في حادثة مؤلمة هزّت سكان مشتة بويخليجن ببلدية تالخمت، ولاية باتنة، تدخلت مصالح الحماية المدنية مساء اليوم، الإثنين، لانتشال جثة امرأة أربعينية بعد سقوطها في بئر ارتوازي، عمقه حوالي 20 مترًا ومعبّأ بالمياه.

ضياء الدين سعداوي

النداء الاستعجالي بلغ وحدة الحماية المدنية في حدود الساعة الثالثة و14 دقيقة بعد الزوال، لتتنقّل فرق الإنقاذ على وجه السرعة إلى الموقع الواقع في دائرة رأس العيون، مدجّجة بالمعدات اللازمة لمثل هذه الحالات الحرجة.

سباق مع الزمن

وصل الأعوان إلى المكان، ليواجهوا بئرًا عميقًا مغمورًا بالمياه بعلو مترين تقريبًا.

شرع الفريق في عملية دقيقة، تحكمها اعتبارات السلامة وضيق الوقت، لكن الأمل في إنقاذ الضحية خفت سريعًا، حيث تم انتشال الجثة في حالة وفاة، بعد فوات الأوان.

الضحية، وهي امرأة تبلغ من العمر 40 سنة، نُقلت على الفور إلى مصلحة حفظ الجثث بالمستشفى المحلي، وسط صدمة وحزن سكان المنطقة، الذين توافدوا على المكان في محاولة لفهم تفاصيل هذا الحادث المأساوي.

خطر الآبار المفتوحة

يعود إلى الواجهة الحادثة أعادت إلى السطح إشكالية الآبار الارتوازية غير المحمية المنتشرة في المناطق الريفية، والتي تمثل خطرًا حقيقيًا على الأرواح، سواء من السكان أو حتى من الأطفال والحيوانات.

ورغم النداءات المتكررة بضرورة تأمين مثل هذه الآبار، إلا أن الحوادث المأساوية تتكرر من حين لآخر، مشكّلة مأساة إنسانية صامتة.

دعوات للتحقيق والتأمين

من جهتهم، ناشد عدد من سكان مشتة بويخليجن السلطات المحلية بتكثيف الجهود لإحصاء وتأمين الآبار المهجورة أو غير المؤمنة، خصوصًا في المناطق الزراعية، التي تعرف انتشارًا كثيفًا لهذا النوع من المنشآت القديمة، والتي تحولت في كثير من الأحيان إلى مصائد موت.

الحماية المدنية: جهود لا تتوقف

مرة أخرى، أثبتت مصالح الحماية المدنية جاهزيتها العالية في التعامل مع الحالات الطارئة، رغم صعوبة التضاريس وخطورة المهام.

ومع ذلك، يبقى الجانب الوقائي مسؤولية مشتركة بين المواطنين والسلطات، لتفادي فقدان أرواح بريئة في حوادث يمكن تجنّبها.

حادثة تالخمت ليست مجرد رقم في سجل التدخلات، بل صرخة موجعة في وجه الإهمال، ودعوة صريحة لمراجعة سياسة الوقاية، قبل أن تتكرّر المأساة في بئر آخر، وبضحية جديدة.