1242

0

معيوف سلمى تخوض تجربة التأليف و تستلهم من عمق الذات وقفات للكتابة و التأمل

الكتابة مجال اجتمعت فيه الحكمة و المعرفة ، تأخذ القارئ في رحلة بين الأفكار ،ليجد ظالته ويستشف خلاصة التجارب والخبرات،ليبقى الكتاب دائما المحصن من التزييف و المغالطات التي ينسجها الواقع الافتراضي في مواقع التواصل الاجتماعي التي ألغت دور الكاتب و الكتاب في مجتمع قلت فيه المطالعة وفقد الكتاب الكثير من قيمته.
في هذا السياق كان لنا لقاء مع الكاتبة سلمى معيوف التي اقتحمت عالم الكتابة

شيماء منصور بوناب

سلمى معيوف خريجة حقوق و علوم إدارية متحصلة على شهادة ليسانس في الحقوق و شهادة الكفاءة المهنية للمحاماة، استقت من البحث و السؤال  لإخراج العقل من حالة الخمول الى الحركة .

وعن بدايتها في عالم الكلمة و الكتابة تشير إلى محاولاتها الأولى في كتابة خلجاتها وما قد يعتري ذاتها من مزيج مختلط بين العاطفة و التوتر و الشرود و الوعي ، فيض من الأحاسيس التي رسمت أولى خطواتها في ميدان التأليف فكانت بمثابة نقلة نوعية من مرحلة الضياع الى مرحلة أخرى كان الوعي سيدها .

في ذات الجانب نجدها تقول موضحة" الكتابة كان سبيل البحث عن ذاتي التي أسست عليها تجارب و خبرات حياتية أهلتني للانطلاق بشكل رسمي في عالم الكلمة تعبيرا عن وجداني و كياني"،وعلى ضوء ذلك تصف محدثتنا كتابتها بأنها نصوص أدبية يغلب عليها الطابع العاطفي خاصة في سياق الكآبة و الخذلان الذي كان متنفس لها و لمكبوثاتها النفسية التي عرفت الحرية بعد ابتعادها عن مجال القانون و الحقوق الأكاديمية.

وكتقييم لأول منشوراتها تنوه الكاتبة معيوف إلى كونها نصوص مجردة من الحقيقة تفتقر للتدقيق العلمي والتمحيص الفكري ، بما أنها كلمات مبعثرة لا تعرف مقصدا و لا غاية انما سطور تليها سطور بلا حكمة و لا مغزى قد يلبي غرورها المعرفي الذي لا طالما كان واجهة بحثها و سؤالها الدائم...

وبحكم التجريب و الخبرة ارتقت كتابتها وسطرت أولى مضامينها تحت عنوان" البحث عن المعنى ...تأملات في الذات والأخر و فلسفة المعاني"، هو كتاب ولد من تأملات يومية و تجارب حياتية جمعت مقتطفاتها بالوعي و الادراك الذي صاغت من خلاله نصوص أدبية ذات طابع فلسفي تأملي نفسي ، يعالج قضايا الصراع بين الفكر و اللغة و أزمة الزمن بالنسبة للبحاث عن المعرفة مجسدة في ذلك حوار العقل و الروح والجسد.

وفي ختام لقائنا مع الكاتبة معيوف سلمى تؤكد لنا أن مسار الكاتب أو هاوي القلم غير مضمون لما يصادفه من صعوبات و حواجز تضعف عزيمته و تأثر في قرارة ذاته ،فتجعله في المنتصف بين الاستمرار او العودة نتيجة عقود إدارية وتكاليف مادية تحول بينه و بين ابراز ابداعاته .

فالعثور على دور نشر تغطي احتياجات الكاتب و بسعر معقول أصبح شبه متوفر فغلاء الأسعار و تدني قيمة الدينار جعل من المادة موضع اشكال عند الكثير من الكتاب فتترك أعمالهم في مسودات بين الرفوف و الأدراج تتآكل بتوالي الأيام فيغطيها الغبار دون الاعتبار لقيمتها الفكرية و المعرفية التي غالبا ما تكون سبيل دخل الكتاب ومصدر رزقهم.

يضاف اليها تدنى معدل المقروئية التي ألغت دور الكتاب خاصة الملموس على حساب الانشغال بمواقع التواصل الاجتماعي و تتبع حياة المشاهير التي لا ترتقي بالفكر و لا بالذات ، مجرد أوهام تشغل المراهقين و الشباب عن ما قد يغذي عقلهم و ادراكهم .

وكرسالة أخير للشباب تقول ذات المتحدثة" شباب اليوم بحاجة لتنوير تام لعقولهم وأرواحهم من خلال التنويع في مراجعهم الفكرية و المعرفية التي تزيد من رغبتهم في المطالعة بما يعزز مؤهلاتهم ويزيدهم  ثقة بأنفسهم".

 

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services