230

0

لماذا نخسر رمضان؟

بقلم الأستاذ سيد علي دعاس

بَعْدَ أَنْ قَطَعْنَا نِصْفَ الطَّرِيقْ وَهَا نَحْنُ فِي مُنْتَصَفِ رَمَضَانَ يَحِقُّ لَنَا أَنْ نَتَسَاءَلَ. هَلْ شَعَرْنَا بِلَذَّةِ الصِّيَامْ؟

قَدْ يَقُولُ أحدكم: أَضُنُّنِي لَا أُحِسُّ بِلَذَّة... أَشْعُرُ أَنَّ عِبَادَتِي صَارَتْ عَادَةً.

وَهُنَا عَلَيْنَا أَنْ نَسْأَلَ أَنْفُسَنَا: لِمَاذَا نَخْسرُ رَمَضَان؟

نَعَمْ، هُنَاكَ مَنْ يَخْسرُ رَمَضَانَ وَيخْسرَ فَضْلَهُ وَأَجْرَهُ -وَالعِيَاذُ بِالله-، وَرُبَّمَا لَمْ يَشْعُرْ ذَلِكَ الخَاسِرُ بِلَذَّةِ الصِّيَامِ والقِيام، ولاَ يَعْرِفُ مِنْ رَمَضَان إِلاَّ الجوُعَ وَالعَطَش. فَأَيُّ حِرْمَانٍ بَعْدَ هَذَا الحِرْمَانْ؟ نَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الخُسْرَانِ.

فَلِمَاذَا إِذَنْ نَخْسرُ رَمَضَان؟

يَقول الله – تعالى-: "لَوْلاَ فَضْلُ اللهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَكُنْتُمْ مِنْ الخَاسِرِينَ".[1]

 فَعلينا أنْ نَحْذَرَ مِنْ أُمُورٍ رُبَّمَا كَانَتْ سَبَبًا فِي خَسَارَةِ رَمَضَانَ دُونَ أَنْ نَشْعُرَ... والتي مِنها:

1-            الغَفْلَةُ عَن النِّيَّةِ وَعَدَمُ اِحْتِسَابِ الأَجْرِ، بأَنْ نَتْرُكَ الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ، ونَبتعدَ عَن الشَّهَوَاتِ للهِ – تعالى- وَحْدَهُ. قَالَ الله – تَعَالَى- فِي الحَدِيثِ القُدُسِّيِ: "...إِلاَّ الصِّيَام فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزيِ بِهِ".

2-            إِهْمَالُ الصَّلَوَاتِ الخَمْسِ وَتَأْخِيرُهَا عَنْ وَقْتِهَا، أو أَدَائِهَا بِكَسَلٍ وَخُمُولْ.

3-            السَّهَر، الذي يُعْتَبَرُ مِنْ أَعْظَمِ أَسْبَابِ خَسَارَةِ رَمَضَانْ.

4-            الغَيْبَةُ وَالقِيلُ وَالقَالْ؛ فَمَا صَامَ مَنْ أَكَلَ لُحُومَ النَّاسِ وَأَعْرَاضِهم؟

5-            سُوءُ خُلُقِ البَعْضِ، فَتَرَاهُ سَرِيعَ الغَضَبِ وَالسَّبِّ وَالشَّتْمِ... فَيَضيعُ صِيَامُهُ ويُحْرَمُ أَجْرَهْ.

6-            التَّسَكُّعُ فِي الشَّوَارِعِ وَالأَسْوَاقِ، وَالجُلُوسُ عَلَى الأَرْصِفَةِ.

7-            الطَّمَعُ وَالشُّحُّ، وَعَدَمُ الإِنْفَاقِ فِي رَمَضَان... فَالصَّدَقَةُ لَهَا عِدَّةُ خَصَائِصَ، مِنْهَا شَرَفُ الزَّمَانِ، وَإِعَانَةِ الصَّائِمِينَ عَلَى طَاعَاتِهِمْ فَتَشْتَرِكَ مَعَهُمْ فِي الأَجْرِ، وَلا نَنْسَى فَضْلَ الجَمْعِ بَيْنَ الصِّيَامِ وَالصَّدَقَةِ.

8-            مجالسة رفقاء السُّوءِ وَأَصْحَابِ الهِمَمِ الدَّنِيئَةِ.

9-            التَّقْصيِرُ فِي حَقِّ الوَالِدَيْنِ وَالزَّوْجَةِ وَالأَوْلَادِ، وَعَدَمِ القِيَامِ بِحَقِّهِمْ.

كَانَتْ هَذِهِ بَعْضُ أَهَمِّ الأَسْبَابِ التِّي يَخْسِرُ بِهَا المُسْلِمُ رَمَضَانَ...

 فَإِيَّاكُم أَنْ تَخْسِروا رَمَضَانَ.



[1]   سورة البقرة / الآية 64

شارك رأيك

التعليقات

لا تعليقات حتى الآن.

رأيك يهمنا. شارك أفكارك معنا.

barakanews

اقرأ المقالات البارزة من بريدك الإلكتروني مباشرةً


للتواصل معنا:


حقوق النشر 2024.جميع الحقوق محفوظة لصحيفة بركة نيوز.

تصميم وتطويرForTera Services