1316
0
لمطراس لصناعة الخيام".. فنادق متنقلة لتنشيط السياحة الداخلية في المناطق المعزولة

تعد السياحة من مصادر الدخل الرئيسية لكثير من الدول، وتعتمد عليها ميزانيات دول كبرى، ومع التنافس الدولي الشديد على جذب مزيد من السياح، تظهر كثير من الأفكار السياحية الجديدة الموجهة لخدمة السائح، سنتعرف في هذا المقال عن أحدث صيحات و اتجاهات السياحة الإبداعية في الجزائر .
نزيهة سعودي
في هذا الإطار تواصلت بركة نيوز مع العايب حكيم صاحب 59 سنة يشرف على وكالة سياحية "لمطراس للسياحة و السفر" و يملك أيضا شركة ناشئة عائلية تسمى ب" لمطراس لصناعة القباب"، هو و أبناءه فريق عمل الشركةجلهم متخرجين من معاهد وطنية للسياحة و منظمين لفريق الشركة المتحصلة على علامة لابل أواخر 2020.
مشروع بديل للطيران و دعم للسياحة الداخلية
فكرة إنشاء المؤسسة لدى عائلة العايب جسدت بعد فترة وباء كورونا بعدما مرت كل الوكالات السياحية بأزمة مالية و فترة قاسية عرفها العالم بأكمله، انطلقت الفكرة كمشروع بديل لتجنب الطيران و السياحة الخارجية و تنشيط السياحة الداخلية خاصة أن الجزائر تعرف نقص في المرافق السياحية منها الأماكن البعيدة التي لا يمكن القيام بفنادق فيها.
بعد تجول السيد العايب رفقة أولاده إلى العديد من الدول المتفتحة على عالم السياحة بقوة، كالصين الشعبية وجدوا أن لهم بدائل في المناطق السياحية النائية من خلال الترويج لها و تهيئة المنتجعات لتصبح فنادق متنقلة و هي عبارة عن قبب جيوديسية ذات هيكل كروي سهلة التركيب و التفكيك توفر كل المرافق الضرورية للسائح، كدورة مياه، الحمام، المطبخ و كل ما يحتاج من مكيف هوائي و طاقة شمسية و سرير و غيرها ، لتمكنه من التجوال في أي مكان يرغب فيه، كما تهدف المؤسسة إلى إيصال فكرة الفندق للسائح في الأماكن السياحية المعزولة.
رغم العراقيل ... عزم على مواصلة المشوار
عرف المشروع إنطلاقة قوية في أواخر 2020 أثناء ذروة الكوفيد، فرغم الظروف التي كانت تعرفها البلاد من ذعر و خوف إلا أن أصحاب المشروع عزموا على مواصلة مشوارهم و تحقيق مبتغاهم، ورفعوا تحدي في بداية سنة 2021 فلم يكن الوباء حاجزا بالنسبة لهم بل كانوا يسافرون بكل حرية غربا شمالا و حتى جنوب البلاد بحثاً عن المواد الأولية اللازمة لتطوير المشروع و فعلا تم إيجاد كل الوسائل الحديثة في الجزائر بعدها انطلقت مرحلة المحاولة.
تهتم شركة لمطراس لصناعة الخيم بالسياحة الداخلية البديلة على وجه الخصوص و ذلك للتعريف بالأماكن السياحية المتواجدة في الجزائر و ليست معروفة بالنسبة للمواطن الجزائري و كل سواح العالم، و هي مصنفة بالنسبة لمسرعة الشركات الناشئة algeira aVenture من بين الشركات الناشئة الخضراء التي تهتم بالسياحة الإيكولوجية باعتبارها أصديقة للبيئة.
من بين المشاكل و العراقيل التي تواجهها الشركة يقول حكيم العايب أن "أي شركة ناشئة تواجهها معيقات و لكن بالتحدي و الإرادة و الإصرار على التفوق و تحقيق المبتغى يمكننا القضاء على المشاكل الموجودة، لكن تبقى دائما الموارد المادية أي ميزانية المؤسسة لا تكفي لتغطية كل متطلبات زبائن شركة لمطراس لصناعة القباب" ، و رغم محاولتهم لتفادي بعض المشاكل إلا أن العائق المادي هو المشكل الأساسي للشركة.
مشاركات عديدة جعلتها تصنف كمحطة لأفخم الفنادق
شاركت مؤسسة لمطراس في المهرجان الدولي لتيمقاد أين تم وضع أول قبة جيوديسية كمنصة شرفية استضافت وزير السياحة و وزيرة الثقافة و والي ولاية باتنة و السلطات المحلية ،أين تلقت الفكرة ترحيب و تشجيع كبير من الوزاراة تلك كانت الإنطلاقة الأولى، بعدها انخرطت في المعرض الدولي للسياحة أين لم يتصور الحاضرين أيادي جزائرية تشتغل على قبة جيوديسية بتلك المواصفات العالمية، واعتبروه فندق يصنف ضمن فنادق 5 نجوم.
بعد ذلك عرفت الشركة سنة 2022 صدى كبير من قبل المواطنين والشركات السياحية والمستثمرين في المجال السياحي و أصحاب المطاعم الفخمة و الفنادق، و كان هناك تواصل بين الشركة والمطاعم الفخمة من أجل إقامة تلك القبة الجيوديسية كقاعة للاستقبال أو قاعات VIP في شرف المطاعم الفخمة باعتبارها فكرة جديدة و محبوبة .
حسب محدثنا فإن سر نجاح أي شركة ناشئة هي الإرادة و العزيمة موضحا أنه " مهما كانت الفكرة ينبغي عدم الاستخفاف بها و اليأس منها بل اعطائها حقها ومحاولة ترك بصمة جديدة و التحفيز والابتكار للوصول للأهداف المرادة".
بعدما كان لأصحاب المشروع الفرصة في المشاركة في برنامج التسريع الخاص بالمؤسسات الناشئة الناشطة في مجال الاقتصاد الأخضر مع 10 شركات أخرى، يصرح محدثنا " لقد تغيرت العديد من الأمور في المؤسسة فمنها أمور تعليمية كنا نجهلها مثل كيفية الترويج للمنتوج و بيعه و حتى طريقة التحدث مع الزبائن و التنظيم تغيرت الكثير من الأمور بالنسبة للمؤسسة".
طموحات نحو الابداع و الاستغلال العالمي
و بالنسبة لطموحات و آفاق الشركة الناشئة هو تطويرها ليصبح المنتوج يصدر و يستغل عالميا و ليس محليا فقط خاصة و أن إفريقيا كبيرة و إمكانياتها عالية في المجال السياحي ، والعمل ليصل المنتوج المصنوع بتقنيات حديثة إلى العالم كله، مع عدم البقاء في نفس المنتوج بل الإبداع في أشكال و أنواع القباب الجيوديسية.
و في الأخير ككلمة وجهها السيد العايب إلى كل من لديه الفكرة و لم يجسدها لحد الآن، أن الفرصة سانحة في ظل التسهيلات القانونية،كالإعفاء من الضرائب، إضافة إلى تحفيزات عديدة للمؤسسات الناشئة، باعتبارها قاطرة لتطوير الإقتصاد ومواكبة العصر و التطورت التكنولوجيات الحديثة، مشيرا إلى أن الهجرة ليست الحل للشباب بل الإنجاز و المثابرة هو المنفذ الوحيد لضمان مستقبل زاهر و تحقيق الأهداف و تجسيد الأفكار الحقيقية وتحويلها إلى مشاريع ابتكارية صغيرة من ثم تطويرها من أجل النجاح.