لماذا نتجه للكتابة؟

لماذا نكتب، تساؤل يطرح في الكثير من المرات، يراود الكاتب والقارئ على حد سواء، فالقارئ بصفته المتلقي والمستهلك قد تنبثق في ذهنه أسئلة كثيرة حول ما يقرأ ويطالع، وخاصة في زمننا، زمن الانفجار المعلوماتي من حيث الهدف من المكتوب والمغزى منه، وفي المقابل فالكاتب أولى بطرح أسئلة أعمق والتي تعد في حقه واجبا من خلال كتاباته وما يريد منها، وفي ذلك يرصد أجوبة تجعله يقدم أو يحجم عن هذا الفعل النبيل.

عبد النور بصحراوي

في الحقيقة أن الكتابة، تعد حالة إبداعية عاكسة لنفسية وشخصية وعقلية الكاتب وما يراه وما يؤمن به، وهي كذلك محاولة ملتزمة تجاه مجتمعه القارئ نفعا ورفعا لمستواه ومواكبة لأماله وآلامه.

لا شك أن للكتابة وقعا على العقول والقلوب، فهي متنزه عقلي واستفراغ روحي للكاتب ومتعة ومنفعة للقارئ، لأنها -كما هو المفترض-رسالة منبعها فكرة متوهجة في العقل تسطرها الأنامل، لتتدفق معاني نفيسة تنفس عمن سطرها وتجعل ممن وجهت له سائحا في عوالم ومدارج الزخم الفكري والأدبي الذي يمهد لمشروع إنسان الحضارة.

إن صدى الكتابة ورونقه، لا ينبغي أن يجعلنا نغفل عما تجري به أقلامنا على تعدد تجلياتها أدبا وصحافة وغيرها وهو الالتزام بمسؤولية العمل على نشر الفضيلة ومحاربة الرذيلة والدفاع عن المبادئ والقضايا الحقيقية التي تخص الأفراد والمجتمعات، وهذا ما يفسر ثقل الأمانة التي قل المبتعثون لها.

إذا فالكتابة طواف أفكار وحروف وكلمات ورحلة التزام ومسؤولية وأمانة ومتنفس للكاتب والمكتوب له، من شأنها الدفع بالمجتمعات نحو الأفضل في شتى المجالات، إذا استحضرت هذه المعاني وكانت المنطلق نحو عالم الكتابة.