمل بالتنسيق مع جمعيات متعاقدة مع المؤسسة كجمعية التحدي، ونسعى لإدماج  هذه الفئة مهنيا ونمنحهم مؤهلات وتكوين عن كيفية انشاء مؤسسات مصغرة، باعتبارهم  حرفيين وفنانين مبدعين.

 كما كانت لنا تجربة في الصيف الماضي مع وزارة الشباب والرياضة، وتم تنظيم مخيم صيفي لأطفال التوحد، احتوى على برنامج بيداغوجي،  استعنا بأهل الاختصاص في الفنون العلاجية والرياضة العلاجية، ومختصين نفسانيين ومرافقين، كانت 10 أيام بالنسبة لأطفال التوحد تجربة رائعة ومفيدة.

 ومن هذا المنبر أوجه رسالة للمسؤولين باستغلال هذه الفئة  ومنحهم فضاءات لبيع منتوجاتهم، هناك فتيات من ذي الإحتياجات الخاصة، يقمن بصناعة دمى ترتدين اللباس الجزائري التقليدي، و هذا فيه رسالة قوية للحفاظ على الموروث الثقافي.

كما أن ذوي الهمم لا يحتاجون يوما في السنة للإحتفال والتكريم وأنا ضد فكرة تخصيص لهم يوما، بل علينا إدماجهم مهنيا والإعتناء بهم على مدار السنة.

فمساعدة هذه الفئة لها هدفين ، أولا نساعدهم لحمايتهم من الإقصاء والتهميش في المجتمع، ومن جهة أخرى استغلال قدراتهم في تنمية الإقتصاد الوطني.

هناك من يقول أن المؤسسات الشبانية تعرف عزوفا من الشباب أنفسهم، ما رأيكم في هذا؟

 ليس هناك عزوف بل نحن في سنة 2023 ، ونحن كمؤطرين وكهيئة، ندعو لترميم المؤسسات الشبانية، وإعادة هيكلتها بما يتوافق مع احتياجات الشباب.

العزوف لا ينطبق على مؤسستنا، فالإمكانيات الموجودة " 5 قاعات"غير كافية، أحيانا أكون محرجة لان القاعات لاتستوعب العدد الهائل من الشباب، وهذا ما يضطرنا في بعض المرات من استغلال بهو المؤسسة للقيام بالنشاطات .

فمرافقة الشباب يجب أن تكون بالإمكانيات والتوعية وفتح  أبواب دور دار الشباب، ونحن في مؤسستنا ركزنا على الجانب النفسي من خلال خلية الاعلام والاصغاء، والتوعية من خلال القيام بحملات تحسيسية من مختلف الآفات.

هل أنت راضية على ما قدمته للشباب وماهي أكبر التحديات التي تواجهكم كمؤسسة شبانية رائدة؟

أنا مقتنعة بمهمتي وراضية بما ما أقدمه للشباب ، وحين نلاحظ هذا الإستقطاب الكبير لكل الفئات نشعر أننا أدينا واجبنا وأبعدنا الشباب عن الشارع وما يحتويه من أفات إجتماعية.

 قبل سنوات كنت شابة وأردت تنظيم معرضا للفنون التشكيلية وطالبت بتأطير لوحاتي، لكن للأسف قوبل طلبي بالرفض، وتم تأطير لوحات فنان أخر، ومنذ ذلك الحين عرفت معنى أن تكسر معنوياتك، وتعاهدت مع نفسي، لما أكون في منصب ما سأساعد الشباب بما أوتيت من إمكانيات لتحقيق طموحاتهم ومرافقتهم، ونظرتي للشباب وكأنه مرآة تعكس تلك الفترة التي عشتها.

أما عن التحديات، فدار الشباب صارت لا تستوعب العدد الهائل من المنخرطين والذين يريدون الانخراط، لذا ندعو لترميم المؤسسة واستحداث هياكل جديدة، نحن لا نعاني نقصا في التأطير وإنها نقصا في الهياكل .

كمسيرة لدار الشباب، ماهي المشاريع أو الأفكار التي لم تستطيعون تجسيدها؟

 أردت لو تتوفرهيئة تعمل على تجسيد  مشروع متحف بيئي في المؤسسة يزواج بين البيئة والفن نعتمد فية على الرسكلة،  فالمشروع مكلف ولكن نحاول بإمكانياتنا المحدودة تحقيق ولوجزء يسير منه، بفضل جهود العاملين حاولنا غرس أشجار الفواكه، كما اعتمدنا على غرس أزهار وأشجار في كل مناسبة نحتفل بها، مثلا لما نظمنا حملة تحسيسية على سرطان الثدي غرسنا ورد بلون الزهر كرسالة أمل، ولما قمنا بتظاهرة مساندة للشعب الفلسطيني قمنا بغرس شجرة زيتون.

رسالة للشباب نختم بها الحوار؟

افتخر بالشباب الجزائري،  الواعي بخدمة وطنة  ومن واجبنا مساعدته ومرافقته، والجزائر لديها شباب لا يشبه شباب العالم.

أقول للشباب أنتم رائعون لقد التمسنا ذلك في عدة مواقف وطنية وعالمية، لا تفقدوا الأمل، لا تجعلوا صغائر الأمور تحبطكم،والجزائر فوق كل شيء وتأكدوا أنكم محظوظون أنكم جزائريون.

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services